خنساء فلسطين الثائرة وحماية المقاومة
غسان الشامي
اختصرت المناضلة الفلسطينية النائب أم نضال فرحات خنساء فلسطين، الحياة بعبارات قليلة وهي " تقوى الله والعمل في سبيله"، فقد كانت في أحاديثها الإعلامية تؤكد على ذلك وتدعو إلى الالتزام بالطريق القويم والاجتهاد في الطاعات من أجل مرضاة الله..
فارقتنا النائب أم نضال فرحات إلى العلياء ولكن تركت وراءها آثار ثائرة فلسطينية حملت هَمَّ الوطن وحملت البندقية وقدمت أبناءها الثلاثة شهداء في سبيل الله.. حملت هَمَّ فلسطين الجريحة .. حملت همَّ الأرض السليبة... حملت همَّ تربية الجيل على أسمى الأماني والغايات " الموت في سبيل الله "، وكان لي لقاء صحفي مع خنساء فلسطين أم نضال في بداية مشواري الصحفي، وله في نفسي ذكريات كثيرة بدءًا من التفكير بالحديث الصحفي ووضع الأسئلة التي ستجيب عنها أم نضال، ولا أنسى هناك حسن الاستقبال وكرم الضيافة كأم فلسطينية لأبنائها، ولا أنسى كلماتها عندما سألتها عن رسالتها للأم الفلسطينية والمرأة الفلسطينية المناضلة وكانت الإجابة دعوة لجميع الأمهات للتضحية والعطاء في سبيل الله ومن أجل تحرير أرض فلسطين، وأوصتهم بالحرص على الطاعة وتربية الأبناء على حب الجهاد والاستشهاد.. هي عبارات وكلمات مضيئة بدأت فيها مقابلتي الصحفية عندما حررتها لتصبح جاهزة للنشر..
التحية كل التحية إلى روح الثائرة الفلسطينية أم نضال فرحات بعد سنوات طويلة من الجهاد والنضال وحمل لواء تحرير فلسطين، واستنهاض الجيل وهمم نساء فلسطين الماجدات لمواصلة الطريق على درب التحرير، وقد قدمت أم نضال ثلاثة من أبنائها شهداء وتعرض منزلها للقصف أربع مرات وآوت الشهيد القسامي عماد عقل في عام 1993م وحمت المقاومة الفلسطينية..
وقد فاجأت أم نضال فرحات رحمها الله، وسائل الإعلام العالمية والعربية عندما ظهرت في مقطع فيديو وهي تحمل البندقية وتودع نجلها الشهيد محمد وهو ذاهب لتنفيذ عملية استشهادية في مطلع العام 2002م في مستوطنة "عتصمونا"، حيث تمكن من قتل وإصابة عدد من الجنود الصهاينة، كما اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي نجلها البكر نضال عام 2003م، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام، وأحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة، كما اغتالت قوات الاحتلال في عام 2005م ابنها الثالث الشهيد رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة، فيما أفرجت سلطات الاحتلال عن نجلها وسام في عام 2005م بعد أن أنهى محكوميته البالغة 11 عاما، وقد كانت أم نضال تستقبل نبأ استشهاد كل ابن من أبنائها بالحمد لله والشكر على نعمه، والدعوة للسير على طريق الجهاد والاستشهاد .
وفي عام 1993م آوت أم نضال في بيتها القائد القسامي البطل الشهيد عماد عقل، الذي كان يمثل المطلوب الأول للاحتلال، حيث لم يكن الأمر بسيطا على نفس المناضلة أم نضال، ولكنها المرأة الفلسطينية التي قدمت وضحت وحمت المقاومة الفلسطينية، وما أن حدثها ابنا وسام عن حياة المطاردين وأوضاعهم الصعبة وعن القائد القسامي عماد عقل، حتى وافقت على إيوائه في منزلها هو وعدد من المطاردين، وقررت مساعدة المطاردين بتوفير مكان آمن لهم "مأوى" لإيوائهم من أجل تحقيق شيء من الواجب وحماية هؤلاء الناس، وعندها لجأ الشهيد عماد عقل إلى منزل أم نضال فرحات في عام 1993م وفي هذه الفترة كان عماد عقل مطاردًا قادمًا من الخليل بعد أن مكث فيه عام، وعندما عاد إلى غزة لم يجد مأوى له سوى منزل خنساء فلسطين أم نضال، وعرضت أم نضال على القائد الشهيد عماد فكرة عمل مأوى في المنزل والعيش عندهم لأيام، وقد رحب القائد القسامي عماد بالفكرة، وقاموا بعمل حفرة في الأرض وبناء غرفة تحت الأرض كمأوى للمطاردين بعيدا عن أعين قوات الجيش "الإسرائيلي"، وقد كان العمل حينها في أصعب الظروف وأحلكها، وكان العدو الصهيوني وجواسيسه يتربصون في كل مكان وكل حارة وكل شارع بحثًا عن المطلوب الأول لجيش الدفاع القائد عماد عقل وقد شكَّل رعبًا وخوفًا كبيرًا للصهاينة، كما كان عمل المقاومة في ذلك الوقت دقيقاً وسرياً، تم عمل خيمة فوق المأوى وهي غرفة تم بناؤها من الباطون، حيث كان الشهيد عماد عقل يشرف بنفسه على البناء، كما حضر أكثر من مرة إلى المنزل لمتابعة العمل وتجهيز المكان، وبعد أن تم بناء الغرفة وتجهيزها مكث الشهيد القائد عماد عقل عدة أيام في منزل أم نضال فرحات، كما أصبحت هذه الغرفة منطلقاً لعمليات القائد عماد، حيث كان يخرج منها وينفذ عملياته ثم يعود بعد ذلك إليها، ومن أجل التمويه تم بناء بيت حمام فوق الغرفة، ولم يكن الشهيد عقل دائم المكوث في الملجأ، ولكن عندما تكون حركة مكثفة للجنود الإسرائيليين في القطاع كان يلجأ إليه حتى تهدأ الأمور، ومن ثم يعود للانطلاق في عملياته العسكرية، وكان عماد يلجأ إلى المأوى هو ومجموعة من المطاردين، حيث كانت مجموعة الشهيد عماد عقل من أنشط خلايا المقاومة العسكرية الناشطة في قطاع غزة آنذاك، واستطاعت بفضل الله تنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد الصهاينة.. وبعد أيام اكتشفت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من خلال أحد عملائها مكان القائد عماد عقل وتم محاصرة المكان والاشتباك مع الشهيد عماد عقل إلى أن استشهد في يوم الأربعاء الموافق 24-11-1993م.
الكلمات قليلة ولن تفي خنساء فلسطين أم نضال فرحات رحمها الله حقها ودورها الكبير في الجهاد والمقاومة وتاريخ نضال المرأة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.. وستبقى أم نضال علامة بارزة في تاريخ المقاومة الفلسطينية المعاصرة..
غسان الشامي
اختصرت المناضلة الفلسطينية النائب أم نضال فرحات خنساء فلسطين، الحياة بعبارات قليلة وهي " تقوى الله والعمل في سبيله"، فقد كانت في أحاديثها الإعلامية تؤكد على ذلك وتدعو إلى الالتزام بالطريق القويم والاجتهاد في الطاعات من أجل مرضاة الله..
فارقتنا النائب أم نضال فرحات إلى العلياء ولكن تركت وراءها آثار ثائرة فلسطينية حملت هَمَّ الوطن وحملت البندقية وقدمت أبناءها الثلاثة شهداء في سبيل الله.. حملت هَمَّ فلسطين الجريحة .. حملت همَّ الأرض السليبة... حملت همَّ تربية الجيل على أسمى الأماني والغايات " الموت في سبيل الله "، وكان لي لقاء صحفي مع خنساء فلسطين أم نضال في بداية مشواري الصحفي، وله في نفسي ذكريات كثيرة بدءًا من التفكير بالحديث الصحفي ووضع الأسئلة التي ستجيب عنها أم نضال، ولا أنسى هناك حسن الاستقبال وكرم الضيافة كأم فلسطينية لأبنائها، ولا أنسى كلماتها عندما سألتها عن رسالتها للأم الفلسطينية والمرأة الفلسطينية المناضلة وكانت الإجابة دعوة لجميع الأمهات للتضحية والعطاء في سبيل الله ومن أجل تحرير أرض فلسطين، وأوصتهم بالحرص على الطاعة وتربية الأبناء على حب الجهاد والاستشهاد.. هي عبارات وكلمات مضيئة بدأت فيها مقابلتي الصحفية عندما حررتها لتصبح جاهزة للنشر..
التحية كل التحية إلى روح الثائرة الفلسطينية أم نضال فرحات بعد سنوات طويلة من الجهاد والنضال وحمل لواء تحرير فلسطين، واستنهاض الجيل وهمم نساء فلسطين الماجدات لمواصلة الطريق على درب التحرير، وقد قدمت أم نضال ثلاثة من أبنائها شهداء وتعرض منزلها للقصف أربع مرات وآوت الشهيد القسامي عماد عقل في عام 1993م وحمت المقاومة الفلسطينية..
وقد فاجأت أم نضال فرحات رحمها الله، وسائل الإعلام العالمية والعربية عندما ظهرت في مقطع فيديو وهي تحمل البندقية وتودع نجلها الشهيد محمد وهو ذاهب لتنفيذ عملية استشهادية في مطلع العام 2002م في مستوطنة "عتصمونا"، حيث تمكن من قتل وإصابة عدد من الجنود الصهاينة، كما اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي نجلها البكر نضال عام 2003م، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام، وأحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة، كما اغتالت قوات الاحتلال في عام 2005م ابنها الثالث الشهيد رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة، فيما أفرجت سلطات الاحتلال عن نجلها وسام في عام 2005م بعد أن أنهى محكوميته البالغة 11 عاما، وقد كانت أم نضال تستقبل نبأ استشهاد كل ابن من أبنائها بالحمد لله والشكر على نعمه، والدعوة للسير على طريق الجهاد والاستشهاد .
وفي عام 1993م آوت أم نضال في بيتها القائد القسامي البطل الشهيد عماد عقل، الذي كان يمثل المطلوب الأول للاحتلال، حيث لم يكن الأمر بسيطا على نفس المناضلة أم نضال، ولكنها المرأة الفلسطينية التي قدمت وضحت وحمت المقاومة الفلسطينية، وما أن حدثها ابنا وسام عن حياة المطاردين وأوضاعهم الصعبة وعن القائد القسامي عماد عقل، حتى وافقت على إيوائه في منزلها هو وعدد من المطاردين، وقررت مساعدة المطاردين بتوفير مكان آمن لهم "مأوى" لإيوائهم من أجل تحقيق شيء من الواجب وحماية هؤلاء الناس، وعندها لجأ الشهيد عماد عقل إلى منزل أم نضال فرحات في عام 1993م وفي هذه الفترة كان عماد عقل مطاردًا قادمًا من الخليل بعد أن مكث فيه عام، وعندما عاد إلى غزة لم يجد مأوى له سوى منزل خنساء فلسطين أم نضال، وعرضت أم نضال على القائد الشهيد عماد فكرة عمل مأوى في المنزل والعيش عندهم لأيام، وقد رحب القائد القسامي عماد بالفكرة، وقاموا بعمل حفرة في الأرض وبناء غرفة تحت الأرض كمأوى للمطاردين بعيدا عن أعين قوات الجيش "الإسرائيلي"، وقد كان العمل حينها في أصعب الظروف وأحلكها، وكان العدو الصهيوني وجواسيسه يتربصون في كل مكان وكل حارة وكل شارع بحثًا عن المطلوب الأول لجيش الدفاع القائد عماد عقل وقد شكَّل رعبًا وخوفًا كبيرًا للصهاينة، كما كان عمل المقاومة في ذلك الوقت دقيقاً وسرياً، تم عمل خيمة فوق المأوى وهي غرفة تم بناؤها من الباطون، حيث كان الشهيد عماد عقل يشرف بنفسه على البناء، كما حضر أكثر من مرة إلى المنزل لمتابعة العمل وتجهيز المكان، وبعد أن تم بناء الغرفة وتجهيزها مكث الشهيد القائد عماد عقل عدة أيام في منزل أم نضال فرحات، كما أصبحت هذه الغرفة منطلقاً لعمليات القائد عماد، حيث كان يخرج منها وينفذ عملياته ثم يعود بعد ذلك إليها، ومن أجل التمويه تم بناء بيت حمام فوق الغرفة، ولم يكن الشهيد عقل دائم المكوث في الملجأ، ولكن عندما تكون حركة مكثفة للجنود الإسرائيليين في القطاع كان يلجأ إليه حتى تهدأ الأمور، ومن ثم يعود للانطلاق في عملياته العسكرية، وكان عماد يلجأ إلى المأوى هو ومجموعة من المطاردين، حيث كانت مجموعة الشهيد عماد عقل من أنشط خلايا المقاومة العسكرية الناشطة في قطاع غزة آنذاك، واستطاعت بفضل الله تنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد الصهاينة.. وبعد أيام اكتشفت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من خلال أحد عملائها مكان القائد عماد عقل وتم محاصرة المكان والاشتباك مع الشهيد عماد عقل إلى أن استشهد في يوم الأربعاء الموافق 24-11-1993م.
الكلمات قليلة ولن تفي خنساء فلسطين أم نضال فرحات رحمها الله حقها ودورها الكبير في الجهاد والمقاومة وتاريخ نضال المرأة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.. وستبقى أم نضال علامة بارزة في تاريخ المقاومة الفلسطينية المعاصرة..
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية