حركة فتح تستغيث...فهل من مغيث؟
بقلم: حسام الدجني
العاصفة، أم الملايين، السواد الأعظم، الرصاصة الأولى، عيلبون، صمود بيروت، المشروع الوطني، وغيرها الكثير هي واصفات لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، تلك الحركة التي انطلقت من رحم المعاناة، وأطلقت رصاصتها الاولى إلى صدر العدو الاسرائيلي، والتي كتبت بحروف من دم أبجديات الصراع الفلسطيني الصهيوني.
فماذا حصل لتلك الحركة العملاقة، هل انتشر السم في جسدها الطاهر، أم ماذا؟ هل سم اوسلو المصنوع في الولايات المتحدة الامريكية لا يوجد له علاج، هل السلطة والجاه حرفت مسار التفكير عند النخبة الفتحاوية؟
اليوم حركة فتح تتعرض لجملة من الضغوط الدولية من أجل استئناف المفاوضات المباشرة، ويبدو أن حركة فتح ممثلة بقائدها السيد محمود عباس هي ذاهبة نحو تلك المفاوضات، لأن قرارها اليوم أصبح رهينة بأيدي المانحين الدوليين، ولأنها اعتمدت على تربية حزبية تقوم على أساس المصالح الذاتية، ولذلك هي بحاجة ماسة كي تستمر ديمومتها الى تلك المساعدات وتلك المنح والامتيازات.
فلأول مرة بالتاريخ المعاصر يشعر عشاق حركة فتح بعزلة سياسية واجتماعية، وتجسدت تلك العزلة من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بتاريخ 15/8/2010م، وشاركت فيه الحركة الوطنية الفلسطينية عن بكرة أبيها باستثناء حركة فتح، حيث رفضت تلك الفصائل قرار الذهاب الى المفاوضات المباشرة، واعتبرتها عبثية تضر بالمشروع الوطني الفلسطيني.
فيا ترى أين تسير حركة فتح، وما هو نهاية النفق الذي ارتأته لنفسها، هل هو نفق مظلم، أم يحمل بذور الأمل، ولكن علمتنا تجارب التاريخ، أن من يسير في فلك الأعداء فنهاية النفق هو الظلام، ومن يسير خلف إرادة الأمة فنهاية النفق الأمل والتحرير.
معظم جماهير شعبنا توقعت من المؤتمر السادس لحركة فتح بان يعيد البوصلة الى مسارها الطبيعي كحركة تحرير وطنية، ولكن يبدو أن تيار الرياح العاتية أخذ البوصلة واخذ الحركة الى غياهب المجهول، وهذا يطرح ما هو مستقبل فتح في ضوء قبول المفاوضات المباشرة؟
حركة فتح في كلا السيناريوهين ستدفع ثمناً باهظاً قد يلقي بتداعياته السياسية على مسيرتها المستقبلية، فلو نجحت المفاوضات حسب المقاييس الاسرائيلية والامريكية، فإن الحركة ستدفع فاتورة ذلك أمام شعبها وامتها، وسيلعنها التاريخ، أما اذا تمسكت بثوابتها الوطنية ورفضت التنازل
والتفريط، وهذا سيسعدنا بالتأكيد، ولكن هذا سوف يجعل الحركة متهمة دولياً بأنها عقبة أمام عملية السلام، وسيتم ايقاف الدعم المالي، وسيتم البحث عن البديل السياسي، وهو جاهز بالمناسبة، ويحكم حالياً الضفة الغربية، وهو الدكتور سلام فياض رئيس حكومة رام الله، وهذا سوف يؤثر على مؤسسات الحركة ووحدتها كونها أهملت التربية الحركية التي تربي عناصرها وكوادرها على المبادئ الثورية وتحرير الأرض والمقدسات والحفاظ على الثوابت، لا على المناصب الوظيفية، والتي سوف تنتهي مع انتهاء الدعم الدولي.
حركة فتح اليوم تستغيث، ولكنها لا تمتلك أن تعلي الصوت، فهي اليوم بحاجة الى تكاتف حقيقي ووحدة حقيقية على الأرض ومصالحة وطنية تشارك فيها كل القوى الوطنية والاسلامية من أجل عرقلة المخططات الصهيو أمريكية التي تلوح بالافق.
حركة فتح تستغيث... فلا تقفوا متفرجين عليها، وأغيثوها...
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية