حقيقة التسجيل الذي كشف عباس!!... بقلم : حبيب أبو محفوظ

حقيقة التسجيل الذي كشف عباس!!... بقلم : حبيب أبو محفوظ

الإثنين 16 نوفمبر 2009

حقيقة التسجيل الذي كشف عباس!!

حبيب أبو محفوظ


لا أتفق كثيرًا مع الذين يقولون بأن تقرير اليهودي (جولدستون) هو الذي أسقط ورقة التوت الأخيرة عن رئيس السلطة الفلسطينية (المنتهية ولايته منذ 9 أشهر)، محمود عباس، فشجرة التوت التي يقف خلفها "أبو مازن" قد أصبحت ومنذ زمن بعيد جرداء قاحلة، بلا أوراق ولا أغصان، بل وحتى بلا جذور؛ وذلك منذ توقعيه على اتفاق مدريد، ومشاركته في اتفاقية أوسلو.. وغيرها الكثير والكثير من الأعمال التي ما جرت على الفلسطينيين سوى الويلات والدمار.

نحن نعذر أبو مازن على موقفه من تقرير جولدستون؛ لأن "السيد الرئيس" ومنذ 4 سنوات لم يشاهد قطاع غزة رأي العين، ولا حتى عبر النافذة من إحدى طائراته المسافرة إلى واشنطن أو غيرها من دول العالم التي تبعد عن غزة آلاف الأميال، وبالتالي أبو مازن بعيدٌ كل البعد عن حصار غزة، وهو أبعد ما يكون عن الحرب التي تعرَّض لها شعبه قبل عام، وبالتالي هو معذورٌ في تقدير الآثار الجسيمة التي لحقت بالقطاع خلال الحرب!!.

نحن أيضًا نعتذر لمحمود رضا عباس عما صاحب موقفه من تقرير جولدستون من صخبٍ إعلامي، لم يتوقعه لا هو ولا حتى مسئولين كبار في السلطة الفلسطينية، "بحسب ما سمعت وشاهدت على الفضائيات"، إذ إن ما قام به عباس ومن معه من قادة سلطة أوسلو عبر سنوات طويلة مضت، أكبر بكثير من قضية جولدستون!!.

حتى بشهادة صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية وفي أكثر من عدد صادرٍ لها؛ أكدت بأن "الرئيس الفلسطيني" طلب من باراك بعد الحسم العسكري في قطاع غزة بتاريخ 14/6/2007م، ضرب القطاع لإعادة السلطة إليه مرةً أخرى، وهو الأمر الذي أثار استغراب واستهجان باراك، ومن ثم رفضه لطلب عباس؛ لأن الوقت لا يسمح حينها بتنفيذ رغبته تلك!!.

جاء تقرير جولدستون بعد عمل دءوب، استمر لأشهر عدة استمعت فيه لجنة التحقيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان لمئات الفلسطينيين الذين استهدفوا بالطائرات والدبابات الصهيونية أثناء حرب غزة؛ ليثمر هذا الأمر عن حشد موقفٍ عربي ودولي لما يزيد على 39 دولةً لإدانة الكيان الصهيوني؛ لارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة، وللمرة الأولى بعد سلسلة طويلة من المجازر التي ارتكبها الصهاينة، إلا أن لسلطة أوسلو ورئيسها محمود عباس موقفًا آخر "أنقذ به الصهاينة"، وهذا بالضبط التعبير الذي استخدمه نتنياهو في خطابه أمام الكنيست اليهودي.

لم يكن بحسبان محمود عباس والطيب عبد الرحيم أن باراك قام بتسجيل حديثهما معه أثناء حرب الفرقان، والذي كان على النحو الآتي:

- عبد الرحيم: عليكم إبقاء قواتكم البرية (الدبابات) في قطاع غزة لفترة أطول؛ حتى يتم القضاء كليًّا على حماس.
- باراك: لا نستطيع ذلك فالحرب لها تكلفتها العسكرية الكبيرة.

- عباس وعبد الرحيم "بالاتفاق": لكن عليكم اجتياح مخيمي جباليا والشاطئ فهما معقلا حماس في غزة، والقضاء عليهما يعني القضاء على حماس، وليذهب من المدنيين في المعركة مَن يذهب، فهم الذين اختاروا حماس وعليهم تحمل نتيجة اختيارهم.

هذا بالضبط هو التسجيل الذي هدَّد به نتنياهو عباس في حال لم تسحب السلطة الفلسطينية قرارها بالتحقيق في تقرير جولدستون، فضلاً عن امتيازات أخرى من ذلك إعطاء الموافقة الفورية على منح ترخيص شركة هواتف خلوية خاصة بياسر محمود عباس، والنتيجة تكذيب عباس لكل ذلك، ومحاولته عبر خطابه الأخيرة الاختباء خلف إصبعه!!.

ربما الأمر الذي يترك الباب مفتوحًا، والذهن شاردًا، والعينين محدقتين بذهول، أن يخرج بعد كل الذي حصل نفرٌ من أبناء الشعب الفلسطيني في مسيرة تأييد "للسيد الرئيس"، فنكتشف حينها أننا ما زلنا في بداية الطريق.. وبأن حسمًا "فكريًّا وأخلاقيًّا"، يجب أن يطرق الآن أبواب الضفة الغربية.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية