دلالات يوم الكرامة وعملية دلال المغربي
د. حسن أبو حشيش
قبل أيام قليلة مرت علينا ذكرى يوم الكرامة عام 1968 م ,وهي المعركة التي دارت بين الاحتلال من جهة وبين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني من جهة أخرى ,هي الحدث الذي أثبت مبكرا أن الهالة العظيمة للاحتلال ممكن أن تُقهر , وأن قدرات الاحتلال الصهيوني ليس قدرا غالبا لا يتغير. وقبل هذه الذكرى مرت ذكرى استشهاد المقاتلة دلال المغربي التي قادت مجموعة فدائية عبر البحر وخاضت معركة شرسة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المحتل. ذكريات مهمة لإحيائها ولو بكلمات تذكيرية لإحاطة الأجيال بماضيهم المقاوم ,ولتذكير من تنكب الطريق بمعاني ما تم رسمه سابقاً. فهي ترسل رسائل همة من أبرزها :
إن المقاومة المسلحة التي نصت عليها ميثاق منظمة التحرير , ومواثيق كل فصائلها بشكل منفرد وعلى رأسها حركة فتح...هي اللغة التي يفهمها الاحتلال , وإن الحق الفلسطيني لن يُمنح من قبل الغاصب بالرجاء والاستجداء , والمفاوضات في ظل الضعف والتخلي عن أدوات القوة. فالوقوف على الأطلال لا يكفي , والفعل الحسن والجيد لا يُبرر الفعل السيء والمعاكس للصحيح. كذلك من رسائلها أن توحيد الأمة و تكاتف القوى والجهود من ضروريات الواقع , ومن مستلزمات الانتصار ,ومن أسباب تحقيق الأهداف خاصة في وجه هذا العدو الغريب والغاشم وغير المسبوق.
فعلى منظمة التحرير وخاصة حركة فتح الاهتمام العملي والعلمي بمنهج معركة الكرامة وبأسرار عملية دلال المغربي ,من حق الشعب الفلسطيني التغني بالأمجاد , ولكن من واجبه ترسيخ المنهج , ونقل التجارب ,وتطوير العمل , ليكون هناك لحمة بين الماضي والحاضر والمستقبل ,ولأن مسيرة تحرير فلسطين ممتدة على مدار قرن من الزمان ,والكرامة ودلال المغربي محطتان من هذا القطار الطويل ,ومكونان من مكونات المسيرة أكملتا جهد من قبلهما ,وأكمل الآخرون الجهد...
في معاني الذكرى وقفة مهمة على الانحراف الكبير لمن يتغنون بالمناسبة والذكرى ,فلقد تم استبدال المقاومة المسلحة ومناكفة وإشغال العدو... بالمفاوضات والتعاون الأمني والتخلي عن التاريخ عمليا والاكتفاء بالتغني بالماضي , وإذا بقي هذا التنازل والتدهور في القيم قد يأتي يوم يطلب فيه الاحتلال التبرئة من دلال والكرامة وغيرهما , كما تمت المُوافقة على تغير بنود ميثاق المُنظمة , وكما يتم الآن قبول الرشاوى المالية على حساب العلاقات الداخلية وعلى حساب انتفاضة الأسرى والمقاومة في الضفة الغربية. لكن نقول إن ورثة المنهج ليسوا بالضرورة أن يكونوا من نفس الحزب واللون السياسي , بل الوريث هو من يحمل نفس المنهج وإن اختلف المسمى والشكل. فالتاريخ لا يُباع ولا يُشترى ولا يملكه أحد , ومن حاول العبث به فقد انتحر وزال وبقيت ملامح التاريخ.
د. حسن أبو حشيش
قبل أيام قليلة مرت علينا ذكرى يوم الكرامة عام 1968 م ,وهي المعركة التي دارت بين الاحتلال من جهة وبين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني من جهة أخرى ,هي الحدث الذي أثبت مبكرا أن الهالة العظيمة للاحتلال ممكن أن تُقهر , وأن قدرات الاحتلال الصهيوني ليس قدرا غالبا لا يتغير. وقبل هذه الذكرى مرت ذكرى استشهاد المقاتلة دلال المغربي التي قادت مجموعة فدائية عبر البحر وخاضت معركة شرسة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المحتل. ذكريات مهمة لإحيائها ولو بكلمات تذكيرية لإحاطة الأجيال بماضيهم المقاوم ,ولتذكير من تنكب الطريق بمعاني ما تم رسمه سابقاً. فهي ترسل رسائل همة من أبرزها :
إن المقاومة المسلحة التي نصت عليها ميثاق منظمة التحرير , ومواثيق كل فصائلها بشكل منفرد وعلى رأسها حركة فتح...هي اللغة التي يفهمها الاحتلال , وإن الحق الفلسطيني لن يُمنح من قبل الغاصب بالرجاء والاستجداء , والمفاوضات في ظل الضعف والتخلي عن أدوات القوة. فالوقوف على الأطلال لا يكفي , والفعل الحسن والجيد لا يُبرر الفعل السيء والمعاكس للصحيح. كذلك من رسائلها أن توحيد الأمة و تكاتف القوى والجهود من ضروريات الواقع , ومن مستلزمات الانتصار ,ومن أسباب تحقيق الأهداف خاصة في وجه هذا العدو الغريب والغاشم وغير المسبوق.
فعلى منظمة التحرير وخاصة حركة فتح الاهتمام العملي والعلمي بمنهج معركة الكرامة وبأسرار عملية دلال المغربي ,من حق الشعب الفلسطيني التغني بالأمجاد , ولكن من واجبه ترسيخ المنهج , ونقل التجارب ,وتطوير العمل , ليكون هناك لحمة بين الماضي والحاضر والمستقبل ,ولأن مسيرة تحرير فلسطين ممتدة على مدار قرن من الزمان ,والكرامة ودلال المغربي محطتان من هذا القطار الطويل ,ومكونان من مكونات المسيرة أكملتا جهد من قبلهما ,وأكمل الآخرون الجهد...
في معاني الذكرى وقفة مهمة على الانحراف الكبير لمن يتغنون بالمناسبة والذكرى ,فلقد تم استبدال المقاومة المسلحة ومناكفة وإشغال العدو... بالمفاوضات والتعاون الأمني والتخلي عن التاريخ عمليا والاكتفاء بالتغني بالماضي , وإذا بقي هذا التنازل والتدهور في القيم قد يأتي يوم يطلب فيه الاحتلال التبرئة من دلال والكرامة وغيرهما , كما تمت المُوافقة على تغير بنود ميثاق المُنظمة , وكما يتم الآن قبول الرشاوى المالية على حساب العلاقات الداخلية وعلى حساب انتفاضة الأسرى والمقاومة في الضفة الغربية. لكن نقول إن ورثة المنهج ليسوا بالضرورة أن يكونوا من نفس الحزب واللون السياسي , بل الوريث هو من يحمل نفس المنهج وإن اختلف المسمى والشكل. فالتاريخ لا يُباع ولا يُشترى ولا يملكه أحد , ومن حاول العبث به فقد انتحر وزال وبقيت ملامح التاريخ.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية