حصار غزة يتضامن مع حصار اليرموك ... بقلم : د. حسن أبو حشيش

الجمعة 17 يناير 2014

حصار غزة يتضامن مع حصار اليرموك

د. حسن أبو حشيش

كعادتها ومنهجها وفكرها تنتفض غزة كي تتضامن مع أهلها في مخيم اليرموك على مستوى الإعلام والتحرك السياسي وفعاليات الجماهير وحشد الميادين، وصولاً للدعم المالي والمادي. غزة فقيرة، محاصرة، محتاجة، تموت جوعاً ومرضاً، وتخاف الظلمة والعتمة، وأهلها في قلة الزاد والدواء...كل ذلك صحيح وأكثر من ذلك، لكنها صاحبة قرار وطني، وموقف ديني، ورأي إنساني، وتتسلح بالعزة والكرامة والإباء...

ولأنها لم ولن تعطي الدنية في دينها و لأنها تتوحد في مشاعرها وأحاسيسها مع مثيلاتها من بقاع الأرض التي تضم شتات الشعب الفلسطيني... فلقد قررت أن تنتفض من وسط ظلمتها وفقرها وحاجتها وحصارها لتتضامن مع اليرموك، تضامن الجريج مع الجريح، والمحاصر مع المحاصر، والصامد مع الصامد. فمنذ أسبوع تقريباً تتكاتف الفعاليات والتحركات... ففصائل العمل الوطني تخرج في مسيرة تضامنية، والحركة النسائية التابعة لحركة حماس تنظم وقفة دعماً لليرموك، وأطفال غزة يعربون عن تضامنهم مع أطفال اليرموك، و المجلس التشريعي يعقد جلسة خاصة بتوصيات عامة لمن يهمه الأمر بضرورة التحرك لرفع الحصار عن اليرموك، و أمس الجمعة نظمت حماس مسيرات كبيرة في قلب مدينة غزة لتوصل صوت التضامن، والحكومة في غزة تُجري اتصالاتها مع من تستطيع للضغط لفك الحصار الممتد لأكثر من مائة وتسعين يوماً تقريباً.

الفعل التضامني الأهم هو حملة التبرعات التي دعت إليها حركة حماس في مساجد قطاع غزة، وهنا كان الدرس والرسالة والفخر والاعتزاز، فبرغم أن الرواتب متأخرة ومتقطعة لمن له راتب، والحصار عطل كل الحركة الصناعية والإنشائية والتجارية، ورفع نسبة البطالة والفقر... إلا أن الفلسطيني تقاسم مع أخيه في اليرموك قلة الزاد، ورغيف الخبز، فتم جمع حسب متابعتي وعلمي أكثر من 400 ألف دولار في يوم الجمعة فقط، وقد تكون هناك أرقام لم تتضح لي فيكون المبلغ مضاعفاً، وسيصل لليرموك عبر الطرق الرسمية المعروفة. بعد ذلك نسأل لماذا يحاربون غزة؟! لأنها تكشف خيبة مليارات العرب، وتفضح سياسة الذل للحكام، ولأنها تُمثل نبض الشارع، وكرامة الأمة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية