حول زيارة مركزية فتح لقطاع غزة
د.عصام شاور
ربما تكون أولى الخطوات العملية للتقارب بين حركتي فتح وحماس هي زيارة وفد اللجنة المركزية لحركة فتح قطاع غزة، ومن ثم اللقاء مع رئيس الوزراء السيد إسماعيل هنية وقيادة حركة حماس، ولتلك الزيارة دلالات وعلى هامشها لدينا ملاحظات أهمها:
أولا: استطاع رئيس الوزراء من خلال مبادرته وقراراته المهمة للمصالحة وإنهاء الانقسام إحداث اختراق فعلي وكسر الجمود الذي أصاب المصالحة منذ اتفاقية القاهرة وإعلان الدوحة رغم الرفض الذي قوبلت به المبادرة في بدايتها، وطالما اجتمع الفريقان وجها لوجه بدون وسطاء لا بد من الاستمرار في التقدم إلى الأمام رغم العقبات الطبيعية وغير الطبيعية التي ستظهر تباعًا، وإجمالًا يمكننا القول بأن الاجتماع الأول كان ناجحًا وأعطى الشعب جرعة من الأمل في تحقيق الوحدة الوطنية.
ثانيا: ظهرت وبشكل مبكر ومفتعل عقبات داخلية من النوع الثقيل أمام وفد مركزية فتح، منها تصريحات منسوبة للدكتور نبيل شعث وقد تضعه في موقف محرج أمام السلطات المصرية، وهذا أمر لا يستهدف شعث وحده أو وفد اللجنة المركزية بل يستهدف جهود المصالحة برمتها، وهنا لا بد من الانتباه للدور التوتيري الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام في إثارة الفتنة معتمدة على الإشاعات وعلى أشخاص مستعدين لتسريب أحاديث أو حتى دردشات تنظيمية داخلية لا علاقة للإعلام بها ولا تعبر عن وجهة نظر سياسية أو رسمية لتلك التنظيمات.
ثالثا: قد يقال إن اجتماع مركزية فتح مع السيد إسماعيل هنية وحماس ليس رسميًا، أو أنها مجرد خطوة تمهيدية لتنفيذ بنود المصالحة وهذا صحيح ولا خلاف عليه, ولكن الاجتماع الشخصي بين طرفي الخصومة وما جرى فيه من عناق وابتسام ومديح يعني بالضرورة اعتماد لغة الحوار البناء بدلا من لغة التخوين والتراشق الإعلامي العابر للمحافظات، واعتقد أن مصطلحات مثل "تمرد" و"انقلاب" وغيرها من المصطلحات التوتيرية لم تعد تحمل أي معنى ولا بد من الكف عن المتاجرة بها، وهذا لا يعني أن المصالحة تمت بل هي بالكاد بدأت وتحتاج إلى "جهاد" واجتهاد لإتمامها.
د.عصام شاور
ربما تكون أولى الخطوات العملية للتقارب بين حركتي فتح وحماس هي زيارة وفد اللجنة المركزية لحركة فتح قطاع غزة، ومن ثم اللقاء مع رئيس الوزراء السيد إسماعيل هنية وقيادة حركة حماس، ولتلك الزيارة دلالات وعلى هامشها لدينا ملاحظات أهمها:
أولا: استطاع رئيس الوزراء من خلال مبادرته وقراراته المهمة للمصالحة وإنهاء الانقسام إحداث اختراق فعلي وكسر الجمود الذي أصاب المصالحة منذ اتفاقية القاهرة وإعلان الدوحة رغم الرفض الذي قوبلت به المبادرة في بدايتها، وطالما اجتمع الفريقان وجها لوجه بدون وسطاء لا بد من الاستمرار في التقدم إلى الأمام رغم العقبات الطبيعية وغير الطبيعية التي ستظهر تباعًا، وإجمالًا يمكننا القول بأن الاجتماع الأول كان ناجحًا وأعطى الشعب جرعة من الأمل في تحقيق الوحدة الوطنية.
ثانيا: ظهرت وبشكل مبكر ومفتعل عقبات داخلية من النوع الثقيل أمام وفد مركزية فتح، منها تصريحات منسوبة للدكتور نبيل شعث وقد تضعه في موقف محرج أمام السلطات المصرية، وهذا أمر لا يستهدف شعث وحده أو وفد اللجنة المركزية بل يستهدف جهود المصالحة برمتها، وهنا لا بد من الانتباه للدور التوتيري الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام في إثارة الفتنة معتمدة على الإشاعات وعلى أشخاص مستعدين لتسريب أحاديث أو حتى دردشات تنظيمية داخلية لا علاقة للإعلام بها ولا تعبر عن وجهة نظر سياسية أو رسمية لتلك التنظيمات.
ثالثا: قد يقال إن اجتماع مركزية فتح مع السيد إسماعيل هنية وحماس ليس رسميًا، أو أنها مجرد خطوة تمهيدية لتنفيذ بنود المصالحة وهذا صحيح ولا خلاف عليه, ولكن الاجتماع الشخصي بين طرفي الخصومة وما جرى فيه من عناق وابتسام ومديح يعني بالضرورة اعتماد لغة الحوار البناء بدلا من لغة التخوين والتراشق الإعلامي العابر للمحافظات، واعتقد أن مصطلحات مثل "تمرد" و"انقلاب" وغيرها من المصطلحات التوتيرية لم تعد تحمل أي معنى ولا بد من الكف عن المتاجرة بها، وهذا لا يعني أن المصالحة تمت بل هي بالكاد بدأت وتحتاج إلى "جهاد" واجتهاد لإتمامها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية