خيمة الاعتصام..لا فُض فُوك يا شيخ سلطان
د. حسن أبو حشيش
أدينا صلاة الجمعة أمس في مدينة غزة في خيمة الاعتصام الثابتة بحضور المئات من القيادات والنخب والشخصيات وذلك تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة المضربين منهم وعلى رأسهم العيساوي والشراونة والسيسي ...وغيرهم. شاءت الأقدار أن يزور الخيمة في ذلك الوقت وفد كبير ضم أكثر من مائتي عالم وداعية من مصر الكنانة على رأسهم الدكتور صلاح سلطان أمين عام المجلس الأعلى الإسلامي التابع لوزارة الأوقاف المصرية.حيث كان الشيخ صلاح هو الخطيب .وبما فتح الله عليه تكلم ,وبما حباه الله من علم تفضل , وبما ملك من قدرة على الربط والتفسير والتحليل خط الطريق...أنا شخصيا متعود أن أسمع له كثيرا في الفضائيات , والتقيته بتجمعات عامة في غزة عدة مرات , واطلعت على بعض مؤلفاته , وليست المرة الأولى التي يخطب في خيم الاعتصام فقد زار غزة سابقا وشاركنا التضامن مع الأسرى...لكن المرة الأولى التي أكون مشدودا بدرجة أكبر له ولمضمون خطبته. لم يكن عاطفيا ,ولم يخاطبنا ويخاطب الأسرى بالمشاعر والأحاسيس ,ولم يبك على الأطلال , ولم يبن خطابا إنشائيا لا أثر له ...لذا وجدتنا تحت الشمس مشدودين له لأكثر من ساعة .لقد رسم طريقا عمليا للخلاص , ووضع وصفة قرآنية لتحرير الأسرى , فهو يدل على السوق ولا يتقبل الصدقات .
تنقل بنا بين محطات صورة الصف قليلة الكلمات وكثيرة المعاني : فمن الإيمان والارتباط بالمنهج الرباني , إلى صدق الشعار وربطه بالموقف العملي , إلى وحدة الصف والمقاومة , إلى تحديد البوصلة تجاه الاحتلال فقط , إلى بذل المال والنفس معا , إلى التحيز لطائفة المؤمنين...ثم يأتي رضا الله وزيادة النصر والتمكين والخلاص من الاحتلال كنتيجة وسبب . لقد قرأت السورة من قبل كثيرا وأحفظها منذ الصغر , لكن مجددا تعلمتُ ما تحمله من معان عظيمة , ومنهج مقاوم للمجاهدين وخاصة الأسرى الذين يبحثون عن الخلاص من تبعات الاحتلال.وفي خلاصة الخطبة وجهه نداء خاصا لفصائل المقاومة الفلسطينية لتوحيد جهودها والتركيز في فعل مقاوم نوعي على غرار وفاء الأحرار لأن الاحتلال لا يفهم إلا هذه اللغة من القوة, ثم قال للاحتلال : أطلقوا سراح أسرانا بالرضا وإلا بقوة الفعل وبالاضطرار. والصرخة المُدوية التي أطلقها هي دعوته للعالم الإسلامي كله بأنه إذا خلص لأي أسير في سجون الاحتلال فلابد من خطف أي صهيوني في العالم لتبادله بالأسرى.
حالة أمس كانت شكلا من التضامن له دلالة قوية , ورسالة واضحة للأسرى بأن الأمة لم تعد تترككم لوحدكم , وأن النصرة تتنوع وتتقدم ولن تتراجع إلى الوراء.كلمات ومواقف العالم سلطان والفريق المصاحب له بالتأكيد ليست موقفا شخصيا أو حالة انفعالية سريعة الزوال ...بل هو يمثل علماء الثورة المصرية الجديدة, ويُعبر عن دور العلماء الحقيقي الذي كان مغيبا بفعل إحباط مقومات عزة الأمة. وهذا يُدلل على التغيير الحاصل في واقع الأمة, الذي إن بدا اليوم بطيئا ومثقلا بالأعباء والماضي والهموم ..إلا أنه ماض نحو فك الأسرى وتحرير المسرى والقول الفصل في ذلك .فلا فُض فُوك يا شيخ .
د. حسن أبو حشيش
أدينا صلاة الجمعة أمس في مدينة غزة في خيمة الاعتصام الثابتة بحضور المئات من القيادات والنخب والشخصيات وذلك تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة المضربين منهم وعلى رأسهم العيساوي والشراونة والسيسي ...وغيرهم. شاءت الأقدار أن يزور الخيمة في ذلك الوقت وفد كبير ضم أكثر من مائتي عالم وداعية من مصر الكنانة على رأسهم الدكتور صلاح سلطان أمين عام المجلس الأعلى الإسلامي التابع لوزارة الأوقاف المصرية.حيث كان الشيخ صلاح هو الخطيب .وبما فتح الله عليه تكلم ,وبما حباه الله من علم تفضل , وبما ملك من قدرة على الربط والتفسير والتحليل خط الطريق...أنا شخصيا متعود أن أسمع له كثيرا في الفضائيات , والتقيته بتجمعات عامة في غزة عدة مرات , واطلعت على بعض مؤلفاته , وليست المرة الأولى التي يخطب في خيم الاعتصام فقد زار غزة سابقا وشاركنا التضامن مع الأسرى...لكن المرة الأولى التي أكون مشدودا بدرجة أكبر له ولمضمون خطبته. لم يكن عاطفيا ,ولم يخاطبنا ويخاطب الأسرى بالمشاعر والأحاسيس ,ولم يبك على الأطلال , ولم يبن خطابا إنشائيا لا أثر له ...لذا وجدتنا تحت الشمس مشدودين له لأكثر من ساعة .لقد رسم طريقا عمليا للخلاص , ووضع وصفة قرآنية لتحرير الأسرى , فهو يدل على السوق ولا يتقبل الصدقات .
تنقل بنا بين محطات صورة الصف قليلة الكلمات وكثيرة المعاني : فمن الإيمان والارتباط بالمنهج الرباني , إلى صدق الشعار وربطه بالموقف العملي , إلى وحدة الصف والمقاومة , إلى تحديد البوصلة تجاه الاحتلال فقط , إلى بذل المال والنفس معا , إلى التحيز لطائفة المؤمنين...ثم يأتي رضا الله وزيادة النصر والتمكين والخلاص من الاحتلال كنتيجة وسبب . لقد قرأت السورة من قبل كثيرا وأحفظها منذ الصغر , لكن مجددا تعلمتُ ما تحمله من معان عظيمة , ومنهج مقاوم للمجاهدين وخاصة الأسرى الذين يبحثون عن الخلاص من تبعات الاحتلال.وفي خلاصة الخطبة وجهه نداء خاصا لفصائل المقاومة الفلسطينية لتوحيد جهودها والتركيز في فعل مقاوم نوعي على غرار وفاء الأحرار لأن الاحتلال لا يفهم إلا هذه اللغة من القوة, ثم قال للاحتلال : أطلقوا سراح أسرانا بالرضا وإلا بقوة الفعل وبالاضطرار. والصرخة المُدوية التي أطلقها هي دعوته للعالم الإسلامي كله بأنه إذا خلص لأي أسير في سجون الاحتلال فلابد من خطف أي صهيوني في العالم لتبادله بالأسرى.
حالة أمس كانت شكلا من التضامن له دلالة قوية , ورسالة واضحة للأسرى بأن الأمة لم تعد تترككم لوحدكم , وأن النصرة تتنوع وتتقدم ولن تتراجع إلى الوراء.كلمات ومواقف العالم سلطان والفريق المصاحب له بالتأكيد ليست موقفا شخصيا أو حالة انفعالية سريعة الزوال ...بل هو يمثل علماء الثورة المصرية الجديدة, ويُعبر عن دور العلماء الحقيقي الذي كان مغيبا بفعل إحباط مقومات عزة الأمة. وهذا يُدلل على التغيير الحاصل في واقع الأمة, الذي إن بدا اليوم بطيئا ومثقلا بالأعباء والماضي والهموم ..إلا أنه ماض نحو فك الأسرى وتحرير المسرى والقول الفصل في ذلك .فلا فُض فُوك يا شيخ .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية