وسط قعقعة الإعلام عن خلافات أمريكية إسرائيلية بشأن الحرب على إيران، سيطرت على الأجواء الإسرائيلية مواقف "نتانياهو" المتشددة، وإصراره على ضرب إيران، ولاسيما بعد خطابة أمام المنظمة اليهودية العالمية "إيباك"؛ الخطاب الذي امتلأ بالتحريض والتهديد والتصميم الظاهر على ضرب إيران، وعدم التسليم ببقاء المفاعل النووي الإيراني يهدد الوجود الإسرائيلي، وسط هذه الأجواء الساخنة التي تتواءم وشخصية رئيس الوزراء "نتانياهو" ووزير حربه "باراك"، برزت معارضة إسرائيلية واضحة لخيار الحرب من وزراء سابقين، طرحوا خيارات إسرائيلية بديلة عن المواجهة المباشرة مع إيران.
الخيار الأول: تقدم فيه عبر الإذاعة العبرية "القناة الثانية" وزير الحرب السابق "شاؤول موفاز" في 6/3 حين قال: رغم خطر المفاعل النووي الإيراني على الوجود الإسرائيلي، إلا أنه لا يصح أن تخوض إسرائيل حرباً ضد إيران، وأضاف: أنا أنصح "نتانياهو" أن لا يقصر هذه الحرب على إسرائيل وإيران وحدهما، طالما كان المفاعل النووي الإيراني يشكل خطراً على بقية دول العالم، لذلك يتوجب على إسرائيل ألا تكون رأس حربة في هذه الحرب، بل يجب أن يتحمل مسئولية هذه الحرب حلفاء إسرائيل.
الخيار الثاني: تقدم فيه عبر الإذاعة العبرية "القناة الثانية" وزير الحرب السابق أيضاً "بن يامين بن آل عازر" في 7/3، حين كرر فكرة سلفه، ولكنه أضاف عليها قائلاً: إن خطر المفاعل النووي الإيراني يؤثر على العالم العربي السني مثلما يؤثر على إسرائيل، وعليه؛ أنصح "نتانياهو" إلا يزج بإسرائيل في الحرب ضد إيران، ويجب علينا أن نعمل على أن تكون الحرب بين العالم السنّي وبين الشيعة، وأن نغذي هذه الحرب، ونشجع عليها!.
ما أذكى هؤلاء اليهود! أو ما أخبث هؤلاء اليهود! يحرضون على إشعال النار بشرط أن يكون وقودها الآخرون، ليمسك اليهودي بالملقط، يقدم للنار الغصن العربي الأخضر والغصن الجاف، ويطلق على الحرب التي تحفظ وجوده، وتضمن له البقاء مغتصباً لأرض فلسطين، ومسيطرا ًعلى المنطقة؛ مسمى: الحرب بين العالم الحر وبين عالم الشر، أو الحرب بين العالم السنّي، وبين الشيعة!.
من حق اليهودي أن يكون ذكياً، ولكن واجب العربي ألا يكون غبياً، وألا ينساق خلف مخططات اليهود، كي لا يجد نفسه منجرفاً إلى هوةٍ سحيقةٍ بلا قاع
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية