حتى لا نسرف في الحماس للانتخابات!...بقلم : لمى خاطر

الخميس 02 يونيو 2011

حتى لا نسرف في الحماس للانتخابات!



لمى خاطر




رسائل صارخة الوضوح ما زال الاحتلال يوجهها للفلسطينيين، وكان آخرها احتجاز رئيس المجلس التشريعي د. عزيز الدويك مع مجموعة من النواب لدى مرورهم على أحد الحواجز، ثم اعتقال النائب نزار رمضان، مع أنه لم يمض على خروجه من سجون الاحتلال سوى بضعة أشهر، أمضى قبلها سنوات عديدة في الأسر. وهذا حال ينطبق على غالبية قادة وكوادر الصفوف المختلفة لحماس في الضفة الغربية.


وبطبيعة الحال؛ متوقع أن تزيد وتيرة الاعتقالات في صفوف كوادر الحركة كلما تقدم اتفاق المصالحة خطوة على طريق التنفيذ، وأن تعود أحكام السجن الإداري في سجون الاحتلال لتسجل رقماً قياسياً جديدا، نتيجة لنهج الاستئصال الشامل الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق كوادر الحركة في الضفة.


الرسالة الإسرائيلية من حملاتها الأخيرة (والتي لم تتوقف أصلا) ينبغي أن تفهم بشكل جيد، خصوصاً مع ذلك الحماس التي تبديه بعض الأوساط الفصائلية للانتخابات الجديدة والتي يفترض أن تشرف عليها الحكومة القادمة، وهذه الرسالة تقول بوضوح إن إسرائيل لن تسمح تحت أي ظرف بتكرار فوز حماس في الانتخابات، وإنها ستسعى لعرقلة نشاطها وتقييد أطرافها قبل تحديد موعد الانتخابات وبدء العمل رسمياً لها. وهذه العرقلة لن تكون عن طريق الاعتقالات فقط، بل سنشهد لها مؤشرات أخرى كالتلويح بالحصار والتجويع حينا، وبعدم الاعتراف بأي نتيجة لصالح حماس حيناً آخر، وبإشاعة أجواء الترهيب النفسي حيناً ثالثا عبر استهداف كل من يشتبه بصلته بحماس وبحملتها القادمة، وهو ما سيعني أن العملية الانتخابية ستفقد أهم عوامل نجاحها وصحتها، وهي النزاهة والحرية وتوفر فرص التنافس العادلة.

الفصائل الفلسطينية لا تبدو معنية بالاكتراث بتلك السياسة الإسرائيلية ولا بالتوقف عندها، لشجبها وإدانتها على الأقل، أو لتقديم ضمان حقيقي باحترام نتائج الانتخابات وحمايتها في حال جوبهت بالرفض الدولي والتعطيل الإسرائيلي، وكون تلك الفصائل معنية بتغييب حماس وملء الفراغ الناشئ عن ذلك، فهي ستظل أسيرة صمتها وانتهازيتها وسلبيتها في ردود فعلها تجاه حملات استئصال حماس المتزايدة في الضفة!

قد يقول قائل إن الاستهداف الإسرائيلي رافق حملة حماس الانتخابية في 2006 ولم يمنع فوز الحركة حينها، وهذا صحيح، لكنّ الاحتلال لم يكن يتوقع أن تفرز النتائج فوزاً كاسحا، ولا أن تصمد حماس بعد فوزها وترفض الخضوع لشروط الرباعية ومقاسات الاحتلال، ولا أن تتحول غزة إلى ما يسميه نتنياهو (قاعدة للإرهاب) في خاصرة الكيان. وبالتالي فإن كانت التجربة الأولى قد عززت مكانة حماس السياسية ولم تؤد لثنيها عن خطها المقاوم بشكل عام، فتكرار فوزها سيضيف لرصيدها الشرعية المطلقة، وسيكبّل أيدي جميع الأطراف المعادية لها. ولذلك فسيعمل الاحتلال على التدخل المباشر وغير المباشر في العملية الانتخابية، وبالفعل والتهديد ومحاولة زعزعة الوعي العام وبثّ جو من الإرهاب النفسي والفكري قبل وبالتزامن مع الحملة الانتخابية القادمة.


وكل هذه الأمور ينبغي لحماس أن تأخذها بعين الاعتبار، وأن تتوقف مليّاً عندها لتدرس أبعادها، ومدى تأثيرها على استعدادها وجاهزيتها لتلك المرحلة، والأهم من ذلك مدى تقبّل قواعدها لتكرار تجربة يريد معظم الآخرين خوضها فقط بهدف تغيير المعادلة الحالية، ودون أن تتوفر لجميع القوى ضمانات العمل الحرّ والأجواء الصحية والنزيهة، لأن سيف اللاءات والاشتراطات الخارجية ومعها نهج الابتزاز ما زال مشرعاً في وجوهنا!

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية