خطاب هنية: إعلان وطني جامع
رأفت مرة
قبل أيام قليلة، ألقى رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية كلمة في قطاع غزة، أمام حشد من المسؤولين والفعاليات السياسية والاجتماعية. وتحدث فيها عن أهم القضايا والعناوين الفلسطينية والاهتمامات الإقليمية.
هنية اختار مناسبة وطنية جامعة لإلقاء كلمته، هي الذكرى السنوية الثانية لعملية "وفاء الأحرار" التي أرغمت الاحتلال الإسرائيلي على الإفراج عن أكثر من ألف من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
وخطاب هنية كان أيضاً خطاباً وطنياً جامعاً، بمفرداته وعناوينه ومواقفه، ويعتبر إعلاناً سياسياً أكثر مما هو خطاب، نظراً للقواعد السياسية التي ثبّتها، وللمواقف التي تضمّنها، وللثوابت التي أكدها.
انطلق هنية في خطابه من زاوية الانتصار وعملية "وفاء الأحرار"، فاستذكر "الانتصار التاريخي" لها، و"اعتبرها ملحمة بطولية سطّرها الشعب الفلسطيني"، و"نصراً تاريخياً هزّ نظرية الأمن الإسرائيلي".
ثم انتقل هنية إلى المدى الأوسع، إلى الشعب الفلسطيني الذي كانت عملية "وفاء الأحرار" له ومن أجله، فأشاد بالشعب الفلسطيني وأكد ثقته به، مشدداً على أن هذا الشعب "ما زال يناضل ويقاوم ويجاهد، منذ ما يقارب مئة عام من أجل تحرير وطنه واستعادة حقوقه".
وتناول هنية في خطابه قضايا القدس والأقصى وحقّ العودة والأسرى، مشدداً على التمسك بها، خاصة في "هذه اللحظات الحاسمة.. وما نعيشه من أحداث جسام ألقت بآثارها الكبيرة والاستراتيجية على القضية الفلسطينية".
على مستوى الثوابت والمبادئ أكد هنية على أن "حماس متمسكة بمشروعها الوطني وانحيازها لشعبها العظيم، وما زالت متمسكة بالمقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي للتحرير".
وتوقف عند العودة للمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي فقال إن "المفاوضات مع العدو تجري بقرار سياسي منفرد وغالبية أبناء شعبنا وقواه وفصائله تقف ضدّه، في ظل موازين قوى تميل لصالح العدو".
وعن الاتهامات التي وُجّهت لحماس بالتدخل في الشؤون العربية، لخّص هنية الموقف من خلال رؤية حماس الثابتة ومبادئها، فقال "نحن في الحكومة كما في حماس أقمنا منذ البداية علاقات سياسية مع كل الدول العربية والإسلامية، باعتبارها العمق الاستراتيجي للقضية والشعب الفلسطيني، وحرصنا على التوازن في هذه العلاقات والانفتاح والتواصل مع الجميع، ولم نصطف مع دولة ضد دولة أو محور ضد آخر، وذلك انطلاقاً من حرصنا على وحدة الموقف العربي والإسلامي، وخدمة مصالح الأمّة وأمنها، وتوحيد الأمّة رسمياً وشعبياً على قضية فلسطين، لأن تحرير فلسطين هو واجب قومي في حقّ الأمّة، ولذا فإن موقفنا ثابت وقائم على ضبط العلاقة على أساس من الاحترام المتبادل وتقدير خصوصية الآخر وعدم التدخل في الشأن الداخلي لهذه الدول، وعدم انحراف المقاومة الفلسطينية عن هدفها السامي وهو مواجهة العدو ونيل الاستقلال والتحرير".
وحول المستقبل تحدّث هنية عن أهم القضايا والعناوين الفلسطينية، فدعا "القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية إلى الاحتشاد الوطني في مواجهة مخاطر المفاوضات مع العدو وأي تسويات محتملة معه، وإلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية، وبحيث تشمل هذه الاستراتيجية كافة الخيارات المتاحة وكل الوسائل الممكنة: بما فيها المقاومة المسلحة، المقاومة الشعبية، المواجهة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والجماهيرية والقانونية والمقاطعة الأكاديمية والدبلوماسية".
وبعدما شرح هنية أسباب تعطل المصالحة، واتهم الإسرائيليين والأمريكيين بتعطيلها، جدّد تمسّكه بإنهاء حالة الانقسام، داعياً إلى "مصالحة حقيقية: تنهي الانقسام، وتوحد المؤسسات السياسية لتكون لنا حكومة واحدة ومجلس تشريعي واحد ورئاسة واحدة، وتعزز الخيار الديمقراطي والانتخابات في حياتنا السياسية وبناء مؤسساتنا الوطنية، وتوفر الحرية والعدالة والفرص المتكافئة للجميع، وترسخ الوحدة الوطنية وتصون النسيج الوطني بين كل أبناء الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله واتجاهاته السياسية والفكرية".
وانتقد هنية المفاوضات بشدّة، ودعا إلى "المزاوجة بين المقاومة والعمل السياسي"، وقال إن العمل السياسي "لم يكن أقل أهمية من العمل العسكري المقاوم، فأحدهما يكمل الآخر، لكن ذلك مرهون بعدم الوقوع في التناقض بين السياسة والمقاومة أو افتراق العمل السياسي وتفريطه وابتعاده عن ثوابت القضية".
بعد الإطلالة الشمولية على أهم القضايا الفلسطينية عاد رئيس الحكومة الفلسطينية وتحدّث عن الاتهامات التي تطال حركة حماس، وما يُحكى عن تدخلاتها، وتوقف عند علاقاتها العربية والإسلامية، ومواقفها من التطورات العربية الداخلية مشدداً على:
1- أن التطورات في المنطقة أثّرت بالجميع وليس بحماس وحدها.
2- أن حماس تنحاز للشعوب في معاناتها وحقّها في الحرية والديمقراطية والكرامة وضدّ الفساد والاستبداد.
3- أن حماس فخورة بما اتخذته من مواقف وسياسات طوال السنوات الماضية، بما فيها موقفها من شعوب الأمّة، وهي (حماس) تعتزّ بهذه المواقف المبدئية والأخلاقية.
4- أن حماس ضدّ أي عدوان أو تدخّل أجنبي في بلادنا، وهي نأت بنفسها عن أي تدخّل في الشؤون الداخلية للدول.
5- أن حماس لا تغازل أحداً، ولا تستجدي أحداً، ولا تندم، ولا تعتذر عن تلك المواقف المشرفة حتى ترضي أحداً، ولا تشعر أنها في مأزق حتى تدفع ثمناً لأحد للخروج منه.
بهذه المواقف، أكد رئيس الحكومة الفلسطينية أن هذه هي حماس بخطها الوطني الجهادي المقاوم، وهذه هي استراتيجيتها ورؤيتها للعمل الوطني وللمقاومة وللمصالحة، ومن ظنّ أن حماس تتراجع خاب ظنّه، لأن حماس وفلسطين وجهان لعملة واحدة.
رأفت مرة
قبل أيام قليلة، ألقى رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية كلمة في قطاع غزة، أمام حشد من المسؤولين والفعاليات السياسية والاجتماعية. وتحدث فيها عن أهم القضايا والعناوين الفلسطينية والاهتمامات الإقليمية.
هنية اختار مناسبة وطنية جامعة لإلقاء كلمته، هي الذكرى السنوية الثانية لعملية "وفاء الأحرار" التي أرغمت الاحتلال الإسرائيلي على الإفراج عن أكثر من ألف من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
وخطاب هنية كان أيضاً خطاباً وطنياً جامعاً، بمفرداته وعناوينه ومواقفه، ويعتبر إعلاناً سياسياً أكثر مما هو خطاب، نظراً للقواعد السياسية التي ثبّتها، وللمواقف التي تضمّنها، وللثوابت التي أكدها.
انطلق هنية في خطابه من زاوية الانتصار وعملية "وفاء الأحرار"، فاستذكر "الانتصار التاريخي" لها، و"اعتبرها ملحمة بطولية سطّرها الشعب الفلسطيني"، و"نصراً تاريخياً هزّ نظرية الأمن الإسرائيلي".
ثم انتقل هنية إلى المدى الأوسع، إلى الشعب الفلسطيني الذي كانت عملية "وفاء الأحرار" له ومن أجله، فأشاد بالشعب الفلسطيني وأكد ثقته به، مشدداً على أن هذا الشعب "ما زال يناضل ويقاوم ويجاهد، منذ ما يقارب مئة عام من أجل تحرير وطنه واستعادة حقوقه".
وتناول هنية في خطابه قضايا القدس والأقصى وحقّ العودة والأسرى، مشدداً على التمسك بها، خاصة في "هذه اللحظات الحاسمة.. وما نعيشه من أحداث جسام ألقت بآثارها الكبيرة والاستراتيجية على القضية الفلسطينية".
على مستوى الثوابت والمبادئ أكد هنية على أن "حماس متمسكة بمشروعها الوطني وانحيازها لشعبها العظيم، وما زالت متمسكة بالمقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي للتحرير".
وتوقف عند العودة للمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي فقال إن "المفاوضات مع العدو تجري بقرار سياسي منفرد وغالبية أبناء شعبنا وقواه وفصائله تقف ضدّه، في ظل موازين قوى تميل لصالح العدو".
وعن الاتهامات التي وُجّهت لحماس بالتدخل في الشؤون العربية، لخّص هنية الموقف من خلال رؤية حماس الثابتة ومبادئها، فقال "نحن في الحكومة كما في حماس أقمنا منذ البداية علاقات سياسية مع كل الدول العربية والإسلامية، باعتبارها العمق الاستراتيجي للقضية والشعب الفلسطيني، وحرصنا على التوازن في هذه العلاقات والانفتاح والتواصل مع الجميع، ولم نصطف مع دولة ضد دولة أو محور ضد آخر، وذلك انطلاقاً من حرصنا على وحدة الموقف العربي والإسلامي، وخدمة مصالح الأمّة وأمنها، وتوحيد الأمّة رسمياً وشعبياً على قضية فلسطين، لأن تحرير فلسطين هو واجب قومي في حقّ الأمّة، ولذا فإن موقفنا ثابت وقائم على ضبط العلاقة على أساس من الاحترام المتبادل وتقدير خصوصية الآخر وعدم التدخل في الشأن الداخلي لهذه الدول، وعدم انحراف المقاومة الفلسطينية عن هدفها السامي وهو مواجهة العدو ونيل الاستقلال والتحرير".
وحول المستقبل تحدّث هنية عن أهم القضايا والعناوين الفلسطينية، فدعا "القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية إلى الاحتشاد الوطني في مواجهة مخاطر المفاوضات مع العدو وأي تسويات محتملة معه، وإلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية، وبحيث تشمل هذه الاستراتيجية كافة الخيارات المتاحة وكل الوسائل الممكنة: بما فيها المقاومة المسلحة، المقاومة الشعبية، المواجهة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والجماهيرية والقانونية والمقاطعة الأكاديمية والدبلوماسية".
وبعدما شرح هنية أسباب تعطل المصالحة، واتهم الإسرائيليين والأمريكيين بتعطيلها، جدّد تمسّكه بإنهاء حالة الانقسام، داعياً إلى "مصالحة حقيقية: تنهي الانقسام، وتوحد المؤسسات السياسية لتكون لنا حكومة واحدة ومجلس تشريعي واحد ورئاسة واحدة، وتعزز الخيار الديمقراطي والانتخابات في حياتنا السياسية وبناء مؤسساتنا الوطنية، وتوفر الحرية والعدالة والفرص المتكافئة للجميع، وترسخ الوحدة الوطنية وتصون النسيج الوطني بين كل أبناء الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله واتجاهاته السياسية والفكرية".
وانتقد هنية المفاوضات بشدّة، ودعا إلى "المزاوجة بين المقاومة والعمل السياسي"، وقال إن العمل السياسي "لم يكن أقل أهمية من العمل العسكري المقاوم، فأحدهما يكمل الآخر، لكن ذلك مرهون بعدم الوقوع في التناقض بين السياسة والمقاومة أو افتراق العمل السياسي وتفريطه وابتعاده عن ثوابت القضية".
بعد الإطلالة الشمولية على أهم القضايا الفلسطينية عاد رئيس الحكومة الفلسطينية وتحدّث عن الاتهامات التي تطال حركة حماس، وما يُحكى عن تدخلاتها، وتوقف عند علاقاتها العربية والإسلامية، ومواقفها من التطورات العربية الداخلية مشدداً على:
1- أن التطورات في المنطقة أثّرت بالجميع وليس بحماس وحدها.
2- أن حماس تنحاز للشعوب في معاناتها وحقّها في الحرية والديمقراطية والكرامة وضدّ الفساد والاستبداد.
3- أن حماس فخورة بما اتخذته من مواقف وسياسات طوال السنوات الماضية، بما فيها موقفها من شعوب الأمّة، وهي (حماس) تعتزّ بهذه المواقف المبدئية والأخلاقية.
4- أن حماس ضدّ أي عدوان أو تدخّل أجنبي في بلادنا، وهي نأت بنفسها عن أي تدخّل في الشؤون الداخلية للدول.
5- أن حماس لا تغازل أحداً، ولا تستجدي أحداً، ولا تندم، ولا تعتذر عن تلك المواقف المشرفة حتى ترضي أحداً، ولا تشعر أنها في مأزق حتى تدفع ثمناً لأحد للخروج منه.
بهذه المواقف، أكد رئيس الحكومة الفلسطينية أن هذه هي حماس بخطها الوطني الجهادي المقاوم، وهذه هي استراتيجيتها ورؤيتها للعمل الوطني وللمقاومة وللمصالحة، ومن ظنّ أن حماس تتراجع خاب ظنّه، لأن حماس وفلسطين وجهان لعملة واحدة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية