حكومات سقفها أكفّ المانحين!
لمى خاطر
ليس صعباً إدراك أن اسم رئيس وزراء السلطة الجديد كان على جدول أعمال زيارة وزير الخارجية الأمريكي لرام الله مؤخرا، إذ كان لا بد قبل التكليف الجديد من الحصول على المباركة الأمريكية والغربية، وإقناع كيري بأن الخيار الجديد لا يقلّ (أصالة) عن المستقيل سلام فياض. وبما أن معيار الأصالة مشابه للتعبير الذي خرجت به (يديعوت أحرنوت) لتقول إن يدي المكلّف الجديد (رامي الحمدالله) بلا دماء، فهذا يعني أنه ما من قيمة أصلاً لتغيير البيادق وتبديلها على رقعة الشطرنج المسماة سلطة فلسطينية!
إن ذلك النهج الحديدي الذي بات يرسم معالم برنامج الحكومات المتعاقبة في الضفة لم يعد يترك أهمية للانشغال في جدليات شرعيتها من عدمها، ولا للاستغراق في بحث تأثيرها على واقع (الانقسام)، ولا التكهّن حول فرص الخيارات الجديدة في إحداث تقارب مع غزة أو تغيير الواقع الميداني الرازح تحت صخرة الارتباط الأمني مع كيان الاحتلال.
فسلام فياض الذي يفترض أنه صاحب خلفية مهنية تحترم سلطة القانون وتقدّر مكانة الحريات حدثت في عهده أبشع المجازر ضد القانون والحريات، لأن النهج الذي حكم مسار حكومته قد فرض ذلك بكلّ بساطة، وهو نهج مرتبط ارتباطاً عضوياً بسقف رضا المانحين وممولي السلطة، ومن خلفهم إسرائيل، وهذا الرضا يرتبط بدوره بمدى نجاح هذه الحكومات في توفير الأمن لإسرائيل ومحاربة (الإرهاب)، وفي إبقاء المواطن رهينة لقمة عيشه والخوف على مستقبلها!
فليس لأحد أن يحلم بأن يكون الخيار القادم أفضل، ولا أن يقدّم للواقع المحليّ ما عجز عنه فياض، وأقول الواقع المحلي، لأن هذه الحكومات مجرّد أدوات إدارية تسيّر الحياة اليومية للناس، ولكن تحت يافطة ثابتة محددة خطوطها السياسية والاقتصادية والأمنية من قبل مانحيها الحياة!
غير أن هناك ميزة وحيدة قد يتفوق بها رامي الحمدالله على سلام فياض، وهي أنه أداة مطواعة في يد فتح، ولن يكون بمقدوره الحدّ من تدخلها في سياساته، ولا عرقلة كولسات الفاسدين فيها، وتاريخ الرجل في جامعة النجاح يقول ذلك بوضوح، حيث كانت اليد الأمنية تعبث في الجامعة دونما حسيب أو رقيب، وكان انتفاء المهنية واضحاً في الكثير من سياسات الجامعة الإدارية. أي أن الخيار الجديد هذه المرة لم ينل فقط الرضا الأمريكي والغربي، بل أضيف له كذلك مباركة فتح المطْلقة، وهي التي تعرف جيدا كيف سينعكس تعيينه على آمالها التي حدّ فياض من تحقيقها، خصوصاً بعدما انحرقت ورقته في الشارع الفلسطيني، ونجحت فتح في تحويله إلى كبش فداء، يتحمّل كل رزايا الحكومة وسياساتها التعجيزية خصوصاً على الصعيد الاقتصادي.
صحيح أن هناك نهجاً اسمه الفياضية، وقد أساء كثيراً للقضية الفلسطينية، لكن الأسوأ والأخطر منه هو نهج الوطنية الزائفة، لأنه ما زال بإمكانه تجنّب الانكشاف المطلق، عبر مواهبه التضليلية التاريخية التي احترف تأديتها بكلّ جدارة، وظلّ يحظى بالمعتنقين والمصفّقين!
لمى خاطر
ليس صعباً إدراك أن اسم رئيس وزراء السلطة الجديد كان على جدول أعمال زيارة وزير الخارجية الأمريكي لرام الله مؤخرا، إذ كان لا بد قبل التكليف الجديد من الحصول على المباركة الأمريكية والغربية، وإقناع كيري بأن الخيار الجديد لا يقلّ (أصالة) عن المستقيل سلام فياض. وبما أن معيار الأصالة مشابه للتعبير الذي خرجت به (يديعوت أحرنوت) لتقول إن يدي المكلّف الجديد (رامي الحمدالله) بلا دماء، فهذا يعني أنه ما من قيمة أصلاً لتغيير البيادق وتبديلها على رقعة الشطرنج المسماة سلطة فلسطينية!
إن ذلك النهج الحديدي الذي بات يرسم معالم برنامج الحكومات المتعاقبة في الضفة لم يعد يترك أهمية للانشغال في جدليات شرعيتها من عدمها، ولا للاستغراق في بحث تأثيرها على واقع (الانقسام)، ولا التكهّن حول فرص الخيارات الجديدة في إحداث تقارب مع غزة أو تغيير الواقع الميداني الرازح تحت صخرة الارتباط الأمني مع كيان الاحتلال.
فسلام فياض الذي يفترض أنه صاحب خلفية مهنية تحترم سلطة القانون وتقدّر مكانة الحريات حدثت في عهده أبشع المجازر ضد القانون والحريات، لأن النهج الذي حكم مسار حكومته قد فرض ذلك بكلّ بساطة، وهو نهج مرتبط ارتباطاً عضوياً بسقف رضا المانحين وممولي السلطة، ومن خلفهم إسرائيل، وهذا الرضا يرتبط بدوره بمدى نجاح هذه الحكومات في توفير الأمن لإسرائيل ومحاربة (الإرهاب)، وفي إبقاء المواطن رهينة لقمة عيشه والخوف على مستقبلها!
فليس لأحد أن يحلم بأن يكون الخيار القادم أفضل، ولا أن يقدّم للواقع المحليّ ما عجز عنه فياض، وأقول الواقع المحلي، لأن هذه الحكومات مجرّد أدوات إدارية تسيّر الحياة اليومية للناس، ولكن تحت يافطة ثابتة محددة خطوطها السياسية والاقتصادية والأمنية من قبل مانحيها الحياة!
غير أن هناك ميزة وحيدة قد يتفوق بها رامي الحمدالله على سلام فياض، وهي أنه أداة مطواعة في يد فتح، ولن يكون بمقدوره الحدّ من تدخلها في سياساته، ولا عرقلة كولسات الفاسدين فيها، وتاريخ الرجل في جامعة النجاح يقول ذلك بوضوح، حيث كانت اليد الأمنية تعبث في الجامعة دونما حسيب أو رقيب، وكان انتفاء المهنية واضحاً في الكثير من سياسات الجامعة الإدارية. أي أن الخيار الجديد هذه المرة لم ينل فقط الرضا الأمريكي والغربي، بل أضيف له كذلك مباركة فتح المطْلقة، وهي التي تعرف جيدا كيف سينعكس تعيينه على آمالها التي حدّ فياض من تحقيقها، خصوصاً بعدما انحرقت ورقته في الشارع الفلسطيني، ونجحت فتح في تحويله إلى كبش فداء، يتحمّل كل رزايا الحكومة وسياساتها التعجيزية خصوصاً على الصعيد الاقتصادي.
صحيح أن هناك نهجاً اسمه الفياضية، وقد أساء كثيراً للقضية الفلسطينية، لكن الأسوأ والأخطر منه هو نهج الوطنية الزائفة، لأنه ما زال بإمكانه تجنّب الانكشاف المطلق، عبر مواهبه التضليلية التاريخية التي احترف تأديتها بكلّ جدارة، وظلّ يحظى بالمعتنقين والمصفّقين!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية