حماس والمقاومة؛ إضافات متبادلة! ... بقلم : لمى خاطر

الجمعة 13 ديسمبر 2013

حماس والمقاومة؛ إضافات متبادلة!

لمى خاطر

استوقفتني حقيقة تاريخية مهمة خلال مطالعتي كتاب (إلى المواجهة)، للدكتور عدنان مسودة من الخليل رحمه الله، الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات، ويتحدث فيه عن جانب من سيرة الإخوان المسلمين في الضفة الغربية، وتأسيس حماس. وهي أن قرار مواجهة الاحتلال الصهيوني اتخذ في اجتماع للمكتب الإداري العام للإخوان المسلمين في الضفة وغزة، بتاريخ 23/10/1987، أي قبل اندلاع الانتفاضة وتأسيس حماس، بمعنى أن قرار المواجهة لدى الإخوان المسلمين في فلسطين لم يكن ردّة فعل تلقائية عشية اندلاع الانتفاضة وانخراط شباب الحركة الإسلامية في فعالياتها، بل كان نتيجة قرار مدروس، وساعدت الانتفاضة الأولى دون شك على سرعة بلورته فعلاً على أرض الواقع، وامتداد نشاطه وتنامي آفاقه لاحقا.

ولعل هذا من العوامل المهمة التي تفسّر حالة التماهي أو التوحد ما بين حماس والمقاومة، فالحركة (تحت مسمّى حماس) ابتدأت مسيرتها بالمقاومة، مع سابق إصرار وإعداد، وبقدر ما انحازت لها في كل المراحل التالية عَلت مكانتها وتعزز حضورها بين الفلسطينيين، وعموم العرب والمسلمين، ومع مراحل التطور على مسار المقاومة، ثم تنوّع آلياتها ومجالاتها ما بين الهجمات المسلحة المباشرة والعمليات الاستشهادية، ومحاولات أسر الجنود، وصولاً إلى يومٍ صار فيه السلاح يصنع في غزة، وتُطور فيها القذائف الصاروخية التي تطال عمق الاحتلال، مع حرب الأنفاق التي أبلت الحركة فيها بلاءً عظيماً توّجتها بعملية الوهم المتبدد التي نجحت في تحرير 20% من الأسرى من سجون الاحتلال.. مع كلّ هذا تزداد القناعة بالارتباط العضوي بين حماس والمقاومة، فلا معنى لوجود الأولى إن تخلّت عن الثانية، ولا مجال لنهوض الثانية إن ضعُفت الأولى.

لقد أضافت المقاومة لحماس ذلك التمايز الذي يطبع شخصية العنصر الإسلامي، حين يضيف إلى مشروعه بُعداً ثوريا، وحين يُطبّق مفردات نهجه في الميدان، فتعلو ثقافة الجهاد بقدر إخلاصه لرايتها، ويكون هذا النهج مُعيناً على الصمود في مراحل الاجتثاث والتصفية، وحاملاً على الثبات وعدم التفريط بالحقوق الجمعية للشعب والأمة، ومانعاً من التعلّق بأوهام التسويات أو المراهنة على إمكانية جدواها. مثلما أضافت حقيقة أن (الإسلاميّ) صاحب المشروع أوّل المطالبين بالنضال ومواجهة الظلم والاحتلال، والأوْلى بحمل مشعل المقاومة من غيره، لأن الإسلامي غير الثوري عالة على المشروع الرسالي وعامل سلب في بنيانه.

أما حماس فأضافت للمقاومة ديمومتها، وتطوّرها، وقدرتها على كسر معايير المستحيل، وانضباط بوصلتها، وإمكانية إدارتها حتى في ظلّ الحصار والتجويع، وقابليتها لتحقيق الإنجازات على طريق التحرير (كتحرير غزة وإنجاز عملية وفاء الأحرار)، وهو ما أعلى قيمة المقاومة وضاعف جمهورها، وجعلها ثابتاً مهماً في معادلة المشروع الوطني، حتى وهي تُحارَب بأيدٍ فلسطينية في الضفة الغربية. لكنّ قيمتها المعنوية لم تتأثر، بدليل أن غالبية الفلسطينيين ينحازون تلقائياً لها كلّما أوقعت ضربة جديدة في صفوف المحتل.

لا قلقَ على حماس ما دامت المقاومة تمثّل همّها الأول، وما دام جيشها ماضياً في طريق صعوده والحركة تجتاز الأعوام تباعاً وتحفظ ركائز بيانها الجهادي الأول، لكنّها اليوم أمام تحدّ كبير يتمثّل في آفاق المقاومة في الضفة الغربية والحاجة لاستردادها زمام المبادرة، فالضفة ساحة الصراع الأهمّ حالياً، وعلى أرضها تُدار مخططات التصفية السياسية والأمنية، وغياب المقاومة فيها جلب أمناً غير مسبوق للاحتلال، ساعده على فرض مزيد من سياسات الغطرسة والتغوّل، وتمييع الوعي أيضا!
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية