حتى أنت يا قملة
بقلم وسام عفيفة
أكثر ما يقلق أولياء الأمور انتشار القمل بين طلاب المدارس، ومع أن القمل ليس خطيرا من وجهة النظر الطبية، لابد من التخلص منه فور اكتشافه. فالحكة الناتجة عن الحساسية من القمل قد تؤدي إلى جرح فروة الرأس وجعلها عرضة للتلوث والعدوى، وقد يكون للقمل أعراض أخرى كالقلق وعدم النوم الذى ينتشر لدى الأطفال.
جيد أن يسن قانون مدرسي لإجبار الطالب أو الطالبة المستهترة على التخلص من القمل وإلا يتم عزله عن باقي الفصل، خصوصا أن هناك شكاوى تحذر من انتشاره سريعا في الآونة الأخيرة بين طالبات المدارس في الصفوف الابتدائية تحديدا.
في المقابل لا تثير مواقف فصائل منظمة التحرير -وخصوصا اليسار- اتجاه زيارة القرضاوي لغزة أي تأثير حقيقي سوى التشويش وتصيبنا بالحكاك و"الهرش"، خصوصا أن عدم حضور مشايخ وعلماء الدين من الجبهات ومفتي الحزب الشيوعي (حزب الشعب حاليا) لن تعكر صفو زيارة رجل دين إسلامي وعلامة للتضامن مع غزة. رجل له من المؤلفات ما يفوق عدد عناصر بعض الفصائل المقاطعة.
قبل أن أنسى وللتذكير: القملة هي حشرة متطفلة لها ستة أرجل تعيش في شعر الإنسان وتتغذى على دمه.
يمكن استيعاب موقف سلطة رام الله وحزبها من زيارة القرضاوي على اعتبار أن غزة وحكومتها غريمتها السياسية، لكن الغريب موقف الفصائل التابعة، المتطفلة في مواقفها السياسية، وتتغذى على جراح الانقسام، وهي أكثر من يخشى المصالحة، وأول من يعهر التوافق بين الخصمين السياسيين تحت لافتة رفضها "المحاصصة".
على أي حال استقبلتم القرضاوي او "حردتم" حالكم مثل حال تنتوف: "رحت تنتوف ورجعت تنتوف، القمل مصفوف والحمد لله على السلامة"، ويمكنكم الاحتجاج برأي شيخ ومفتي حكومة رام الله، بأن زيارة القرضاوي للأقصى أو رام الله تحت الاحتلال حلال، أما التضامن مع غزة لكسر الحصار حرام لأنها تؤدي إلى مفسدة الانقسام.
لو أن المناضل الأممي تشي جيفارا يعيش اللحظة السياسية الراهنة، يا أهل اليسار، كان أول من زار قطاع غزة من أحرار العالم وكان قال لكم: "إنّ الثُوَّار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي ويبدؤون هدم ما ناضلَتْ من أجله الثورة، وهذا هو التناقض المأساوي: أنْ تناضل من أجل هدف معين، وحين تبلغه تتوقف الثورة وتتجمّد في القوالب، وأنا لا أستطيع أنْ أبقى متجمداً في المنصب ودماء الثورة تغلي في عروقي".
وبهذه المناسبة حاورت قملة كما حاورها الكاتب جمال حافظ واعي وسألتها:
إلى أية سلالة وراثية تنتمين؟
القملة: نحن ننتمي إلى سلالة من السياسيين وكلانا يصنع الجرب ولكن الفرق بيننا هو أن هؤلاء السياسيين يصنعون جرب العقول أما نحن فنصنع جرب الأجساد.
حتى أنت يا قملة ..
يرحم ستي كان ردت: "اللي عندها الحلى تتحلى واللي عندها القمل تتفلى".
بقلم وسام عفيفة
أكثر ما يقلق أولياء الأمور انتشار القمل بين طلاب المدارس، ومع أن القمل ليس خطيرا من وجهة النظر الطبية، لابد من التخلص منه فور اكتشافه. فالحكة الناتجة عن الحساسية من القمل قد تؤدي إلى جرح فروة الرأس وجعلها عرضة للتلوث والعدوى، وقد يكون للقمل أعراض أخرى كالقلق وعدم النوم الذى ينتشر لدى الأطفال.
جيد أن يسن قانون مدرسي لإجبار الطالب أو الطالبة المستهترة على التخلص من القمل وإلا يتم عزله عن باقي الفصل، خصوصا أن هناك شكاوى تحذر من انتشاره سريعا في الآونة الأخيرة بين طالبات المدارس في الصفوف الابتدائية تحديدا.
في المقابل لا تثير مواقف فصائل منظمة التحرير -وخصوصا اليسار- اتجاه زيارة القرضاوي لغزة أي تأثير حقيقي سوى التشويش وتصيبنا بالحكاك و"الهرش"، خصوصا أن عدم حضور مشايخ وعلماء الدين من الجبهات ومفتي الحزب الشيوعي (حزب الشعب حاليا) لن تعكر صفو زيارة رجل دين إسلامي وعلامة للتضامن مع غزة. رجل له من المؤلفات ما يفوق عدد عناصر بعض الفصائل المقاطعة.
قبل أن أنسى وللتذكير: القملة هي حشرة متطفلة لها ستة أرجل تعيش في شعر الإنسان وتتغذى على دمه.
يمكن استيعاب موقف سلطة رام الله وحزبها من زيارة القرضاوي على اعتبار أن غزة وحكومتها غريمتها السياسية، لكن الغريب موقف الفصائل التابعة، المتطفلة في مواقفها السياسية، وتتغذى على جراح الانقسام، وهي أكثر من يخشى المصالحة، وأول من يعهر التوافق بين الخصمين السياسيين تحت لافتة رفضها "المحاصصة".
على أي حال استقبلتم القرضاوي او "حردتم" حالكم مثل حال تنتوف: "رحت تنتوف ورجعت تنتوف، القمل مصفوف والحمد لله على السلامة"، ويمكنكم الاحتجاج برأي شيخ ومفتي حكومة رام الله، بأن زيارة القرضاوي للأقصى أو رام الله تحت الاحتلال حلال، أما التضامن مع غزة لكسر الحصار حرام لأنها تؤدي إلى مفسدة الانقسام.
لو أن المناضل الأممي تشي جيفارا يعيش اللحظة السياسية الراهنة، يا أهل اليسار، كان أول من زار قطاع غزة من أحرار العالم وكان قال لكم: "إنّ الثُوَّار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي ويبدؤون هدم ما ناضلَتْ من أجله الثورة، وهذا هو التناقض المأساوي: أنْ تناضل من أجل هدف معين، وحين تبلغه تتوقف الثورة وتتجمّد في القوالب، وأنا لا أستطيع أنْ أبقى متجمداً في المنصب ودماء الثورة تغلي في عروقي".
وبهذه المناسبة حاورت قملة كما حاورها الكاتب جمال حافظ واعي وسألتها:
إلى أية سلالة وراثية تنتمين؟
القملة: نحن ننتمي إلى سلالة من السياسيين وكلانا يصنع الجرب ولكن الفرق بيننا هو أن هؤلاء السياسيين يصنعون جرب العقول أما نحن فنصنع جرب الأجساد.
حتى أنت يا قملة ..
يرحم ستي كان ردت: "اللي عندها الحلى تتحلى واللي عندها القمل تتفلى".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية