حماس ومشعل.. المهمة الصعبة
حمزة إسماعيل أبوشنب
تمر حركة حماس في هذه الفترة بمرحلة جديدة من تاريخها الربع قرني بعد أن سطع نجمها في الفضاء العربي والدولي، بما حققته من نتائج على الأرض وتأثير على الساحة السياسية الفلسطينية منذ الانتفاضة الأولى عام 87، حتى أصبحت الآن اللاعب السياسي الذي لا يمكن تجاوزه، وتجلى ذلك بحجم الاهتمام الدولي والعربي بالانتخابات الداخلية للحركة التي أعادت اختيار خالد مشعل قائداً لحماس.
أمام هذا الاهتمام الدولي والعربي ستواجه حماس تحديات كبيرة في الحركة الفلسطينية التي تعيش مرحلة الشباب، في ظل شيخوخة باقي الحركات الفلسطينية الكبرى التي غاب عنها الحاضر والمستقبل ولم يبقَ لها سوى الماضي، مما يضع حماس تحت ضغط المسئولية الوطنية، فهي الآن تنتقل من حركة مشاركة في المشروع الوطني إلى حركة رائدة وقائدة للمشروع بعد نجاحها في تقديم نموذجها المقاوم وفشل نموذج التفاوض.
فعلى الصعيد الخارجي الإقليمي والمحيط العربي فالمنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار وتغير المحاور بعد أن كانت المنطقة منقسمة إلى محورين: الاعتدال والممانعة، أما الآن فالصورة اختلفت فمحور الاعتدال تهاوى أمام الثورات العربية، ومحور الممانعة أظهر عيبه في دعمه للنظام السوري ضد الثورة الشعبية، فحماس كانت محسوبة على هذا المحور ولكنها خرجت منه وأعلنت رفضها لسياسة القمع ودعمت الثورة في سوريا، وأصبحت الآن أقرب للمحور الجديد الذي تشكل بين كل من مصر وتركيا وقطر، وظهور محور أكثر عداءً لحماس بقيادة الإمارات العربية، فحماس اليوم بين المحور الجديد والمحور القديم الذي مازالت تحتفظ بعلاقات جيدة نوعاً ما معه، وهي الآن أمام وضع عربي جديد من المهم أن تنجح في تسويق برنامجها المقاوم على كافة الأصعدة في ظل المحاولات الكثيفة التي تريد أن تقدم لها الجزرة حتى تتخلى عن بعض من قيودها.
في النهاية حماس تعرضت للكثير من الأزمات على الصعيد الخارجي ونجحت في كل مرة في الخروج منها بشكل أفضل مما سبق، ولكن المهمة الأكثر صعوبة هي لمّ الصف الداخلي وتوحيده خلف مشروع حماس، وهذا يتطلب منها انفتاحاً أكثر على الساحة الفلسطينية حتى تستطيع لمّ الشمل الفلسطيني .
هذه المهمة ليست بالسهلة ففي الماضي كان هدف حركة حماس إظهار الدور الإيجابي للإسلاميين في المجتمع وفي مشروع التحرير الوطني، فكانت التربية الداخلية ترتكز على هذا الجانب، وبسبب ما تعرضت له الحركة من ملاحقات واغتيالات فقدت أصواتها المنفتحة على الآخرين والتي كانت قادرة على التأثير في الجماهير، وهي التي قادت البناء التنظيمي للحركة.
لا شك في أن التحول لدى حماس من تنظيم أيدلوجي نخبوي إلى تنظيم جماهيري ليس بالأمر بالسهل، وليس المطلوب أن تتحول حماس إلى غير ذلك ولكن المطلوب جهداً داخلياً على الصعيد الحمساوي فالعديد من كوادر وقيادات حماس يحتاج إلى تغيير نظرته للآخرين، كما يجب ألا يقتصر النشاط الدعوي للحركة على صعيد من حضر للمساجد فقط، فحماس اليوم هي المؤهلة بأن تقود المشروع الوطني على أرضية مشتركة تستطيع من خلالها جمع كافة الأطياف والأفكار والشرائح الفلسطينية، حتى تسير نحو مشروع تحرري متكامل، وهذا يجعلها أمام مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، كما يتطلب منها فتح آفاق العمل للطاقات الشبابية المتحمسة للعمل، حتى تحافظ على دمائها الشبابية ولا تصاب بالشيخوخة.
أعتقد بأن المهمة ليست سهلة للقيادة الجديدة في هذه المرحلة ولكن خبرتها تجعلها قادرة على قيادة المشروع الوطني، وعلى حماس أن تتحمل مسئوليتها في هذا الجانب وأن تقدم للآخرين رؤى وطنية فقيادة المشروع في هذه المرحلة هي مسئولية حماس.
حمزة إسماعيل أبوشنب
تمر حركة حماس في هذه الفترة بمرحلة جديدة من تاريخها الربع قرني بعد أن سطع نجمها في الفضاء العربي والدولي، بما حققته من نتائج على الأرض وتأثير على الساحة السياسية الفلسطينية منذ الانتفاضة الأولى عام 87، حتى أصبحت الآن اللاعب السياسي الذي لا يمكن تجاوزه، وتجلى ذلك بحجم الاهتمام الدولي والعربي بالانتخابات الداخلية للحركة التي أعادت اختيار خالد مشعل قائداً لحماس.
أمام هذا الاهتمام الدولي والعربي ستواجه حماس تحديات كبيرة في الحركة الفلسطينية التي تعيش مرحلة الشباب، في ظل شيخوخة باقي الحركات الفلسطينية الكبرى التي غاب عنها الحاضر والمستقبل ولم يبقَ لها سوى الماضي، مما يضع حماس تحت ضغط المسئولية الوطنية، فهي الآن تنتقل من حركة مشاركة في المشروع الوطني إلى حركة رائدة وقائدة للمشروع بعد نجاحها في تقديم نموذجها المقاوم وفشل نموذج التفاوض.
فعلى الصعيد الخارجي الإقليمي والمحيط العربي فالمنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار وتغير المحاور بعد أن كانت المنطقة منقسمة إلى محورين: الاعتدال والممانعة، أما الآن فالصورة اختلفت فمحور الاعتدال تهاوى أمام الثورات العربية، ومحور الممانعة أظهر عيبه في دعمه للنظام السوري ضد الثورة الشعبية، فحماس كانت محسوبة على هذا المحور ولكنها خرجت منه وأعلنت رفضها لسياسة القمع ودعمت الثورة في سوريا، وأصبحت الآن أقرب للمحور الجديد الذي تشكل بين كل من مصر وتركيا وقطر، وظهور محور أكثر عداءً لحماس بقيادة الإمارات العربية، فحماس اليوم بين المحور الجديد والمحور القديم الذي مازالت تحتفظ بعلاقات جيدة نوعاً ما معه، وهي الآن أمام وضع عربي جديد من المهم أن تنجح في تسويق برنامجها المقاوم على كافة الأصعدة في ظل المحاولات الكثيفة التي تريد أن تقدم لها الجزرة حتى تتخلى عن بعض من قيودها.
في النهاية حماس تعرضت للكثير من الأزمات على الصعيد الخارجي ونجحت في كل مرة في الخروج منها بشكل أفضل مما سبق، ولكن المهمة الأكثر صعوبة هي لمّ الصف الداخلي وتوحيده خلف مشروع حماس، وهذا يتطلب منها انفتاحاً أكثر على الساحة الفلسطينية حتى تستطيع لمّ الشمل الفلسطيني .
هذه المهمة ليست بالسهلة ففي الماضي كان هدف حركة حماس إظهار الدور الإيجابي للإسلاميين في المجتمع وفي مشروع التحرير الوطني، فكانت التربية الداخلية ترتكز على هذا الجانب، وبسبب ما تعرضت له الحركة من ملاحقات واغتيالات فقدت أصواتها المنفتحة على الآخرين والتي كانت قادرة على التأثير في الجماهير، وهي التي قادت البناء التنظيمي للحركة.
لا شك في أن التحول لدى حماس من تنظيم أيدلوجي نخبوي إلى تنظيم جماهيري ليس بالأمر بالسهل، وليس المطلوب أن تتحول حماس إلى غير ذلك ولكن المطلوب جهداً داخلياً على الصعيد الحمساوي فالعديد من كوادر وقيادات حماس يحتاج إلى تغيير نظرته للآخرين، كما يجب ألا يقتصر النشاط الدعوي للحركة على صعيد من حضر للمساجد فقط، فحماس اليوم هي المؤهلة بأن تقود المشروع الوطني على أرضية مشتركة تستطيع من خلالها جمع كافة الأطياف والأفكار والشرائح الفلسطينية، حتى تسير نحو مشروع تحرري متكامل، وهذا يجعلها أمام مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، كما يتطلب منها فتح آفاق العمل للطاقات الشبابية المتحمسة للعمل، حتى تحافظ على دمائها الشبابية ولا تصاب بالشيخوخة.
أعتقد بأن المهمة ليست سهلة للقيادة الجديدة في هذه المرحلة ولكن خبرتها تجعلها قادرة على قيادة المشروع الوطني، وعلى حماس أن تتحمل مسئوليتها في هذا الجانب وأن تقدم للآخرين رؤى وطنية فقيادة المشروع في هذه المرحلة هي مسئولية حماس.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية