حتى لا نُفرط في التفاؤل!
لمى خاطر
منذ الانقلاب في مصر كان واضحاً أن أجهزة السلطة في الضفة الغربية امتلكت نفَساً إضافياً مدّها بإلهام من نوع خاص لتعزيز هجومها الإعلامي والأمني ضد الجهات التي تمثّل المقاومة، وتحديداً حماس والجهاد الإسلامي!
المجازر الدموية والفكرية التي نفّذها نظام الانقلاب كانت تعني للسلطة وأجهزتها شيئاً واحداً: نزع آخر غلالة من الحياء عن خطابها وسلوكياتها، أي الحياء الذي كان يحملها على مراعاة ردود الفعل أو التخوف من النظرة السلبية تجاهها ولو بالحد الأدنى، فرأينا على سبيل المثال جرأتها في إطلاق النار على عناصر من الجهاد الإسلامي في جنين واعتقالهم بعد إصابتهم، رغم أنها كانت سابقاً تحاول إبقاء معركتها ضد المقاومة متركّزة على حماس، لأن هذا يفيدها في تسويق تبريراتها الكاذبة أمام الإعلام والجمهور، كما يفيد فئة الجبناء والساكتين عن تلك الجرائم بالادعاء أن تلك الانتهاكات تتم على خلفية الانقسام.
دور السلطة التابعة لحركة فتح بأجهزتها المختلفة ككيان مكرّس لحماية أمن الاحتلال ومحاربة إمكانيات النهوض بالمقاومة لم يعد خافياً على أحد، لكن الغريب أن هناك من ظلّ وسيظلّ ممتهناً تقزيم إشكال القضية الفلسطينية كلّها واختزالها بموضوع الانقسام، ولستُ أبرّئ هنا أصواتاً في حركة حماس عند تعاطيها مع موضوع الانقسام والاختلاف على الساحة الفلسطينية.
هناك كثيرون ما زالوا يبنون نظريات هشّة تتصوّر أن الصلح السياسي بين الضفة وغزة سيخدم مشروع التحرر، ويُسقطون من حساباتهم –عمداً أو تغافلاً- أن قوام السلطة كلّها مرتكز على قوّة الأجهزة الأمنية، لأنها بمقدار التزامها بمحاربة المقاومة وضبط الأوضاع في الضفة والحيلولة دون اندلاع انتفاضة شعبية ستحظى بالدعم والتسليح، وسُيتاح للسلطة الاستمرار في التنفس الاصطناعي ككيان إداري.
ومن جهة أخرى، يبدو إصرار عباس وحاشيته السياسية على البقاء في مسار المفاوضات غير المنتهي أمراً غير قابل للتبدّل، لا بالمصالحة ولا بالنصح ولا بالاحتجاج على جناية هذا الفريق بحق قضية فلسطين، وحده مسار المقاومة من سيُبطل إفك التسويات ويُعيد القطار إلى سكته الطبيعية، وإن كانت المقاومة في أضعف حالاتها في الضفة فلا يجوز أن يكون البديل البحث عن مساحيق تجميل لمشروع السلطة أو إضفاء شيء من الشرعية على سياساتها!
مطلوب اليوم من فصائل المقاومة وتلك المصنفة عليها ومعها كل من يؤمن بكارثية الارتباط الأمني مع الاحتلال والتورط في عملية التفاوض أن يراعوا في خطابهم ومواقفهم هذا الأمر، فقبل الحديث النمطي المكرور عن المصالحة وضروراتها عليهم أن يشرحوا للجمهور ماهية ومفهوم تلك المصالحة والأسس التي ستنبني عليها، أهي المصالحة المستندة إلى مشروع وطني قادر على تحرير الإرادة من التبعية للاحتلال، أم مصالحة تنتج حكومة مشوهة وتركز اهتمامها على الغرق في وهم ووحل الانتخابات التي لن تفضي سوى لمزيد من التعقيد، بغض النظر عن إمكانيات إجرائها أو نتائجها؟
ولعلّ نظرة فاصحة لتفاعلات الإقليم من حولنا، ستدلّل على عبثية المسارات الضبابية والحلول المجتزأة وعمليات الترقيع المؤقتة، فالخيارات السليمة المبصرة مواضع خطواتها تتطلّب مشاريع واضحة حتى وإن كانت أثمانها كبيرة، أما الظن بإمكانية إحداث اختراق آني في جدار غير قابل لذلك فليس إلا تبهيتاً لموقف المقاومة، وإمداداً للمتآمرين بفرصة أخرى للحياة وعدم الحياء!
لمى خاطر
منذ الانقلاب في مصر كان واضحاً أن أجهزة السلطة في الضفة الغربية امتلكت نفَساً إضافياً مدّها بإلهام من نوع خاص لتعزيز هجومها الإعلامي والأمني ضد الجهات التي تمثّل المقاومة، وتحديداً حماس والجهاد الإسلامي!
المجازر الدموية والفكرية التي نفّذها نظام الانقلاب كانت تعني للسلطة وأجهزتها شيئاً واحداً: نزع آخر غلالة من الحياء عن خطابها وسلوكياتها، أي الحياء الذي كان يحملها على مراعاة ردود الفعل أو التخوف من النظرة السلبية تجاهها ولو بالحد الأدنى، فرأينا على سبيل المثال جرأتها في إطلاق النار على عناصر من الجهاد الإسلامي في جنين واعتقالهم بعد إصابتهم، رغم أنها كانت سابقاً تحاول إبقاء معركتها ضد المقاومة متركّزة على حماس، لأن هذا يفيدها في تسويق تبريراتها الكاذبة أمام الإعلام والجمهور، كما يفيد فئة الجبناء والساكتين عن تلك الجرائم بالادعاء أن تلك الانتهاكات تتم على خلفية الانقسام.
دور السلطة التابعة لحركة فتح بأجهزتها المختلفة ككيان مكرّس لحماية أمن الاحتلال ومحاربة إمكانيات النهوض بالمقاومة لم يعد خافياً على أحد، لكن الغريب أن هناك من ظلّ وسيظلّ ممتهناً تقزيم إشكال القضية الفلسطينية كلّها واختزالها بموضوع الانقسام، ولستُ أبرّئ هنا أصواتاً في حركة حماس عند تعاطيها مع موضوع الانقسام والاختلاف على الساحة الفلسطينية.
هناك كثيرون ما زالوا يبنون نظريات هشّة تتصوّر أن الصلح السياسي بين الضفة وغزة سيخدم مشروع التحرر، ويُسقطون من حساباتهم –عمداً أو تغافلاً- أن قوام السلطة كلّها مرتكز على قوّة الأجهزة الأمنية، لأنها بمقدار التزامها بمحاربة المقاومة وضبط الأوضاع في الضفة والحيلولة دون اندلاع انتفاضة شعبية ستحظى بالدعم والتسليح، وسُيتاح للسلطة الاستمرار في التنفس الاصطناعي ككيان إداري.
ومن جهة أخرى، يبدو إصرار عباس وحاشيته السياسية على البقاء في مسار المفاوضات غير المنتهي أمراً غير قابل للتبدّل، لا بالمصالحة ولا بالنصح ولا بالاحتجاج على جناية هذا الفريق بحق قضية فلسطين، وحده مسار المقاومة من سيُبطل إفك التسويات ويُعيد القطار إلى سكته الطبيعية، وإن كانت المقاومة في أضعف حالاتها في الضفة فلا يجوز أن يكون البديل البحث عن مساحيق تجميل لمشروع السلطة أو إضفاء شيء من الشرعية على سياساتها!
مطلوب اليوم من فصائل المقاومة وتلك المصنفة عليها ومعها كل من يؤمن بكارثية الارتباط الأمني مع الاحتلال والتورط في عملية التفاوض أن يراعوا في خطابهم ومواقفهم هذا الأمر، فقبل الحديث النمطي المكرور عن المصالحة وضروراتها عليهم أن يشرحوا للجمهور ماهية ومفهوم تلك المصالحة والأسس التي ستنبني عليها، أهي المصالحة المستندة إلى مشروع وطني قادر على تحرير الإرادة من التبعية للاحتلال، أم مصالحة تنتج حكومة مشوهة وتركز اهتمامها على الغرق في وهم ووحل الانتخابات التي لن تفضي سوى لمزيد من التعقيد، بغض النظر عن إمكانيات إجرائها أو نتائجها؟
ولعلّ نظرة فاصحة لتفاعلات الإقليم من حولنا، ستدلّل على عبثية المسارات الضبابية والحلول المجتزأة وعمليات الترقيع المؤقتة، فالخيارات السليمة المبصرة مواضع خطواتها تتطلّب مشاريع واضحة حتى وإن كانت أثمانها كبيرة، أما الظن بإمكانية إحداث اختراق آني في جدار غير قابل لذلك فليس إلا تبهيتاً لموقف المقاومة، وإمداداً للمتآمرين بفرصة أخرى للحياة وعدم الحياء!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية