خطاب هنية: تجديد وثقة ... بقلم : د. حسن أبو حشيش

الإثنين 21 أكتوبر 2013

خطاب هنية: تجديد وثقة

د. حسن أبو حشيش

القول الفصل التجديدي بعد فصول المعاناة والمؤامرة والحصار والعدوان، هذا وصفي السريع لخطاب السيد اسماعيل هنية رئيس الوزراء، ورئيس حماس في غزة، ونائب مشعل الأول. فبعد عام من شيطنة حركته ومقاومتها وحكومتها، وبعد تشديد الحصار، وبعد أن ظن الظانون أن أحداث الإقليم قد حاصرت حماس... توقع بعض من يفتقرون لخبرة الواقع وقراءة المواقف أن يخرج هنية بخطاب استسلام وبلغة استجداء، وبأسلوب الذل والخنوع والتراجع والندم.

ولكنه جاء بخطاب شامل وتام وكامل،حدد فيه ما يُعبر عن موقف حركته من مجمل القضايا المطروحة محليا واقليميا ودوليا، وفند الإشاعات التي أطلقتها ألة إعلامية منظمة وممنهجة ومخطط لها، ووضع النقاط على الحروف، وثبت البوصلة، وعزز الرؤية والرسالة. خطاب موزون ومتزن، بلغة سلسة وهادئة، وبمعانٍ واضحة لا لُبس فيها.وازن في الخطاب بين العقل والعاطفة، وبين الثابت والمتحرك، وبين الأصول والفروع، وبين الحزبي والوطني، وبين الداخلي والخارجي.

سجل دعوات عملية كخلاصات لكل محور من محاور الخطاب، فدعا للعمل للقدس ومجابهة التهويد، ودعا للعمل للوحدة وللمصالحة على أساس ما تم التوقيع عليه في القاهرة والدوحة مؤخرا، ودعا لتفعيل المقاومة بكل انواعها كخيار استراتيجي للتحرير، ودعا لفك قيد الأسرى، والحفاظ على حق العودة... وجدد تأييد حق الشعوب في الحرية والتنمية والديمقراطية والقضاء على الفساد والظلم وحقن الدماء،وثبت رفض التوطين والتذويب والبديل.

خطاب امتد لساعة ونصف، وبحجم خمس عشرة صفحة حمل الثقة بالمنهج والطريق, وحمل معاني الصمود والصبر والتحدي، وضم دعوات للتطبيق وللتنفيذ من الحركة الوطنية كلها،وفي كل بقاع فلسطين والشتات، انه يحتاج لحكمة السياسي، وللموقف الجريء، وللقائد المحنك الذي يتوقف عنده مليا وبكل مسئولية عالية،ليتم البناء عليه. إنني تابعتُ الخطاب من نفس القاعة، وأعتقد أنه يصلح أن يكون قاعدة انطلاق لترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الشراكة الحقيقية والحفاظ على الثوابت واعتماد الديمقراطية كأسلوب تنظيم التباينات. وأي قراءة متعصبة،وعمياء،ومتسرعة، ونعته بأنه استعراضي لا جديد فيه...فهو تكريس للمواقف المُسبقة، وعدم رغبة في ترك الأماكن. إن من يطلب جديد عليه ان يقدم هو الجديد.

نقول : إن هنية وحماس يمثل نصف المشهد وقدم هذه الدعوات العملية للتقارب وللعمل المشترك،وإن عباس وحركته يمثل النصف الثاني وعليه تقديم ما من شانه تعزيز ذلك، لأن مطالبة هنية تقديم كل شيء وكأنه هو المتفرد في المشهد السياسي العام الفلسطيني لا يخدم تطبيق المصالحة. بعد مضمون الخطاب فالكرة في ملعب كل الأطراف ذات العلاقة وخاصة السلطة وحركة فتح.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية