حق العودة على هدى معركة حجارة السجيل!
عماد صلاح الدين
على المستوى العربي والفلسطيني الرسمي لعقود خلت، وتحديدا منذ اتفاقيات اوسلو 1993،1994، كان ينظر الى امكانية تحقيق وتنفيذ حق العودة للاجئين الفلسطينيين، على أنه ضرب من الوهم والخيال وطلب المستحيل من اسرائيل ومن المجتمع الدولي حتى بوجود قرارات دولية تنص على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين كالقرار رقم 194 لسنة 1949.
لقد كثرت مشاريع توطين واستيعاب اللاجئين في اماكن تواجدهم او استيعاب جزء محدود منهم في الدولة الفلسطينية الموعودة على الاراضي المحتلة عام 1967، خصوصا في فترة التسعينيات من القرن الماضي ايام كانت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في اوج قوتها؛ كانت هناك اللجان الثنائية ومجموعات العمل المتعددة حول اللاجئين وبرنامج تنفيذ السلام لسنة 1995، وغيرها.
للأسف في تلك الفترة أعلاه تربح كثير من الاكاديميين وما يسمى بالخبراء الفلسطينيين من وراء الابحاث واوراق العمل والدراسات التي كان يراد منها تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين باسم البحث العلمي والاكاديميا المزيفة.
بقي الصوت الفلسطيني والعربي خجولا جدا في الحديث والتعاطي مع حق العودة للاجئين الفلسطينيين، كان اقصى ما يطالب به الفلسطينييون والعرب الرسميون هو حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين كما جاء في قمة الجامعة العربية في بيروت عام 2002، وفي كل الاحوال كانت حقيقة الموقف هو التنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى اراضيهم وبيوتهم التي هجروا منها تحت مبررات عدم العملية والواقعية، وصعوبة طرد الصهاينة من الاراضي المحتلة عام 1948.
لقد وصل اليأس الفلسطيني الرسمي الى حد اعلان ان فلسطين هي الاراضي المحتلة عام 1967 والى الابد، وانه لا حق لنا مطلقا في صفد وفي الاراضي والممتلكات التي تقيم عليها اسرائيل دولتها المحتلة، وبقي لنا حسب هذا اليأس حق الرؤية والمشاهدة لتلك القرى والبلدات الفلسطينية المحتلة.
اليوم وعلى هدي معركة حجارة السجيل الاستثنائية في تاريخ العرب والمسلمين المعاصر، التي اضطر وزير الجيش الاسرائيلي ايهود براك على وقع الانتصار الذي تحقق للمقاومة الفلسطينية فيها على اسرائيل ان يقدم استقالته النهائية من الحياة السياسية، نقول ان حق العودة للاجئين الفلسطينيين بدأ يخرج عمليا من حيز الحديث النظري السياسي والاكاديمي والاعلامي الى افق وواقع التطبيق والتنفيذ العملي في الفهم الاستراتيجي الفلسطيني والعربي الاسلامي له مستقبلا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية