"داعش" يقتحم مخيم اليرموك: قراءة في الأسباب والأهداف
من الناحية العسكرية استهدف هجوم "داعش" أماكن تسيطر عليها مجموعة "أكناف بيت المقدس"، وهي مجموعة فلسطينية تشكلت في المخيم، بهدف حماية الأهالي والمحافظة على الممتلكات، وحماية أمن واستقرار المخيم، ومنع أي اعتداء على الفلسطينيين.
أوضاع المخيم
من المعلوم أن مخيم اليرموك يعيش أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب استمرار الحصار الخانق عليه لقرابه سنتين، مع استمرار القصف ومنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية، ومنع انتقال الأهالي، ما أدى إلى استشهاد المئات منهم بفعل القصف والمجاعة، وإلى تحوّل المخيم لما يشبه الجحيم.
وفشلت عشرات المحاولات لتحييد المخيم، وإخراج المسلحين منه، وإنقاذ من بقي من الأهالي. وبقيت هناك ميليشيات تنتمي إلى فصائل فلسطينية، تنتشر على مداخل المخيم، وتمنع إدخال المساعدات، وتعتقل الفلسطينيين، ولم يسلم منهم حتى النساء والفتيات.
وفي الأشهر القليلة الماضية، أعلن عن تشكيل "لواء" فلسطيني من عدد من الفصائل، وواضح أن الهدف هو اقتحام المخيم، في حين وسّعت جبهة النصرة من انتشارها داخل المخيم.
أهم ما شهده المخيم في الفترة السابقة كان عمليات الاغتيال المنظمة، التي استهدفت عدداً من النشطاء العاملين في مجال الإغاثة ومساعدة الأهالي. وشملت الاغتيالات عناصر محسوبة على حركة فتح مثل أبو محمد طيراوية، وأخرى محسوبة على حركة حماس كان آخرهم الشهيد يحي حوراني (أبو صهيب)، الذي شهد كل أهالي المخيم بدوره في الإغاثة والخدمات التي شملت كل أحياء وشرائح المخيم.
لماذا اقتحم "داعش" مخيم اليرموك؟!
تشير المعطيات إلى حصول "تفاهم" ما، لأسباب مختلفة، ولأهداف متباينة، أدت إلى قيام مجموعة عسكرية متواجدة في المخيم (وهي من خارج تكوين المخيم) بالتفاهم مع "داعش" لتنفيذ هذا الاقتحام.
وتشير المعطيات إلى أن المجموعة التي تنتمي لـ"داعش" والتي هاجمت المخيم ترتبط بعلاقة وثيقة بجهات رسمية سورية، تساعدها وترعاها وتوجهها.
وبالتالي فإن اعتداء "داعش" على مخيم اليرموك يهدف إلى الآتي:
1- سيطرة طرف "عسكري" واحد على المخيم، ما يسهل سيطرة النظام عليه في المستقبل، سواء عبر "هجوم" لإخراج "داعش" أو عبر ما يسمى بـ"مصالحة".
2- تعزيز سيطرة النظام على الجهة الجنوبية لدمشق في المستقبل.
3- تسليم المخيم لمجموعات فلسطينية موالية للنظام.
4- توجيه "داعش" للقيام بعمليات قتل وخطف كالمعتاد، ما يسهل تهيئة الرأي العام لاقتحام المخيم، وبالتالي تسقط ذريعة أن الهجوم يتم على مخيم فلسطيني، وعلى لاجئين فلسطينيين، وهو ما لا تريده السلطات السورية في هذا التوقيت.
5- إجبار الأهالي على مغادرة المخيم، ما يؤدي إلى شطب مخيم اليرموك من الخارطة نهائياً، نظراً لأهميته وقربه من دمشق.
وهناك تساؤلات لا بد منها:
1- لماذا قامت جبهة "النصرة" بتسليم مواقعها لـ"داعش" وساعدتها على التمدد في أجزاء واسعة من المخيم؟! وما هي مصلحة "النصرة" من وراء ذلك؟!
2- لماذا تقوم "داعش" بمهاجمة المخيم الآن، وما هي مصلحتها إذا كانت تعتبر نفسها في حالة صراع ومواجهة مع النظام، وإذا كانت تصنف نفسها على أنها "معارضة له؟!
3- لماذا تركز هجوم "داعش" على مجموعة "أكناف بيت المقدس" التي هي مجموعة معروفة بدورها في حماية المخيم والدفاع عن الأهالي وعن الاستقرار، ولم تدخل في صراعات جانبية، وحافظت على المصالح العليا للمخيم؟!
نحن أمام احتمالين: إما أن "داعش" كانت مخطئة ودخلت معركة خاطئة بالكامل في المكان والزمان والأهداف، وإما أن "داعش" قامت بهذا الهجوم نيابة عن النظام، وتنفيذاً لأهدافه، بعد عجز "اللواء" الفلسطيني الموحد عن اقتحام المخيم.
وبالتالي يكون النظام هو أكبر المستفيدين: إذا انتصرت "داعش" يقطف ثمار أعمالها، وإذا هُزمت فإنه لا يخسر شيئاً، بل يكون استنزف المجموعات وكبّدها خسائر.
المحصلة كانت أن "أكناف بيت المقدس" والمجموعات العسكرية الأخرى الصديقة لها تمكنوا من إفشال هجوم "داعش".
يتضح أن هناك مخططاً لإسقاط المخيم، والتخلص منه، سواء عبر معركة نظامية، أو عبر معركة بالواسطة عبر وكلاء. وإذا لم يتحقق هذا الهدف أمس بهجوم "داعش" فإن المحاولات ستتكرر عبر عدة أساليب.
إن مخيم اليرموك دفع فاتورة ظلم الآخرين وحساباتهم، والحل يكون بتحييد المخيم، وفكّ الحصار عنه، وإخراج المسلحين الأغراب منه، وهذه مهمة الجميع.
مرة جديدة تخطئ "داعش" وتتجه نحو عنوان فلسطيني وهدف فلسطيني وهوية فلسطينية، وفلسطين وأهلها ومخيماتها أولى الناس بالحماية والابتعاد عن الفتنة والقتل والاستهداف.
رأفت مرة
ما هي الأهداف "السياسية" أو "الشرعية" أو "العسكرية" لجريمة "داعش" الجديدة واعتدائها على مخيم اليرموك؟!
صباح يوم الأربعاء 1 نيسان/أبريل الحالي، استفاق أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، على هجوم مباغت، شنّه عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" على المخيم من الجهة الجنوبية، عبر منطقة الحجر الأسود.
وخلال ساعات الصباح سيطر مسلحو "داعش" على عدة أحياء ومقرات ومؤسسات اجتماعية، وأكثر ما استهدفهوه في عدوانهم كان عدداً من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية المحسوبة على حركة حماس، والتي تحوّلت مع بداية الأزمة إلى لجان عمل ومقرات تقدّم الخدمات الإنسانية والاجتماعية لأهالي المخيم.
ما هي الأهداف "السياسية" أو "الشرعية" أو "العسكرية" لجريمة "داعش" الجديدة واعتدائها على مخيم اليرموك؟!
صباح يوم الأربعاء 1 نيسان/أبريل الحالي، استفاق أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، على هجوم مباغت، شنّه عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" على المخيم من الجهة الجنوبية، عبر منطقة الحجر الأسود.
وخلال ساعات الصباح سيطر مسلحو "داعش" على عدة أحياء ومقرات ومؤسسات اجتماعية، وأكثر ما استهدفهوه في عدوانهم كان عدداً من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية المحسوبة على حركة حماس، والتي تحوّلت مع بداية الأزمة إلى لجان عمل ومقرات تقدّم الخدمات الإنسانية والاجتماعية لأهالي المخيم.
من الناحية العسكرية استهدف هجوم "داعش" أماكن تسيطر عليها مجموعة "أكناف بيت المقدس"، وهي مجموعة فلسطينية تشكلت في المخيم، بهدف حماية الأهالي والمحافظة على الممتلكات، وحماية أمن واستقرار المخيم، ومنع أي اعتداء على الفلسطينيين.
أوضاع المخيم
من المعلوم أن مخيم اليرموك يعيش أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب استمرار الحصار الخانق عليه لقرابه سنتين، مع استمرار القصف ومنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية، ومنع انتقال الأهالي، ما أدى إلى استشهاد المئات منهم بفعل القصف والمجاعة، وإلى تحوّل المخيم لما يشبه الجحيم.
وفشلت عشرات المحاولات لتحييد المخيم، وإخراج المسلحين منه، وإنقاذ من بقي من الأهالي. وبقيت هناك ميليشيات تنتمي إلى فصائل فلسطينية، تنتشر على مداخل المخيم، وتمنع إدخال المساعدات، وتعتقل الفلسطينيين، ولم يسلم منهم حتى النساء والفتيات.
وفي الأشهر القليلة الماضية، أعلن عن تشكيل "لواء" فلسطيني من عدد من الفصائل، وواضح أن الهدف هو اقتحام المخيم، في حين وسّعت جبهة النصرة من انتشارها داخل المخيم.
أهم ما شهده المخيم في الفترة السابقة كان عمليات الاغتيال المنظمة، التي استهدفت عدداً من النشطاء العاملين في مجال الإغاثة ومساعدة الأهالي. وشملت الاغتيالات عناصر محسوبة على حركة فتح مثل أبو محمد طيراوية، وأخرى محسوبة على حركة حماس كان آخرهم الشهيد يحي حوراني (أبو صهيب)، الذي شهد كل أهالي المخيم بدوره في الإغاثة والخدمات التي شملت كل أحياء وشرائح المخيم.
لماذا اقتحم "داعش" مخيم اليرموك؟!
تشير المعطيات إلى حصول "تفاهم" ما، لأسباب مختلفة، ولأهداف متباينة، أدت إلى قيام مجموعة عسكرية متواجدة في المخيم (وهي من خارج تكوين المخيم) بالتفاهم مع "داعش" لتنفيذ هذا الاقتحام.
وتشير المعطيات إلى أن المجموعة التي تنتمي لـ"داعش" والتي هاجمت المخيم ترتبط بعلاقة وثيقة بجهات رسمية سورية، تساعدها وترعاها وتوجهها.
وبالتالي فإن اعتداء "داعش" على مخيم اليرموك يهدف إلى الآتي:
1- سيطرة طرف "عسكري" واحد على المخيم، ما يسهل سيطرة النظام عليه في المستقبل، سواء عبر "هجوم" لإخراج "داعش" أو عبر ما يسمى بـ"مصالحة".
2- تعزيز سيطرة النظام على الجهة الجنوبية لدمشق في المستقبل.
3- تسليم المخيم لمجموعات فلسطينية موالية للنظام.
4- توجيه "داعش" للقيام بعمليات قتل وخطف كالمعتاد، ما يسهل تهيئة الرأي العام لاقتحام المخيم، وبالتالي تسقط ذريعة أن الهجوم يتم على مخيم فلسطيني، وعلى لاجئين فلسطينيين، وهو ما لا تريده السلطات السورية في هذا التوقيت.
5- إجبار الأهالي على مغادرة المخيم، ما يؤدي إلى شطب مخيم اليرموك من الخارطة نهائياً، نظراً لأهميته وقربه من دمشق.
وهناك تساؤلات لا بد منها:
1- لماذا قامت جبهة "النصرة" بتسليم مواقعها لـ"داعش" وساعدتها على التمدد في أجزاء واسعة من المخيم؟! وما هي مصلحة "النصرة" من وراء ذلك؟!
2- لماذا تقوم "داعش" بمهاجمة المخيم الآن، وما هي مصلحتها إذا كانت تعتبر نفسها في حالة صراع ومواجهة مع النظام، وإذا كانت تصنف نفسها على أنها "معارضة له؟!
3- لماذا تركز هجوم "داعش" على مجموعة "أكناف بيت المقدس" التي هي مجموعة معروفة بدورها في حماية المخيم والدفاع عن الأهالي وعن الاستقرار، ولم تدخل في صراعات جانبية، وحافظت على المصالح العليا للمخيم؟!
نحن أمام احتمالين: إما أن "داعش" كانت مخطئة ودخلت معركة خاطئة بالكامل في المكان والزمان والأهداف، وإما أن "داعش" قامت بهذا الهجوم نيابة عن النظام، وتنفيذاً لأهدافه، بعد عجز "اللواء" الفلسطيني الموحد عن اقتحام المخيم.
وبالتالي يكون النظام هو أكبر المستفيدين: إذا انتصرت "داعش" يقطف ثمار أعمالها، وإذا هُزمت فإنه لا يخسر شيئاً، بل يكون استنزف المجموعات وكبّدها خسائر.
المحصلة كانت أن "أكناف بيت المقدس" والمجموعات العسكرية الأخرى الصديقة لها تمكنوا من إفشال هجوم "داعش".
يتضح أن هناك مخططاً لإسقاط المخيم، والتخلص منه، سواء عبر معركة نظامية، أو عبر معركة بالواسطة عبر وكلاء. وإذا لم يتحقق هذا الهدف أمس بهجوم "داعش" فإن المحاولات ستتكرر عبر عدة أساليب.
إن مخيم اليرموك دفع فاتورة ظلم الآخرين وحساباتهم، والحل يكون بتحييد المخيم، وفكّ الحصار عنه، وإخراج المسلحين الأغراب منه، وهذه مهمة الجميع.
مرة جديدة تخطئ "داعش" وتتجه نحو عنوان فلسطيني وهدف فلسطيني وهوية فلسطينية، وفلسطين وأهلها ومخيماتها أولى الناس بالحماية والابتعاد عن الفتنة والقتل والاستهداف.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية