حماس والـ "بلوك" المصري
إبراهيم المدهون
بلوك مصطلح يعرفه جميع مستخدمي الإنترنت والإعلام الجديد ويعني حظر المستخدم من ممارسة أي نشاطات في مدينته الإلكترونية، وهذا البلوك لا يعني إنهاء عمل المستخدم الآخر وإنما تكتفي بألا تراه ولا يراك، وهو حالة كمن يدفن رأسه بالرمال فلا يريد أن يشاهد حقيقة الخصم قوته وفعاليته، ويبدو أن الإخوة المصريين انزعجوا من حركة حماس كثيرا إلا أن هذا الانزعاج غير المبرر وغير المفسر أدى لسلوك اشبه ما يكون بسلوك العالم الافتراضي فتم حظر حماس وانشطتها في الصفحة المصرية.
قرار الحظر هذا وإن جاء بطريقة تمثيلية هزلية شارك فيها مُدعون ومحامين وقضاه إلا أنه قرار سياسي محض بنكهة قضائية، وهو محاولة للضغط على قطاع غزة وتقويض حكم حماس، يشابه القرارات الإسرائيلية التي تعتبر حماس كيانًا معادياً وفصيلاً إرهابياً يتوجب حصاره وعزله ومحاربته والقضاء عليه، والاحتلال حاول كثيرا في هذه الأهداف ففشل فشلا ذريعا، ومن يحاول معاداة حماس والمقاومة الفلسطينية فسيحشر نفسه بالزاوية الإسرائيلية ولن يكتب له النجاح وسيتحمل عبء لا يقوى عليه.
هذا القرار يسيء للنظام المصري أكثر مما يضر حركة حماس، ويسيء لدور مصر ومكانتها في المنطقة ولتاريخها وموقعها الوازن في القضية، فحماس حركة أثبتت خلال مسيرتها الطويلة أنها تتمتع بشعبية وقَبول وأنصار ليس في فلسطين وحسب وإنما على امتداد الشارع العربي والجماهير العربية، فهي تحظى بمصداقية ونزاهة، مما أهلها لتكون خيمة الشرف الكبرى في المنطقة.
ربط حماس بجماعة الإخوان بشكل ساذج أعطى صورة مغلوطة عن المشهد الفلسطيني، فحماس وإن تحمل فكر الاخوان كغيرها من الحركات الممتدة في العالم، إلا أنها حركة ثورية فلسطينية وطنية مستقلة، هدفها الأول والأخير مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان، وهي حركة وازنة وقوية وفاعلة ومؤثرة في الخريطة الإقليمية، وبالتأكيد هذا الحظر يأزم المشكلة ولا يحل الاشكاليات.
لن يقتصر تأثير القرار على حركة حماس وحسب وإنما على مجمل القضية الفلسطينية، وهو يحشر القضية في الزاوية وان لم يتم التراجع عنه فأعتقد أن الشعب الفلسطيني بيده الكثير من أوراق القوة، وقد واجه تحديات كثيرة بجرأة وحكمة واستطاع تخطي أزمات كثيرة داخلية وخارجية، والرهان على ضعف حماس وتراجعها سيظل رهان خاسر، لهذا تخاذل حركة فتح لدرجة التواطؤ على حماس ودعم الحظر والقرار المصري هو سلوك غير وطني ويضر بالقضايا الرئيسية ولا يدعم ترتيب البيت وإعادة اللحمة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
هذه القرارات السياسية العدائية تجاه حماس تهدد التهدئة مع الاحتلال والتي رعتها المخابرات المصرية بعيد حجارة السجيل، وقد تأزم الواقع الميداني مع الاحتلال، وأعتقد أن حماس عنصر استقرار في المنطقة ويجب التعامل معها على هذا الاساس، ولا يمكن تجاهلها أو ازاحتها عن المشهد وإلا فإننا سندخل في دوامة خطيرة ومؤثرة على جُل المنطقة.
إبراهيم المدهون
بلوك مصطلح يعرفه جميع مستخدمي الإنترنت والإعلام الجديد ويعني حظر المستخدم من ممارسة أي نشاطات في مدينته الإلكترونية، وهذا البلوك لا يعني إنهاء عمل المستخدم الآخر وإنما تكتفي بألا تراه ولا يراك، وهو حالة كمن يدفن رأسه بالرمال فلا يريد أن يشاهد حقيقة الخصم قوته وفعاليته، ويبدو أن الإخوة المصريين انزعجوا من حركة حماس كثيرا إلا أن هذا الانزعاج غير المبرر وغير المفسر أدى لسلوك اشبه ما يكون بسلوك العالم الافتراضي فتم حظر حماس وانشطتها في الصفحة المصرية.
قرار الحظر هذا وإن جاء بطريقة تمثيلية هزلية شارك فيها مُدعون ومحامين وقضاه إلا أنه قرار سياسي محض بنكهة قضائية، وهو محاولة للضغط على قطاع غزة وتقويض حكم حماس، يشابه القرارات الإسرائيلية التي تعتبر حماس كيانًا معادياً وفصيلاً إرهابياً يتوجب حصاره وعزله ومحاربته والقضاء عليه، والاحتلال حاول كثيرا في هذه الأهداف ففشل فشلا ذريعا، ومن يحاول معاداة حماس والمقاومة الفلسطينية فسيحشر نفسه بالزاوية الإسرائيلية ولن يكتب له النجاح وسيتحمل عبء لا يقوى عليه.
هذا القرار يسيء للنظام المصري أكثر مما يضر حركة حماس، ويسيء لدور مصر ومكانتها في المنطقة ولتاريخها وموقعها الوازن في القضية، فحماس حركة أثبتت خلال مسيرتها الطويلة أنها تتمتع بشعبية وقَبول وأنصار ليس في فلسطين وحسب وإنما على امتداد الشارع العربي والجماهير العربية، فهي تحظى بمصداقية ونزاهة، مما أهلها لتكون خيمة الشرف الكبرى في المنطقة.
ربط حماس بجماعة الإخوان بشكل ساذج أعطى صورة مغلوطة عن المشهد الفلسطيني، فحماس وإن تحمل فكر الاخوان كغيرها من الحركات الممتدة في العالم، إلا أنها حركة ثورية فلسطينية وطنية مستقلة، هدفها الأول والأخير مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان، وهي حركة وازنة وقوية وفاعلة ومؤثرة في الخريطة الإقليمية، وبالتأكيد هذا الحظر يأزم المشكلة ولا يحل الاشكاليات.
لن يقتصر تأثير القرار على حركة حماس وحسب وإنما على مجمل القضية الفلسطينية، وهو يحشر القضية في الزاوية وان لم يتم التراجع عنه فأعتقد أن الشعب الفلسطيني بيده الكثير من أوراق القوة، وقد واجه تحديات كثيرة بجرأة وحكمة واستطاع تخطي أزمات كثيرة داخلية وخارجية، والرهان على ضعف حماس وتراجعها سيظل رهان خاسر، لهذا تخاذل حركة فتح لدرجة التواطؤ على حماس ودعم الحظر والقرار المصري هو سلوك غير وطني ويضر بالقضايا الرئيسية ولا يدعم ترتيب البيت وإعادة اللحمة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
هذه القرارات السياسية العدائية تجاه حماس تهدد التهدئة مع الاحتلال والتي رعتها المخابرات المصرية بعيد حجارة السجيل، وقد تأزم الواقع الميداني مع الاحتلال، وأعتقد أن حماس عنصر استقرار في المنطقة ويجب التعامل معها على هذا الاساس، ولا يمكن تجاهلها أو ازاحتها عن المشهد وإلا فإننا سندخل في دوامة خطيرة ومؤثرة على جُل المنطقة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية