دعوات صالحة أن تنجح المصالحة
كلّما نعق بومٌ من بومِ "المقاطعة" بنعيق يصمّ الآذان ويفسد الجو ويلوّث البيئة، أو قام جهازٌ "مستوردٌ فاسد" من أجهزتها باعتقال مواطنٍ "أصيلٍ مناضل" تذكّرتُ جولات المصالحة ولقاءاتها ووثائقها وبنودها وكاميراتها ومصافحاتها وابتساماتها وعناقاتها فارتفع ضغطي وطرقت "الجلطة" الثالثة جدران شراييني؛ بيد أنّي بطبعي الحمائمي المسالم، وحرصي على الوحدة الوطنية والاستيعاب لمكونات الشعب الفلسطيني كافّة - قمتُ وتوضّأت وطردتُّ شياطين الفرقة الذين ينفثون في العقُد، وتذكرت قوله تعالى: "والصلح خير"!
فعواقب الإنقسام تملي على كل ذي ضمير وطني أنْ يتجرّع المرّ مهما كان علقماً من أجل تحقيق المصالحة بين أكبر فصيلين فلسطينيين، مع ما يستتبع هذه المصالحة من تحقيق لمصالح كبرى للشعب الفلسطيني، ليس أقلها وحدة الصف الوطني أمام هذا العدو الغاصب، مروراً بالتخلص من آفات الانقسام الذي شطر الوطن والشعب عمودياً وأفقياً وقطرياً ولولبياً!! وألحق الأذى بالقضية الوطنية ككل في جوانبها كافّة.
"والصلح خير"؛ نعم الصلح خير! ومن لا يحب الخير؟ لكنّ النّفس "اللوامة" – لا النّفس الأمّارة بالسوء! – دوماً تتساءل: وأين الخير في "صلحٍ" مع من لايعرف "للخير" طريقاً؟ ففي كل يوم – لا كل رجب – ترى وتسمع عجباً؛ "أخيرُ" هذه الأعاجيب وليس آخرها ما نطق به "كبيرهم" - وليته ما نطق – فأكّد أنّ "إسرائيل" وجِدت لتبقى؟ فكيف بالله عليكم يا "حُكماء" الشعب وساسته ترون "صلحاً" مع هذا؟ إذا كان الصلح مع هذا واردا فلماذا التردّد في "الصلح" من وجِد ليبقى؟! الصلح مع الباقي أجدى من الصلح مع الزائل!!
يا أيّها "الحكماء" حتى تتحقق وتنجح المصالحة "الخير" يجب الإصرار على أن تصمت هذه الأصوات ويسكت هذا "النعيق"؛ لا يعقل ولا يستوي منطقاً أنّ من يصرّح بهذه التصريحات يريد مصالحة مع من يدعو لزوال "إسرائيل". على الأقلّ ليصمت و"ليكتم" إيمانه ببقائها يا أخي!!
لا يمكن أن يتحقق "خير" المصالحة وأحد طرفي النزاع ينسّق مع العدو لضرب واجتثاث الطرف الأخر، مع إصرار واضح على بقاء هذا التنسيق الأمني، والذي لا يبقي سراً ليس فقط للطرف الأخر بل لكل شعبنا. ولا أدري أيُّ شيطان مريد نحت هذا المصطلح البغيض والكريه لتبدو "العمالة" عملاً وطنياً يخدم الشعب والقضية؟ سيرد البعض ويقول ابتعدوا عن إصدار الأحكام بالعمالة والتخوين؛ لكن قولوا لي بالله عليكم: ماذا تسمي إخبار العدو عن مواطن يريد مقاومة عدوه بالشكل الذي يستطيعه؟ أو اعتقاله وتعذيبه؟! في كلّ يوم نسمع أخبارا عن اعتقال وتعذيب واستجواب مواطنين – ومنهم لا انتماء له – من قبل هذه الأجهزة الفاسدة.
تحت هذا العنوان أيضاً نسمع يومياً أخباراً عن مصطلح أخر وهو"الاعتقال السياسي"، إنّ ما يجري حقيقة في الضفة الجريحة ليس اعتقالاً سياسياً أبداً؛ إذ أنّ من يتمّ اعتقالهم لا بسبب معارضتهم لنظام - فلا يوجد نظام أصلاً - وإنّما بسبب معارضتهم الاحتلال حتى لو كانت هذه المعارضة "سلميةً" أو "شعبيةً" كما يدّعون.
فلا يمكن أن أفهم أو أتفهم أو أقنع أبنائي والنّاس بفكرة "الاستيعاب" وتقبّل الرأى الأخر والمصالحة الوطنية و"خير" هذه المصالحة والوحدة الوطنية ... وما إلى ذلك من مصطلحات جميلة، حينما أرى اعتقال مدير مكتب الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي بعد يوم أو يومين من إفراج العدو الصهيوني عن الدكتور دويك!! ماذا يمكن تبرير اعتقال المجاهد حمّاد العملة "أبو حمزة" رئيس بلدية بيت أولا مساء السبت (25-8)، بعد مداهمة منزله وتفتيشه في البلدة بعد أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال وهو الذي أمضى 25 شهراً رهن الاعتقال الاداري؟
كثيرة هي الأمثلة المأساوية والمخزية!
رغم كل هذا الأسى يقيننا أنّ "الصلح خير"! وكلّنا أمل أن من يسعي لهذا الخير أن يوقف ذاك الشرّ ... وإلى أن يتحقق الخير ويتوقف الشر سنبقى نرفع أكفّنا للسماء بدعوات صالحة أن تنجح المصالحة!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية