رائد سعادة: استهداف صهيوني لـ"الكنز السياحي" بالقدس المحتلة

الأحد 18 يناير 2015

رائد سعادة: استهداف صهيوني لـ"الكنز السياحي" بالقدس المحتلة

أكد رائد سعادة رئيس التجمع السياحي الفلسطيني المقدسي، أن هناك حربا تشن على السياحة الفلسطينية بمدينة القدس المحتلة، حيث تستغل قوات الاحتلال سيطرتها على المعابر البرية والمطارات والموانئ، وتوجه وتقنن ما يخدم روايتها التاريخية الصهيونية، مشيرا إلى أن أكثر من مؤسسة سياسية دينية يهودية، تستغل هذه السياحة بمنشورات وكتب ومسارات وبرامج تخدم روايتها الدينية والسياسية.

وأشار في مقابلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، إلى أن السياحة بعد اتفاق أوسلو تراجعت، وتم تشديد الحصار على القدس فخسرت المدينة نصف عدد الفنادق، أي نصف القدرة الاستيعابية للصناعة الفندقية، بينما ارتفعت في بيت لحم إلى ثلاثة أضعاف، اليوم لدينا ٢٨ فندقا، وفي رام الله يوجد ٢٠ فندقا، وازداد عدد الفنادق في غزة أيضا.

كنز سياحي غير مستغل

ومضى قائلا: "المعركة الثقافية الاقتصادية تشن على القدس والجانب الاقتصادي يشمل السياحة، من المفترض أن القدس بمقوماتها الاقتصادية تعتمد على السياحة بشكل أساسي، ولا يوجد أي قطاع اقتصادي آخر لديه قدرة تنافسية مثل قطاع السياحة في منطقة القدس، ولكن للأسف نحن في القدس لا نصنع سياحة، بل ندير برنامج حج، إدارة السياحة تعني أننا نقوم بصناعة برامج والتنويع فيها ونعطيها هوية فلسطينية".

ورأى أن القدس تمثل كنزا سياحيا فيها إمكانيات غير نهائية، ولكنها غير مستغلة بشكل سياحي جيد.

وأوضح أن التنمية السياحية هي ثقافة وهوية وتراث وحضارة وتنوع تمتاز به القدس، وإذا نظرنا من جبل الزيتون باتجاه النبي موسى أو بيت لحم وكنيسة المهد، هناك بيئة متنوعة ومتعددة الأشكال والألوان، ولو سألنا أنفسنا ما هو البرنامج الذي نبيعه اليوم، نحن نبيع برنامجا سياحيا دينيا مسيحيا، ونأخذه في معظم الأحيان من الجانب الصهيوني، وهذا يعتمد على الطريقة المركبة فيها كل العملية السياحية؛ فالدليل السياحي يتم تدريبه في مدارس صهيونية؛ فيروي الرواية الصهيونية، وذلك حسب القانون الصهيوني.

وأضاف: "إذا قمنا بتنفيذ برنامج واحد وهو التراثي المسيحي، إذًا نحن تلقائيا ندخل تحت رحمة الموسمية، يجب بناء برامج جديدة وإدخال شركات جديدة وأسواق جديدة؛ وبالتالي يجب أن ندعم قطاعات أساسية موجودة في القدس، حتى ندعم القطاع السياحي، ومنها القطاع الثقافي، وقطاع الشباب، و قطاع المرأة، والإنتاج البيتي، والتعليم، حتى نستطيع بناء سياحة جديدة، وإلا فنحن ندير عمليا حجّا مسيحيا موسميا فقط.

بين المطرقة والسندان

وأكد سعادة أن الفنادق في القدس بين المطرقة والسندان، أولا من ناحية قانونية تتبع للحكومة الصهيونية، ولكن من ناحية اقتصادية هي أقرب إلى الاقتصاد الفلسطيني، وهي تتنافس مع مدن فلسطينية وليس مع السوق الصهيوني.

وقال، إن هناك بعض الاستثمارات التي دخلت منطقة القدس، مثل فنادق الليجاسي وسان جورج والايفس، وهناك الاستثمارات القائمة، مثل "الهولي لاند" و"الجولدن وولز" و"الفندق الوطني"، التي استطاعت أن تصمد وعملت جاهدة لتبقى.

وأضاف: "اليوم أصبح حجز الغرف عالميا يتم عن طريق الإنترنت؛ حيث يستطيع السائح الدخول ومقارنة الغرف والأسعار ومن ثم الحجز، هذا ساعد بعض الفنادق في الحجوزات الفردية، وليس على مستوى مجموعات، والفندق المرتبط بوكيل سياحي يعد وضعه جيدا لأنه يسيطر على الطلب".

وأوضح أن الفندق الموجود في القدس ينافس الفندق الصهيوني والفلسطيني والنزل الديني، وفي جميع الأحوال القطاع الخاص هو الأضعف، الفندق الصهيوني وضعه جيد من ناحية إنشائية وإدارية، ومن ناحية تعامله مع الحكومة ووزارة السياحة وحصوله على تسهيلات، والفندق في بيت لحم ورام الله وخاصة في بيت لحم التكلفة عنصر مهم ويستطيع المنافسة، أما النزل الديني فتكلفة الإنتاج فيه أقل، كما أنه تابع لوزارة الأديان، أما الفندق فتابع لوزارة السياحة، فكيف سيستطيع الفندق الفلسطيني في القدس منافسة كل هذه العوامل؟ ورأى أن الثقافة هي الحل، الثقافة والتراث والتاريخ والعادات الفلسطينية إذا ما تم دمجها في تصميم الفندق وشكله ومأكولاته ونشاطاته؛ عندها يمكن تغيير هذا الواقع.

وقال سعادة وهو نائب رئيس جمعية الفنادق الفلسطينية: "إن لدينا ٢٠ فندقا في القدس، تضم ١٥٠٠ غرفة، من أصل ٤٠٠٠، وذلك بسبب خسائر مباشرة وخسائر تراكمية، بسبب الواقع السياسي المحيط والاحتلال المفروض علينا، ولكن داخليا أيضا بسبب الضعف الإداري وغياب الخطة، خاصة خطط الطوارئ وما إلى ذلك، والخسائر المباشرة مثل حرب الخليج وزيارة شارون للأقصى والعدوان على غزة، كلها سببت خسائر مباشرة، أما الخسائر التراكمية فقد حصلت نتيجة الحصار بشكل تدريجي من أيام الانتفاضة الأولى حتى اليوم.

وأشار إلى أن الوضع في القدس في اضمحلال وتدهور، وذلك بسبب خطة ممنهجة لتفريغ القدس من مركزيتها، كما حصل في يافا دون أن نتخذ إجراءات لنحمي أنفسنا، والقدس وضعها أصعب وأعقد من يافا، بسبب المكانة الدينية، وفكرة تفريغها من مركزيتها لتهميشها، فلو كان هناك مؤتمر لا يتم تنظيمه في القدس أو أي نشاط آخر. هذا تحد ويجب أن نخوضه.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية