دولة واحدة في فلسطين التاريخية
د.عصام شاور
في الذكرى 65 للنكبة أعلنت مجموعة فلسطينية مكونة من 29 عضوا عن انطلاق "الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة على فلسطين التاريخية"، الهيئة التأسيسية للحركة الوليدة مكونة من مختلف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها حركة فتح، والهدف إحداث تغيير سياسي على الواقع بعد إفشال "إسرائيل" لحل الدولتين حسب ما جاء على لسان أحد مؤسسيها لوكالة معا.
فكرة إقامة دولة واحدة ليست جديدة، فكلما تعثرت مسيرة التفاوض بين السلطة و"إسرائيل" هدد بعض قادة فتح بفرضها على (إسرائيل)، ومنهم صائب عريقات وأحمد قريع، وكأن مصير الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية معلق ببعض القيادات أو الأكاديميين أو ما يطلق عليهم "النشطاء السياسيون"، فغالبية أسماء الهيئة التأسيسية للحركة الجديدة ألحقت بها صفات تسويقية غريبة مثل: "ناشط سياسي تاريخي"، "مناضل نشيط في العمل التنظيمي"، " ناشط عريق ومثقف معروف"، " مناضل عريق".. الخ.
قد نستوعب تجميع بعض الهيئات أو بعض الأسماء للخروج ببيان احتجاجي أو استنكاري أو لأي هدف يتناسب مع مستوى القائمين عليه، ولكن ليس إلى درجة العبث بالقضية والثوابت الفلسطينية، فنحن أساسا نرفض اتفاقية أوسلو رغم ضخامة منظمة التحرير الفلسطينية وعراقتها ونضالاتها السابقة، وننتظر اللحظة التي تتراجع فيها عن ذلك الخطأ التاريخي بنفسها أو عبر انضمام جميع الفصائل الإسلامية والوطنية إلى مجلسها الوطني وإعادة تأهيلها وتصحيح مسارها السياسي والثوري.
وفي سياق الارتباك الأوسلوي، كتب أحد اليساريين مقالا بعنوان "لو أخذ برأي الشيوعيين لما حلت النكبة"، أي لو اعترف الشعب الفلسطيني بدولة الاحتلال منذ البداية لعشنا بسلام مع العدو الإسرائيلي، وهذا مثال آخر على الاجتهادات اليائسة في صفوف فصائل منظمة التحرير والعودة إلى زمن الهزائم بمقولة "لو قبلنا ..لو تنازلنا" بدلا من اتخاذ المقاومة سبيلا وحيدا وأكيدا لتحرير فلسطين. لقد قبلت منظمة التحرير وتنازلت ووقعت اتفاقية أوسلو مع العدو الإسرائيلي منذ عشرين عاما ولم تحصد سوى الوعود والسراب.
نتمنى على الناشطين والمغامرين أن يتفرغوا للدفاع عن حقوق المرأة وحماية المستهلك وحماية أنفسهم من التطبيع مع العدو أو السقوط في وحل العمالة، أما القضية الفلسطينية فلها أهلها ورجالها.. "شكرا ويعطيكم العافية".
د.عصام شاور
في الذكرى 65 للنكبة أعلنت مجموعة فلسطينية مكونة من 29 عضوا عن انطلاق "الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة على فلسطين التاريخية"، الهيئة التأسيسية للحركة الوليدة مكونة من مختلف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها حركة فتح، والهدف إحداث تغيير سياسي على الواقع بعد إفشال "إسرائيل" لحل الدولتين حسب ما جاء على لسان أحد مؤسسيها لوكالة معا.
فكرة إقامة دولة واحدة ليست جديدة، فكلما تعثرت مسيرة التفاوض بين السلطة و"إسرائيل" هدد بعض قادة فتح بفرضها على (إسرائيل)، ومنهم صائب عريقات وأحمد قريع، وكأن مصير الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية معلق ببعض القيادات أو الأكاديميين أو ما يطلق عليهم "النشطاء السياسيون"، فغالبية أسماء الهيئة التأسيسية للحركة الجديدة ألحقت بها صفات تسويقية غريبة مثل: "ناشط سياسي تاريخي"، "مناضل نشيط في العمل التنظيمي"، " ناشط عريق ومثقف معروف"، " مناضل عريق".. الخ.
قد نستوعب تجميع بعض الهيئات أو بعض الأسماء للخروج ببيان احتجاجي أو استنكاري أو لأي هدف يتناسب مع مستوى القائمين عليه، ولكن ليس إلى درجة العبث بالقضية والثوابت الفلسطينية، فنحن أساسا نرفض اتفاقية أوسلو رغم ضخامة منظمة التحرير الفلسطينية وعراقتها ونضالاتها السابقة، وننتظر اللحظة التي تتراجع فيها عن ذلك الخطأ التاريخي بنفسها أو عبر انضمام جميع الفصائل الإسلامية والوطنية إلى مجلسها الوطني وإعادة تأهيلها وتصحيح مسارها السياسي والثوري.
وفي سياق الارتباك الأوسلوي، كتب أحد اليساريين مقالا بعنوان "لو أخذ برأي الشيوعيين لما حلت النكبة"، أي لو اعترف الشعب الفلسطيني بدولة الاحتلال منذ البداية لعشنا بسلام مع العدو الإسرائيلي، وهذا مثال آخر على الاجتهادات اليائسة في صفوف فصائل منظمة التحرير والعودة إلى زمن الهزائم بمقولة "لو قبلنا ..لو تنازلنا" بدلا من اتخاذ المقاومة سبيلا وحيدا وأكيدا لتحرير فلسطين. لقد قبلت منظمة التحرير وتنازلت ووقعت اتفاقية أوسلو مع العدو الإسرائيلي منذ عشرين عاما ولم تحصد سوى الوعود والسراب.
نتمنى على الناشطين والمغامرين أن يتفرغوا للدفاع عن حقوق المرأة وحماية المستهلك وحماية أنفسهم من التطبيع مع العدو أو السقوط في وحل العمالة، أما القضية الفلسطينية فلها أهلها ورجالها.. "شكرا ويعطيكم العافية".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية