حماس والإخوان، ما الذي تغيّر!
لمى خاطر
يبدو الوتر الأكثر جذباً لمعزوفات كثير من السياسيين الفلسطينيين هذه الأيام ذاك الخاص بعلاقة حركة حماس بجماعة الإخوان المسلمين، فيما يبدو الأمر كالشماعة التي يستسهل كثيرون تعليق إشكالات فلسطينية عليها، تماماً كشماعة الانقسام التي حُملت أكثر مما تحتمل، ومثلها شماعة العلاقة بإيران وسوريا سابقا، والتي نقضها موقف الحركة الواضح الرافض لابتزاز أية قوة عربية أو إقليمية، أو منح غطاء (مقاوم) للمتورطين في استباحة دماء الشعوب، حتى لو أدى ذلك الموقف إلى الإضرار بمصالح الحركة.
وبين يدي تلك التحليلات المتوهمة المضخّمة من تبعات الخلفية الإخوانية لحركة حماس ثمّة أسئلة تطرح نفسها: هل علاقة حماس بجماعة الإخوان المسلمين حديثة؟ ألم يكن معلوماً بالضرورة ومنذ اليوم الأوّل لانطلاق حماس أن الحركة تمثّل امتداداً طبيعياً للإخوان في فلسطين، الذين كان حضورهم وامتدادهم سابقاً نشاطهم المقاوم؟ فما الذي تغيّر الآن؟ بل ما هي ملامح انحياز حماس لامتدادها الإخواني على حساب همّها الفلسطيني؟ وما هي دلائل مراهنتها على مشرع الإخوان العالمي وانسلاخها عن محليّتها؟ ألم تخُض الحركة حرب حجارة السجيل وقتَ كان مرسي رئيساً لمصر؟ أي أنها لم تجمّد نشاطها المقاوم (وهو الأهم فلسطينيا) بانتظار أن تنعم ببركات حكم الإخوان، والذي لم يدم طويل على كلّ حال!
يُقال هذا وغيره من تخرصات السياسيين المفتقدة للمعطيات الواقعية فيما الحركة لم تُصدر أي موقف يُفهم منه أنها غادرت سفينة فلسطين نحو مراكب تنظيم الإخوان العالمي، مثلما أنها لم تغادر مربع المقاومة، ولم تقارف محرّماً وطنيا، ولم تأتِ بموبقة تقدح في استقلالية قرارها الوطني!
أما إن كان هؤلاء يعتمدون على ما تروّجه وسائل الإعلام المصرية الرسمية وغيرها، فلا لوم عليهم، إذ من الأوْلى أن يُرفع عنهم الحرج في هذه الحالة، لأن اعتناق روايات الإفك والتدليس يسقط عن المرء صفة الآدمية فضلاً عن امتلاك العقل!
لكنّ الغريب ألا تكاد تظفر بمنصف يتوقف قليلاً عند ملامح استقلال القرار الحمساوي، وهي واضحة بما فيه الكفاية، فليس ثمة قضية حددت الحركة موقفها تجاهها بناء على اعتبارات الوصاية لهذه الجهة أو تلك، والدليل الأحدث هو موقفها المتوازن تجاه الشأن السوري، ورفضها ضغوط الانحياز للنظام التي مورست عليها.
أما إن كان التمييز قد أشكل على أولئك بسبب عدم تفريقهم بين التبعية وبين التعاطف مع إرادة الشعوب فهذا شيء آخر، فإن كان التضامن مع ضحايا المجازر أو أصحاب القضايا العادلة قد بات دليلاً على الارتهان لممثليهم سياسياً فلا بدّ من محاكمة كثير من مكونات الطيف الفلسطيني بأثر رجعي، خصوصاً أولئك الذين يعتنقون رمزية جيفارا، ويقتدون بمانديلا وغاندي، ومثلهم من ما زالوا يسبّحون بحمد زعماء كجمال عبد الناصر أو صدام حسين!
سطحية بائسة باتت تُهيمن على منطلقات عدد غير قليل من متعاطي السياسية الفلسطينيين، والحال أن مهاجمة حماس انطلاقاً من فرضيات ارتهان قرارها لجماعة الإخوان وتوهم وجود أزمات ناجمة عن ذلك غدت أسهل مهمة وأيسر مدخل للتحليل، لمن يعنيه فقط أن يصفّ الكلام كيفما اتفق، مبتعداً عن المعضلات والمخاطر الحقيقية التي تتهدّد المشروع الوطني في فلسطين!
لمى خاطر
يبدو الوتر الأكثر جذباً لمعزوفات كثير من السياسيين الفلسطينيين هذه الأيام ذاك الخاص بعلاقة حركة حماس بجماعة الإخوان المسلمين، فيما يبدو الأمر كالشماعة التي يستسهل كثيرون تعليق إشكالات فلسطينية عليها، تماماً كشماعة الانقسام التي حُملت أكثر مما تحتمل، ومثلها شماعة العلاقة بإيران وسوريا سابقا، والتي نقضها موقف الحركة الواضح الرافض لابتزاز أية قوة عربية أو إقليمية، أو منح غطاء (مقاوم) للمتورطين في استباحة دماء الشعوب، حتى لو أدى ذلك الموقف إلى الإضرار بمصالح الحركة.
وبين يدي تلك التحليلات المتوهمة المضخّمة من تبعات الخلفية الإخوانية لحركة حماس ثمّة أسئلة تطرح نفسها: هل علاقة حماس بجماعة الإخوان المسلمين حديثة؟ ألم يكن معلوماً بالضرورة ومنذ اليوم الأوّل لانطلاق حماس أن الحركة تمثّل امتداداً طبيعياً للإخوان في فلسطين، الذين كان حضورهم وامتدادهم سابقاً نشاطهم المقاوم؟ فما الذي تغيّر الآن؟ بل ما هي ملامح انحياز حماس لامتدادها الإخواني على حساب همّها الفلسطيني؟ وما هي دلائل مراهنتها على مشرع الإخوان العالمي وانسلاخها عن محليّتها؟ ألم تخُض الحركة حرب حجارة السجيل وقتَ كان مرسي رئيساً لمصر؟ أي أنها لم تجمّد نشاطها المقاوم (وهو الأهم فلسطينيا) بانتظار أن تنعم ببركات حكم الإخوان، والذي لم يدم طويل على كلّ حال!
يُقال هذا وغيره من تخرصات السياسيين المفتقدة للمعطيات الواقعية فيما الحركة لم تُصدر أي موقف يُفهم منه أنها غادرت سفينة فلسطين نحو مراكب تنظيم الإخوان العالمي، مثلما أنها لم تغادر مربع المقاومة، ولم تقارف محرّماً وطنيا، ولم تأتِ بموبقة تقدح في استقلالية قرارها الوطني!
أما إن كان هؤلاء يعتمدون على ما تروّجه وسائل الإعلام المصرية الرسمية وغيرها، فلا لوم عليهم، إذ من الأوْلى أن يُرفع عنهم الحرج في هذه الحالة، لأن اعتناق روايات الإفك والتدليس يسقط عن المرء صفة الآدمية فضلاً عن امتلاك العقل!
لكنّ الغريب ألا تكاد تظفر بمنصف يتوقف قليلاً عند ملامح استقلال القرار الحمساوي، وهي واضحة بما فيه الكفاية، فليس ثمة قضية حددت الحركة موقفها تجاهها بناء على اعتبارات الوصاية لهذه الجهة أو تلك، والدليل الأحدث هو موقفها المتوازن تجاه الشأن السوري، ورفضها ضغوط الانحياز للنظام التي مورست عليها.
أما إن كان التمييز قد أشكل على أولئك بسبب عدم تفريقهم بين التبعية وبين التعاطف مع إرادة الشعوب فهذا شيء آخر، فإن كان التضامن مع ضحايا المجازر أو أصحاب القضايا العادلة قد بات دليلاً على الارتهان لممثليهم سياسياً فلا بدّ من محاكمة كثير من مكونات الطيف الفلسطيني بأثر رجعي، خصوصاً أولئك الذين يعتنقون رمزية جيفارا، ويقتدون بمانديلا وغاندي، ومثلهم من ما زالوا يسبّحون بحمد زعماء كجمال عبد الناصر أو صدام حسين!
سطحية بائسة باتت تُهيمن على منطلقات عدد غير قليل من متعاطي السياسية الفلسطينيين، والحال أن مهاجمة حماس انطلاقاً من فرضيات ارتهان قرارها لجماعة الإخوان وتوهم وجود أزمات ناجمة عن ذلك غدت أسهل مهمة وأيسر مدخل للتحليل، لمن يعنيه فقط أن يصفّ الكلام كيفما اتفق، مبتعداً عن المعضلات والمخاطر الحقيقية التي تتهدّد المشروع الوطني في فلسطين!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية