حق لا يسقط بالتقادم ... بقلم : د. أيمن أبو ناهية

السبت 16 مايو 2015

حق لا يسقط بالتقادم


د. أيمن أبو ناهية

مثلت النكبة الفلسطينية أهم وأكبر عملية تطهير عرقي عبر التاريخ الحديث، لن تزول آثارها إلا بالعودة إلى الديار، 67 عامًا مرت على نكبة ضياع فلسطين وتهجير الشعب الفلسطيني من أكثر من ألف قرية ومدينة، جعلت ثلثي الشعب الفلسطيني لاجئين ينتظرون العودة لحظة بلحظة.

ما زال الشعب الفلسطيني الصامد في وطنه لم ينسَ حقه, فالنكبة باقية في مخيلته تتوارثها الأجيال، ويطالب بتنفيذ قرار الأمم المتحدة (194) الذي يؤكد أن الفلسطينيين شعب طرد من أرضه وله الحق في العودة شعبًا لا مجموعة أفراد متضررين من الحروب, لذا يجب التمسك بهذا القرار، مع المؤامرات التي تحاك ضد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، خاصة أن هذه القضية هي جوهر ولب القضية الفلسطينية، فكلٌّ يتكالب على حق العودة، وقد كانت هناك نوايا من بعض الجهات للتنازل عن هذا الحق.

فلا يمكن لأي جهة من الجهات، أو أي مسؤول من المسؤولين أن يقدم على أي خطوة تؤدي إلى التنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين تحت أي ظرف من الظروف، فحق العودة لن يسقط بالتقادم، مهما طال الزمن الذي حرم الفلسطينيون فيه العودة إلى ديارهم، وهو حق غير قابل للتصرف من أي جهة، فكل لاجئ فلسطيني له الحق بالعودة، إضافة إلى الحق في التعويض أيضًا, فهما حقان متلازمان ولا يلغي أحدهما الآخر، وحق العودة لا يعني فقط العودة إلى فلسطين، وإنما عودة كل لاجئ إلى المكان الذي طرد منه أو غادره، لأي سبب كان، لذا إن حق العودة لن يسقط أبدًا لا بالتوطين ولا بالتعويض، فهو حق شخصي وجمعي، لن يسقط، مهما تنازل أفراد عنه.

كلٌّ يشهد بأن الشعب الفلسطيني دافع _وما زال يدافع_ عن حقه في أرضه طوال هذه السنين، مع كل الإجراءات التعسفية والوحشية والهمجية التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني أمام مرأى العالم أجمع الذي يشاهد كل هذا بصمت، وإن تحدث فإن صمته كان أفضل من تحدثه الذي يكون دومًا داعمًا ومساندًا للكيان بالسلاح والمال والتأييد السياسي، والكيل بمكيالين في قضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

على الشعب الفلسطيني ألا يفقد الأمل, وألا يجعل اليأس والإحباط يتسللان إلى نفسه, ويجب التمسك بحق العودة، وعدم إسقاطه تحت أي ظرف من الظروف، ولو بالترهيب والترغيب والقهر والاضطهاد والمعاناة، فعلينا بالإيمان بالحرية القادمة لا محالة، وأن نتذكر أن كل قضايا التحرر الوطني في التاريخ كان فيها الشعب المحتل أضعف عسكريًّا من القوة المحتلة، وأن الشعب ينتصر بتمسكه بحقه ومقاومته المشروعة، مع إيمانه أن الاحتلال ذاهب _وإن طال الظلم والقهر والاستبداد_ عن كل شبر من أرضنا الفلسطينية.

ومع كل هذا إن شعبنا الفلسطيني لن يركع أبدًا، لا ولن يقبل التنازل أو الاستسلام، فما زال متمسكًا بالحق المقدس والتاريخي والشرعي والقانوني بالعودة إلى وطنه فلسطين. ويجب علينا _الشعب الفلسطيني_ أن نعمل على رفع صوت الشعب الحقيقي، وإبلاغ مطالبته بحقوقه إلى كل المنابر المحلية والعالمية، وعدم السماح بإسقاط حقوقه، وعلى رأسها حق العودة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية