رسالة مفتوحة للسيد صائب عريقات
د. إبراهيم حمّامي
ملاحظة: عفواً لن أخاطبك بألقابك لأني لا أعترف بأي منها.
بغض النظر عن موقفي الشخصي الرافض لكل أشكال التفاوض التنازلي مع الاحتلال، وبغض النظر عن موقفكم من شخصي، وبغض النظر عن سنوات وعقود من التفاوض مع الاحتلال والذي لم تستطيعوا من خلاله تحقيق انجاز يذكر، أجدني اليوم أكتب متسائلاً عن موقفكم الرسمي من التصريحات والتقارير والمواقف الأخيرة الواضحة والحاسمة التي صدرت من قادة الاحتلال والتي تنسف عملية السلام المفترضة بينكم وبينهم.
لا أطالب هنا بموقف كالرسائل الكترونية التي تصلني بانتظام باسمكم وفيها تعليقات تشبه تعليقات معلق رياضي على مباراة كرة قدم بين فريقين لا دخل له فيهما، لكني أطالب بالموقف الرسمي لكم حول ما يثار من مواضيع ويتخذ من مواقف، وهو ما سأحدده في نهاية الرسالة.
ملاحظة: نقول (موقف رسمي) مجازاً.
مواقف الاحتلال الأخيرة التي لم يصدر من جانبكم أي تعليق عليها أو موقف محدد تشمل:
1) تقرير لجنة القاضي ادموند ليفي حول الاستيطان في الضفة الغربية – لابد أنك سمعت به حتى لو لم تقرأه – وفيه يتحدث عن أن الضفة الغربية هي أرض اسرائيلية وملكية يهودية ولذا فالاستيطان بها وعليها وفي أي مكان بها هو حق يهودي ويجب على الحكومة تقديم كل العون له، وهو ما يعني الغاءً كليا للوجود الفلسطيني ويعتبر المسألة حق يهودي، وربما يصل لدرجة اعتبار أن الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية هو احتلال ل"يهودا والسامرة" – لم نسمع لكم صوتاً – اللهم إلا الحديث عن لقاءات سرية تعقد مع يتسحاق مولخو تمهيداً للقاء مفترض بين عبّاس ونتنياهو – ويا دار ما دخلك شر
2) ذهب التقرير لأبعد من ذلك من نسف للكيانية السياسية الفلسطينية بما فيها ما تطالبون به من دولة ليقول "أنه لا يمكن النظر إلى حكم إسرائيل في الضفة الغربية كنوع من أنواع الاحتلال، بحجة أنه لم يتواجد كيان قانوني آخر طالب بالسيادة على الضفة عندما تمت السيطرة عليها، على حد تعبير اللجنة.
وبناء على هذا الادعاء فإن اللجنة ترى أن اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع نقل مدنيي دولة مُحتلِة للسكن فوق الأراضي التي قامت باحتلالها، لا تنطبق في حالة الضفة الغربية. وبالتالي، دعت اللجنةُ الحكومةَ الإسرائيلية إلى إنهاء الوضع المؤقت للمستوطنات وإتاحة الأراضي المحتلّة للشراء والسيطرة عليها من قبل المستوطنين".
3) التصريحات الرسمية الأخيرة لنتنياهو خلال اللقاء الذي جمعه مع رئيس المفوضية الاوروبية في "اسرائيل" خوزيه منويل بروسو يوم الاثنين 09/07/2012 في مكتب نتنياهو وفقا لما نشره موقع صحيفة "معاريف"، وكدته مصادر دبلوماسية غربية، وفيه رفضه التام لحق العودة واستهزائه بما تطرحونه حيث قال "الجانب الفلسطيني بأنه لا يقدم شيئا للتقدم في عملية السلام، على العكس من ذلك فإن الجانب الفلسطيني لا يتحدث فقط عن الضفة الغربية انما يريد العودة الى حيفا وتل أبيب"، وفيه أيضاً استهزاء آخر ورفض للشروط الجديدة المنخفضة السقف تماماً حيث شدد نتنياهو على عدم استعداده تقديم "قرش واحد للفلسطينيين دون أن يقدموا مقابله"، و في هذا رد واضح الشروط الفلسطينية من اطلاق سراح 123 اسيرا فلسطينيا ما قبل توقيع أوسلو، والسماح بدخول السلاح الروسي الموجود حاليا في المخازن الاردنية الى السلطة"، ومؤكداً في الوقت ذاته أنه لا تنازل عما أسماه التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية وابقاء منطقة الغور تحت السيادة "الاسرائيلية".
4) التلميحات المتتالية حول أداء السلطة السياسي – الجانب الأمني لا مشكلة فيه بشهادة ايهود باراك في لقائه الأخيرة مع صحيفة التايم الأمريكية قبل أيام والذي اعتبر فيه أن فتح جزء فعال من النظام الأمني للاحتلال – وما ورد على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء اجتماع له في البيت الأبيض مع قادة تنظيمات أمريكية أرثوذوكسية يهودية في الولايات المتحدة (الثلاثاء 05/06/2012) قال فيها: إن محمود عباس ليس معنياً بتوقيع اتفاق مع إسرائيل، وإمكانية هذا الاتفاق تدهورت بفعل قيادة السلطة، و قال للمجتمعين أيضاً: إن الاحتياجات الإسرائيلية للحل هي ذات أهمية قصوى وأنه يفهم إسرائيل ونتنياهو.
يكفي!
أما تساؤلاتنا أو طلبنا لكم فهو:
1) ماذا بقي لكم من عملية السلام المزعومة؟ نتفهم أن الحياة بالنسبة لكم مفاوضات (..) لكن هل بقي ما تفاوضون عليه؟
2) أين موقفكم من اعتبار الضفة الغربية تحت الاحتلال الفلسطيني؟ – هذا ليس خطأ مطبعياً – نعم تحت الاحتلال الفلسطيني بحسب تقرير ليفي الأخير.
3) هل لكم أن تعرّفوا حق العودة وتأكّدوا رداً على نتنياهو أن حق العودة للاجئين المكفول قانوناً وشرعاً وعرفاً هو للمدن والبلدات والقري التي طرد منها الفلسطينيون، أي حيفا وعكا ويافا والناصرة واللد والرملة وصفد وطبريا وبئر السبع وغيرها؟ هل تجرؤون على ذلك؟
4) لماذا تنازلتم عن شرط وقف الاستيطان وحدود عام 1967 ليصبحكم شرطكم – ان كان شرطاً – ادخال الأسلحة والمدرعات – لا لمواجهة الاحتلال لا سمح الله – واطلاق سراح الأسرى، وحتى هذه رفضها الاحتلال – ألا تشعرون ببعض الخجل من تلك المواقف؟
5) الدولة الفلسطينية العظمى التي تسعون إليها، وفي ظل الاستيطان والتهويد والجدار والطرق الالتفافية والحواجز وغيرها، ببساطة أين هي وكم تبقى من مساحتها؟
6) تعلنون أنكم جاهزون لإعلان الدولة ثم تصرخون أن هناك أزمة مالية تهدد السلطة والرواتب، كيف يمكن ل"دولة" أن تنهار بسبب وقف عائدات الضرائب لشهر واحد؟ ألا يعني ذلك وفي أكثر التعبيرات دبلوماسية أنكم واهمون تخدعون الشعب؟
7) تؤكدون وتصرّون أن من قتل زعيمكم ورمزكم هو "اسرائيل" ولا يساوركم شك في ذلك، كيف يمكن أن يتقبل عاقل الاستمرار في الجلوس مع قتلة رئيسه واعتبارهم شركاء؟ أليس لديكم ذرة وفاء لمن مجدتموه وتتباكون عليه كل عام؟ كيف يمكن الوثوق بقتلة لمفاوضتهم وعقد الصفقات معهم؟ (هم ليسوا قتلة فقط لقتلهم عرفات، لكن دماء الالاف لم تحرككم وكذلك سيكون الأمر مع عرفات)
سؤال أخير: هل هناك سقف زمني لمفاوضاتكم؟ بمعنى هل يمكن أن تقفوا يوماً وتعلنوا فشلكم؟
بانتظار اجاباتكم – التي لا أتوقع أن تصل يوماً – ليس لي شخصياً أو رداً على ما سبق، لكن لمن تدّعون تمثيلهم والحديث باسمهم بلا تفويض أو تكليف...
أعني الشعب الفلسطيني!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية