رحلات الإمام الياسين إلى الجليل ... بقلم : غسان الشامي

الجمعة 22 مارس 2013

رحلات الإمام الياسين إلى الجليل

غسان الشامي

أن يكتب القلم في حضور الهامات العالية .. المرشد والشيخ المؤسس والزعيم الروحي شيء يصعب على النفس والفكر.. فالكلمات والسطور لن تفي بحق الشيخ الجليل الإمام أحمد ياسين .. وما أكتبه هنا هو شيء قليل من ذاكرة الجهاد والصمود على أرض فلسطين .. فقد أحيا الإمام ياسين بفكره وعقله المنير أمة استنهضها للدفاع عن أرض فلسطين كل فلسطين دون التفريط أو المساومة بأي شبر من أرض فلسطين ..

أرض فلسطين كانت محفورة في فكر الشيخ الإمام ياسين رحمه الله ومنقوشة على جدران قلبه مملوءة بالأمل والنصر القريب ، فقد كانت فلسطين تمثل الكثير في حياة الشيخ وكان جل حديثه عن تحرير أرض فلسطين من دنس المحتل الغاشم ..وقد قال الشيخ الإمام ياسين رحمه الله في أحد لقاءاته الإعلامية في تعليقه على مفاوضات السلام :" إن هذا السلام هو استسلام مرفوض تماما، مرفوض تجزئة القضية الفلسطينية، مرفوض التنازل عن أي ذرة من أرض فلسطين وتراب فلسطين، مرفوض التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، لأن هذه الأرض هي وقف إسلامي، ولا يملك رئيس ولا جيل ولا شعب التنازل عنها لأنها ملك لأجيال فلسطين، ونحن لا نريد خداع الشعب الفلسطيني ".

وها نحن نحيا بشريات الشيخ الإمام أحمد ياسين رحمه الله بانتصار الشعوب على الأنظمة الحاكمة والربيع العربي، حيث قال :" أؤكد لكم أن الشعوب أقوى من الأنظمة، فالشعوب تتحرك في هذه الأيام على عكس ما ترى تلك الأنظمة، وما يخطط له الأعداء، فسينتصر الإسلام وسيهزم المشروع الأمريكي الصهيوني بإذن الله، إن مبشرات النصر قائمة، يرسمها شعبنا كل يوم بثباته وتضحياته ومقاومته التي فرضت موازين الرعب مع هذا العدو الذي ظن أنه لا يقهر ، "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".

وعلى الدوام كان الإمام ياسين رحمه الله يستنهض شباب الأمة ويدعوهم إلى العمل والجهاد والتضحية من أجل تحرير أرض فلسطين والمحافظة على الطاعات وصلاة الفجر منبر التحرير، وقد قال في إحدى رسائله مخاطبا الشباب " يا أبنائي ويا أحفادي لترجعوا إلى الله تعالى وتتوبوا إليه، حان الوقت لتدعوا التفاهات من حياتكم وتنحوها جانباً، حان الوقت لتوقظوا أنفسكم وتصلوا الفجر في جماعة، حان الوقت لتتعلموا وتتثقفوا وتخترعوا وتكونوا سباقين على الغير، حان الوقت لتتحلوا بالأخلاق وتنفذوا ما في القرآن وتقتدوا بالنبي محمد ()، وتتقربوا من ذلك النبي الأعظم..أدعوكم يا أبنائي للصلاة في وقتها، وأريدكم يا شباب الأمة أن تعرفوا وتقدروا معنى المسؤولية، وأن تتحملوا مشاق الحياة وأن تتركوا الشكوى، وأن تتجهوا إلى الله عز وجل، وتستغفروه كثيراً ليمنحكم الرزق، وأن توقروا الكبير وترحموا الصغير".

المحطات الجهادية في حياة شيخ فلسطين الإمام أحمد ياسين رحمه الله كثيرة ، فقد جاهد وقاتل الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين منذ صباه، وفي ريعان شبابه حينما كان يجوب مساجد غزة ويخطب في الناس ليذكرهم بالدفاع عن أرض فلسطين ويركز على الأرض وقدسيتها وبركاتها، وكان يجتمع بالشباب في المساجد ويعطيهم الدروس والعظات الجهادية، وقد كان للإمام ياسين رحلات زار فيها ربوع فلسطين، حيث زار الجليل ومناطق الـ48 وساهم في تأسيس الحركة الإسلامية في الداخل، واستطاع بفكره الثاقب أن يجمع قلوب الشباب والناس حوله، حتى تعرض للاعتقال أكثر من مرة في سجون الاحتلال بسبب خطبه، ولكن السجن لم يثنه عن مواصلة الطريق والدرب ..

كما وجه الشيخ الإمام ياسين رسالة للزعماء العرب في إحدى القمم العربية قائلا فيها " إن أمامكم اليوم تحديات جسام، وشعوبكم تنظر ما ستتمخض عنه القمة من قرارات، وكلها أمل أن تكون قرارات القمة على مستوى ما نواجه من تحديات، ولا يخفى أن على رأس تلك التحديات قضية العرب والمسلمين المركزية، قضية فلسطين، وكلي أمل أن تثمر هذه القمة ما يشكل رافعة لشعب فلسطين وقد أبوا إلا أن يواصلوا مسيرتهم الجهادية حتى يحقق الله النصر الذي نحب، والذي يرفع الله به شأن أمتنا.

وقال الإمام ياسين رحمه الله في رسالته " أرض فلسطين أرض عربية إسلامية اغتصبت بقوة السلاح من قبل اليهود الصهاينة، ولن تعود إلا بقوة السلاح، وهي أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن شبر منها حتى وإن كنا لا نملك الآن القوة اللازمة لتحريرها" ، وأضاف: " الجهاد في فلسطين حق مشروع للشعب الفلسطيني، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة "

كما أكد الإمام ياسين رحمه الله على أن شعبنا الفلسطيني وهو يخوض ببسالة معركة قد فرضت عليه لهو جدير أن يلقى كل أشكال الدعم والتأييد من قادة الأمة، فهو بحاجة إلى الدعم الاقتصادي لتعزيز صموده وقد دمر الصهاينة الأشرار كل أسباب الحياة والعيش الكريم لهذا الشعب المرابط، ونهبوا خيراته، وهو بحاجة أيضاً إلى الدعم العسكري، والأمني، والإعلامي، والمعنوي، والدبلوماسي، وغير ذلك من أشكال الدعم التي تعينه على مواصلة جهاده، كما ناشد الزعماء العرب بوقف كل أشكال التطبيع مع هذا العدو، وأن تغلق سفاراته، وقنصلياته، ومكاتبه التجارية، وأن تُفعّل المقاطعة العربية، وأن توقف الاتصالات به، والتعاون معه، مؤكدا على أن الأمة العربية الإسلامية تملك من الإمكانات والطاقات والقدرات ما يجعلها قادرة على نصرة قضاياها القومية، كما طالب الشيخ رحمه الله العرب بإنقاذ المسجد الأقصى من أيدي الصهاينة والمحتلين ".

كثيرة هي الومضات والذكريات الجهادية في حياة الإمام الشيخ ياسين ولكن لا يملك القلم أمام هذه المحطات وهذا الفكر المنير إلا أن يكتب بعضها كرسائل وإشعاعات جديدة تنير الطريق أمام جيل التحرير القادم ..
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية