حاميها حراميها ... بقلم : سعيد دويكات

الجمعة 08 يوليو 2011

حاميها حراميها
سعيد دويكات

وأخيراً بدأت "الخيرات الحسان" تخرج من جعبة حكومة الشفافية والمؤسساتية والأمن والقانون، فها هو سوس الفساد يطل برأسه بعد أن نخر الشجرة من الأساس إلى الرأس..وبعد أن أصبحت الأنوف مزكمة بالرائحة التي طالما حاول البعض أن يسترها برائحة أطباق (المسخن والكنافة والمفتول ) كمشاريع حيوية استنفذت طاقات وقدرات حكومة الشفافية!!

لا ندري حتى الآن ما هو سبب تصاعد حمى الشرف المفاجئ والكشف عن الفساد والمفسدين ومن الذي أرسل رياح  النخوة فأزاحت بعض الملفات التي كانت تستر بعضا من عورات المفسدين..هل هي صحوة ضمير في الوقت الضائع أم انتقام مبيت ممن وُسموا بالفساد حتى أصبح دينهم وديدنهم وماركة مميزة لهم،أم قلب للطاولة قبل أيلول على رؤوس أصحاب مشاريع المفتول؟ أم تقديم لأكباش فداء على مذبح تسوية الخلافات بين فلان وعلان ؟؟ وبالمحصلة فهي جميعا  ضربات تحت الحزام يسددها أطراف يعرفون بعضهم البعض جيدا وربما عملوا سوية في النهب والسلب والفساد على قاعدة (دافنينه سوا) ولكن بعضهم كان أشطر فسارع ليتغدى برفاقه قبل أن يتعشوا به أو قل ربما محاولة للرد على من حاولوا أن يتغدوا  به.

اليوم تظهر أكثر فأكثر سوءات ظن أصحابها أنها كانت مخبوءة عن الناس علماً أن قبحها باد للعيان ومع ذلك كان يقال : أين الدليل ؟ وها هو شاهد بل شهود من أهلها يشهدون .. وها هي الحكومة "النموذج" تهوي إلى أسفل سافلين..

حكومة تقطع أرزاق الناس وتسلبهم لقمة عيشهم دون ادني وازع من ضمير لا لشيء إلا لأنهم شرفاء وتحارب الله في كتابه وعباده ومساجده وتحرم أسر  الشهداء والأسرى وتعذبهم وتستبدل نساءهم بنساء وزراء ومسؤولين في اخذ أضعاف أضعاف مخصصاتهم لزوم العدسات اللاصقة والميك أب والترفيه " كما شهد شاهد منهم قبل يومين الكثير مما تقشعر له الأبدان ".

أنصاف رواتب وأشباه رواتب للموظفين المساكين الهاربين من ملاحقة الدائنين... وآلاف مؤلفة من الدولارات للمستشارين والمقربين والحبايب كاملة غير منقوصة استعدادا لنتائج المصالحة وأيلول وما بعد أيلول..

معركة ضارية وضربات مؤلمة من هنا وهناك وكلها (حتى اللحظة) تحت الحزام ..أطرافها يشحذون أسلحة وثائقهم وتسجيلاتهم وفيديوهاتهم التي أعدوها لمثل هذا اليوم وسيكسب فيها من كان رصيده وممتلكاته من الوثائق و"اليوتيوب" أعظم وأزخم وسيخسر الرهان صاحب السجلات واليوتيوبات الأوخم!!

ما يظهر اليوم ليس كل الفساد بل هو جزء صغير من سفح الهرم إذ لم يعلن بعد عن كمية السوس الناخر في القمة ولا عن السوس والسُوَيْس في وسط الهرم وأسفله، بعد أن أصبح الفساد هو الأصل والطهارة هي الاستثناء، فكم من أناس لا يكاد يعرفهم أو يسمع بهم احد كانت تطوف الفئران زوايا بيته مئة مرة باحثة عن كسرة خبز ثم يتصبب عرقها وينهكها التعب وتخرج جارّةً أذيال الفشل والخيبة دون أن تجد مبتغاها وتجدها اليوم ترفع شعار " سيارة لكل فرد من أفراد العائلة " وإذا سألته قال لك : " هذا من فضل ربي " ولو صدق لقال : "هذا من فضل نهبي".

ما تم كشفه  من فساد سواء كان أمرا طبيعيا أو نتاج حرب مستترة بين حيتان لم يعد يتسع لها الميدان أم تضحية بلصوص صغار لينجو كبارهم الذين علموهم اللصوصية أو انتقام مبيت يرفع صاحبه شعار" علي وعلى أعدائي" أو تلميع لوجوه ما عادت تجدي نفعا معها كل مساحيق التجميل...مهما يكن السبب فالشعب رغم صدمته ونكسته ووكسته في هؤلاء وخسارته لقوت يومه إلا انه كسب أمرا عظيما وهو أنه لم يعد بمقدور أحد من هؤلاء أو من رعاهم أو شابههم أو لف لفهم أن يكلم الناس بعد اليوم عن نزاهة وشفافية ودولة ومؤسسات فقد " ذاب الثلج وبان المرج". وليعلم أصحاب هذه الشعارات أن بضاعتهم كسدت وتجارتهم بارت ولن يجدي التستر والاختفاء خلف شعارات ظنها البعض ذهبا فإذا هي "فالصو" وليبدأ اللعب على المكشوف بين الفلسطينيين الحقيقيين والفلسطينيين المستأجرين.  

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية