حكومة "حماس" لخدمة الناس ومقاومة الاحتلال ... بقلم : وسام محمد

السبت 13 ديسمبر 2014

حكومة "حماس" لخدمة الناس ومقاومة الاحتلال

وسام محمد

لم يكن فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 حدثًا عاديًا، ولا هو انتصار حزب سياسي في معركة السياسة والمقاعد النيابية، إنما هو فوز لمشروع المقاومة على مشروع التفاوض والتسوية الذي بات مرفوضًا من قبل أغلبية الفلسطينيين.

حماس أُجبرت على دخول السلطة

تحولت السلطة الفلسطينية التي ترأسها محمود عباس إلى جهاز أمني واستخباراتي للاحتلال الإسرائيلي، وأصبحت يده التي يبطش بها، وعينه الساهرة على أمن الاحتلال ومستوطنيه، والحارس لأمن الكيان الغاصب.

وصل التنسيق الأمني ذروته، وأصبحت الخيانة وجهة نظر، وتعرضت المقاومة الفلسطينية بكافة أطيافها للاعتقال، والتصفية، والتعذيب الشديد من قبل أمن السلطة الفلسطينية، وأصبح مشروع المقاومة في خطر حقيقي يهدد وجوده وكيانه.

حينها اتخذت حماس قرارًا بتحويل السلطة من جهة أمنية تتبع الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته إلى جهة سياسية وأمنية واجتماعية تخدم المقاومة، والشعب الفلسطيني، والتصدي لمشروع التفاوض.


فازت المقاومة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جاء فوزها كإعلان واضح من قبل الأكثرية الفلسطينية بدعم خيار المقاومة، وشكلت حركة حماس حكومتها الوطنية التي عرفت بالحكومة العاشرة، لكن أعداء حماس لم يعجبهم فوز الحركة الإسلامية في الانتخابات، فكانت المؤامرات والمشاكل المفتعلة، ورفضت العديد من الدول التعامل مع الحكومة من منطلق أن حماس حركة "إرهابية"، فقاموا بحصارها سياسيًا وماليًا.

وعملت عناصر تابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وللقيادي في حركة فتح محمد دحلان على افتعال المشاكل وتصفية قيادات الحركة والمقاومين واعتقالهم، وبث الخوف في قلوب الأهالي، ونشر الإشاعات المغرضة بحق الحركة وقيادتها، والعمل على الانقلاب عليها، فما كان من حماس إلا أن تنتصر لثوابت شعبها بحسم عسكري.

قادت حماس الحكومة الفلسطينية لوحدها في غزة، رغم العروض التي قدمتها لمشاركة الآخرين، في ظل مقاطعة تامة من قبل السلطة الفلسطينية التي شكلت حكومتين بعد إقالة الحكومة التي تقودها حركة حماس، وقدمت الحركة نموذجًا جديدًا في الحكم يمزج بين المقاومة والحكم لهدفين أساسيين هما الشعب والمقاومة.

حماية المقاومة

يتمثل الإنجاز الأول والأهم في حكم حماس، هو حماية المقاومة وشرعنة وجودها، وإعطائها صلاحيات واسعة للتحرك والعمل وتطوير قدراتها، وهذا ما أعطى دافعًا للقضية الفلسطينية وللمقاومة التي كانت تعاني من الاعتقال والتنكيل والتخابر عليها، لكن اليوم أصبحت المقاومة تعيش في سلطة آمنة تؤمّن لها العمل بسرية وراحة أمنية لم تشهدها الساحة الفلسطينية من قبل، مما ساعدها على تطوير سلاحها حتى أصبحت تملك سلاحًا يوجع الاحتلال، ويردعه عن التمادي في انتهاكاته.

حماية الثوابت الفلسطينية

تعد المقاومة جزءًا من الثوابت الفلسطينية، لكنها الأهم والأساس لأن وجودها سيحمي باقي الثوابت، وهذا ما نجحت به حركة حماس خلال حكمها، فقد حافظت الحركة على الثوابت الفلسطينية، ومنعت باقي الجهات والأشخاص مهما كانت مراتبهم من التفريط بهذه الثوابت، المتمثلة بـ"حق العودة، القدس والتحرير الكامل"، وأصبحت هذه الثوابت مادة أساسية تدرّس لأشبال فلسطين في المدارس والمساجد والمؤسسات، وأصبحت الثوابت خطًا أحمر لا يمكن التنازل عنها.


الأمن والاستقرار

استطاعت الحكومة الفلسطينية التي أدارتها حركة حماس، تحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع الفلسطيني في غزة بعد سنوات من الفلتان الأمني والجرائم والجنح التي كانت منتشرة في قطاع غزة، وعملت على الحد من بعض الظواهر التي كانت موجودة في غزة كالترويج للمخدرات، وتزوير العملة، وبعض الظواهر الأخرى التي تم القبض على القائمين والفاعلين فيها.

كما استطاعت حركة حماس تقديم نموذج جديد في التعامل مع المعتقلين الجنائيين، من خلال معالجتهم ضمن برامج نفسية واجتماعية لإعادتهم إلى مجتمعهم الفلسطيني. وتمكنت من إلقاء القبض على العديد من المتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي، ومن لم يتورط بجرائم كبرى ساعدته في الخروج من مربع العمالة وعودته لخدمة قضيته ووطنه.

الأسرى 

استهلت حركة حماس ترؤسها الحكومة بعملية "الوهم المتبدد" عام 2006 التي أسرت خلالها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، واستطاعت في وقت لاحق الإفراج، بعملية تبادل، عن أكثر من ألف أسير وأسيرة من كل الأطياف، والتي أعادت البسمة لوجوه آلاف العائلات التي كانت تنتظر أبناءها الأسرى بعد طول غياب، وبعد انقطاع الأمل برؤية أبنائهم من جديد، لكن حماس وحكومتها أعادت لهم الأمل بعد أن أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على القبول بشروطها لإطلاق الجندي شاليط.

هذا ما ابتدأت به، لتنهي حكمها بعملية أسر جديدة للجندي الإسرائيلي شاؤول آرون خلال معركتها الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة "العصف المأكول" لتؤكد من جديد أن قضية الأسرى على رأس أولوياتها، وأنها ماضية في الدفاع عنهم ونصرتهم حتى إطلاق سراحهم، حيث تمسكت حكومة حماس طيلة سنوات حكمها بوزارة الأسرى، وعملت على تطوير أدائها وعملها نصرة لمن هم خلف القضبان.

بناء جيل وطني إسلامي

عرفت حكومة حماس أهمية الأطفال والأشبال، لصناعة جيل مؤمن بروح المقاومة التي ستصبح جزءًا من حياته وحركاته وتطلعاته، فأنشأت مخيمات الفتوة بإشراف وزارة الداخلية بهدف تعليم الأطفال والفتية بعض الألعاب القتالية، والطابور العسكري، والنظام والانضباط، وقفز الحواجز والهبوط من الأعلى تحت عنوان "طلائع التحرير".

 واهتمت الحكومة ووزارة أوقافها بتحفيظ القرآن الكريم، فخرّجت آلاف الفتيان من حفظة كتاب الله عز وجل لتربطهم بعلاقة وجدانية روحانية مع خالقهم منذ نعومة أظفارهم، مما يعطي المجتمع الفلسطيني المزيد من الحب والطمأنينة والتفاني في العمل لخدمة الإسلام والقضية الفلسطينية.

نجحت حماس في إدارة قطاع غزة رغم فرض الحصار الإسرائيلي المشدد على سكان القطاع، ورغم الحروب العنيفة التي شنت عليهم بهدف تركيع حماس وجمهورها وإجبارهم على الاستسلام ورفع الراية البيضاء. واستطاعت حركة حماس الارتقاء بعمل الحكومة رغم الحصار السياسي والاقتصادي، وأبدعت رغم الظروف الصعبة.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية