رفض التجاوب مع الاستدعاءات خطوة على طريق كسر حاجز الخوف
ياسين عز الدين
تساءل الكثيرون كيف من الممكن أن تتخلى الأجهزة الأمنية عن الاعتقال السياسي والاستدعاءات والتضييق على أبناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وتساءلوا عما إذا كان من الممكن أن تتخلى السلطة عن التنسيق الأمني واستحقاقاته بمجرد التوقيع على اتفاقية المصالحة، خصوصاً في ظل ضغوط أمريكية وصهيونية على السلطة من أجل إفشال المصالحة أو على الأقل حفظ المصالح الصهيونية وعلى رأسها التنسيق الأمني.
وفي ظل هذه الشكوك كان متوقعاً أن تستمر سياسة الاعتقال السياسي والاستدعاءات خلال الفترة الماضية، وكأنه لا توجد مصالحة، بالرغم من أن جلسات الحوار بدأت من أجل بحث سبل تطبيق بنود الاتفاقية وعلى رأسها اطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف المضايقات الأمنية.
وتضعنا هذه المعطيات أمام موقف معقد: فالمصالحة لا تسير بسلاسة ولا التلقائية التي تفترضها كلمة "عفا الله عما سلف ولنبدأ صفحة جديدة"، ومن جرب فتح يعلم أنها لا تلتزم بما عليها إلا إن كان عليها ضغوط، وفي المقابل لا يمكن العودة عن المصالحة لأسباب كثيرة جداً أبسطها وأكثرها بداهة أن وضع حماس في الضفة قبل المصالحة لم يكن بأصلح حال من الآن، وكانت تتعرض لحملة تجفيف منابع رأينا آثارها على المشاركة الضعيفة نسبياً في المسيرات التي دعت لها الحركة بعد التوقيع على اتفاقية المصالحة.
فكان لزاماً على أبناء حركة حماس التفكير بطريقة تعيد وجودهم إلى الساحة الضفاوية وتنتشل الوضع التنظيمي من الشلل الذي تعيشه، وصولاً إلى الضغط من أجل انتزاع حقهم المتمثل بوقف الاعتقالات السياسية والاستدعاءات وكافة أشكال المضايقة الأمنية، فمثل هذه الحقوق لا تنتزع في غرف التفاوض وحدها فالمتعارف عليه أن المفاوضات هي تحصيل للوضع الميداني.
رأينا الخطوات الأولى في الميدان عندما رفض عدد من الشباب تلبية الاستدعاءات مثل عبد الرحمن هندية من نابلس، ومهند الهيموني ومصعب حميدات من الخليل، وعمران مظلوم من رام الله، وجاء رفضهم بشكل علني وبلغة تحد، وهو يعكس انكسار حاجز الخوف لدى هؤلاء الشباب ويشجع غيرهم على كسر حاجز الخوف، وإن استمرت الأمور على هذا المنوال فستزداد القاعدة الرافضة للذهاب إلى الاستدعاءات مثل كرة الثلج المتدحرجة.
وهنا نتساءل وماذا بعد؟ فالأجهزة الأمنية لن تيأس وبالفعل اختطفت عبد الرحمن هندية (وما زال محتجزاً لحد اللحظة) واختطفت مهند الهيموني لمدة ثلاث ساعات، وقد يقول البعض أن الاحتلال سيقوم بالمهمة ويختطف الشباب، فما هي الفائدة المرتجاة من رفض الذهاب للاستدعاءات؟ وما هي الأثمان التي ستدفع وهل الشباب مستعدون لدفعها؟
عندما نتكلم عن عدم الذهاب للاستدعاءات فهي مجرد خطوة على طريق كسر حاجز الخوف، فما يشل حماس في الضفة هي حالة الخوف والانهيار النفسي التي يعيشها أبناء الحركة منذ أحداث 2007م، والمطلوب بعد المصالحة رفع معنوياتهم واقتحام المخاوف وتجديد الهمة، فمن الضروري عودة أبناء الحركة للعمل النشط في الجامعات والمساجد والميادين العامة والخاصة حتى يستمر تواصلهم مع جماهير شعبهم، خاصة في وقت يكثر الحديث عن انتفاضة ثالثة وضرورة الاستعداد لمسيرات العودة في شهر حزيران وتصعيد الوضع ضد المحتل الصهيوني.
الفائدة الأخرى هي تأزيم الموقف في الميدان، وهذه الوسيلة الوحيدة تقريباً لإجبار السلطة على الالتزام بما عليها، فبدون تأزيم سيتجاهلون كل شيء وسيجدون الأعذار والمبررات وسيتهربون كل مرة، من أراد وقف الاستدعاءات فليتوقف عن الذهاب ولتحصل أزمة وليتدخل بعدها "العقلاء" للحل، ونفس الشيء فليتحرك أهالي المعتقلين السياسيين وليكن كل يوم اعتصام ومسيرة وتحرك، وأيضاً المفصولين من الوظائف لأسباب سياسية، فتحرك جميع هذه الفئات على الأرض يحرك قضيتهم على طاولة المفاوضات ويساهم بشكل كبير باجبار السلطة على الالتزام والخضوع.
طبعاً هذه الفوائد لا تأتي بلا ثمن لذا يجب أن يكون هنالك من هو مستعد لدفع الثمن، وعبد الرحمن هندية قالها قبل اعتقاله أنه مستعد للاعتقال ولدفع ثمن إعلانه رفض الذهاب إلى الاستدعاء، وهذه نقطة هامة جداً يجب أن يدركها أبناء حماس في الضفة أنه بدون الاستعداد لدفع الأثمان فلن يحصل أي شيء، يجب أن يكون هنالك تضحية وهنالك تقبل للثمن، وليتذكروا الرعيل الأول في الضفة الذين كانت فتح تعذبهم في سجن مجدو (في بداية الانتفاضة الأولى) بسبب انتمائهم السياسي وكانت تطفئ أعقاب السجائر على أجسادهم مع ذلك لم يردعهم عن إعلان انتمائهم للحركة وبدون تردد أو خوف.
ليضع كل شاب من أبناء حماس في ذهنه أنه بتحديه الخوف فهو لا يسجل موقفاً فحسب، بل هو يساهم بكسر حالة الخوف التي ستعيد الحياة لحركة حماس في الضفة الغربية، وتنتشلها من سنوات القمع والضياع، وعندما نتكلم عن الحياة فهي ليست حياة رفاهية ودعة بل حياة جهاد وتحد، وهذه غاية كل منتم لحماس أو مؤيد لها.
ونشير هنا إلى حالة الضعف التنظيمي التي تعيشها الضفة الغربية بسبب تفريغها من قيادات الحركة وتوزعهم على سجون السلطة والكيان الصهيوني، ومن بقي منهم أكثرهم غير قادرين على القيام بالمهمة المطلوبة لسبب أو آخر، فلا بد من أبناء حماس الشباب أن يمتلكوا زمام المبادرة للعمل، وأن لا ينتظروا التعليمات لتأتيهم من هنا أو هناك (ما دام عملهم ضمن إطار السياسة العامة للحركة)، مثل صفحة "شباب الضفة يريدون اسقاط الاستدعاءات" على الفيسبوك وهي مبادرة ذاتية من بعض الشباب (وبعضهم حتى ليس عضواً في حماس)، وهي صفحة تلعب دوراً هاماً في تعبئة الرأي العام ضد الاستدعاءات.
ونستذكر هنا أن أبرز خلايا القسام العسكرية نشأت بمبادرة ذاتية قبل أن تنضم رسمياً للقسام، وخاصة الرعيل الأول مثل خلية صوريف والوحدة الخاصة من مخيم عناتا (التي خطفت نسيم طوليدانو) أو المجموعات التي شكلها الأسير معاذ بلال، فإن كان هذا على مستوى العمل العسكري فمن باب أولى أن نرى المبادرة الذاتية على مستوى العمل الجماهيري.
وفي المقابل يجب على النواب ورموز الحركة في الضفة الغربية أن يتحركوا ويثيروا قضية الاستدعاءات وأن يشاركوا بالاعتصامات وأن يستغلوا حضورهم الإعلامي (من خلال مؤتمر صحفي مثلاً)، فحضور قضية الشباب الرافضين للاستدعاءات واعتصامات أهالي المعتقلين في الإعلام يساهم وبشكل كبير في الضغط على السلطة والزامها بوقف ممارساتها.
إذن نحن نتكلم عن مرحلة جديدة لحماس في الضفة الغربية بعد المصالحة، مرحلة تهدف إلى أمرين: كسر حاجز الخوف لدى أبناء حماس ودفعهم للعمل مجدداً، وإجبار السلطة على خفض مضايقاتها الأمنية لأبناء الحركة، وذلك تمهيداً للمرحلة التالية مرحلة المواجهة مع الكيان الصهيوني، مع الإشارة إلى أن الصهاينة استبقوا الأحداث وبدأوا بشن حملة اعتقالات في صفوف قيادات حماس شملت على سبيل المثال: المهندس عيسى الجعبري والدكتور عدنان أبو تبانة والشيخ خالد الحاج والنائب علي رومانين.
وفي ظل هذه الشكوك كان متوقعاً أن تستمر سياسة الاعتقال السياسي والاستدعاءات خلال الفترة الماضية، وكأنه لا توجد مصالحة، بالرغم من أن جلسات الحوار بدأت من أجل بحث سبل تطبيق بنود الاتفاقية وعلى رأسها اطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف المضايقات الأمنية.
وتضعنا هذه المعطيات أمام موقف معقد: فالمصالحة لا تسير بسلاسة ولا التلقائية التي تفترضها كلمة "عفا الله عما سلف ولنبدأ صفحة جديدة"، ومن جرب فتح يعلم أنها لا تلتزم بما عليها إلا إن كان عليها ضغوط، وفي المقابل لا يمكن العودة عن المصالحة لأسباب كثيرة جداً أبسطها وأكثرها بداهة أن وضع حماس في الضفة قبل المصالحة لم يكن بأصلح حال من الآن، وكانت تتعرض لحملة تجفيف منابع رأينا آثارها على المشاركة الضعيفة نسبياً في المسيرات التي دعت لها الحركة بعد التوقيع على اتفاقية المصالحة.
فكان لزاماً على أبناء حركة حماس التفكير بطريقة تعيد وجودهم إلى الساحة الضفاوية وتنتشل الوضع التنظيمي من الشلل الذي تعيشه، وصولاً إلى الضغط من أجل انتزاع حقهم المتمثل بوقف الاعتقالات السياسية والاستدعاءات وكافة أشكال المضايقة الأمنية، فمثل هذه الحقوق لا تنتزع في غرف التفاوض وحدها فالمتعارف عليه أن المفاوضات هي تحصيل للوضع الميداني.
رأينا الخطوات الأولى في الميدان عندما رفض عدد من الشباب تلبية الاستدعاءات مثل عبد الرحمن هندية من نابلس، ومهند الهيموني ومصعب حميدات من الخليل، وعمران مظلوم من رام الله، وجاء رفضهم بشكل علني وبلغة تحد، وهو يعكس انكسار حاجز الخوف لدى هؤلاء الشباب ويشجع غيرهم على كسر حاجز الخوف، وإن استمرت الأمور على هذا المنوال فستزداد القاعدة الرافضة للذهاب إلى الاستدعاءات مثل كرة الثلج المتدحرجة.
وهنا نتساءل وماذا بعد؟ فالأجهزة الأمنية لن تيأس وبالفعل اختطفت عبد الرحمن هندية (وما زال محتجزاً لحد اللحظة) واختطفت مهند الهيموني لمدة ثلاث ساعات، وقد يقول البعض أن الاحتلال سيقوم بالمهمة ويختطف الشباب، فما هي الفائدة المرتجاة من رفض الذهاب للاستدعاءات؟ وما هي الأثمان التي ستدفع وهل الشباب مستعدون لدفعها؟
عندما نتكلم عن عدم الذهاب للاستدعاءات فهي مجرد خطوة على طريق كسر حاجز الخوف، فما يشل حماس في الضفة هي حالة الخوف والانهيار النفسي التي يعيشها أبناء الحركة منذ أحداث 2007م، والمطلوب بعد المصالحة رفع معنوياتهم واقتحام المخاوف وتجديد الهمة، فمن الضروري عودة أبناء الحركة للعمل النشط في الجامعات والمساجد والميادين العامة والخاصة حتى يستمر تواصلهم مع جماهير شعبهم، خاصة في وقت يكثر الحديث عن انتفاضة ثالثة وضرورة الاستعداد لمسيرات العودة في شهر حزيران وتصعيد الوضع ضد المحتل الصهيوني.
الفائدة الأخرى هي تأزيم الموقف في الميدان، وهذه الوسيلة الوحيدة تقريباً لإجبار السلطة على الالتزام بما عليها، فبدون تأزيم سيتجاهلون كل شيء وسيجدون الأعذار والمبررات وسيتهربون كل مرة، من أراد وقف الاستدعاءات فليتوقف عن الذهاب ولتحصل أزمة وليتدخل بعدها "العقلاء" للحل، ونفس الشيء فليتحرك أهالي المعتقلين السياسيين وليكن كل يوم اعتصام ومسيرة وتحرك، وأيضاً المفصولين من الوظائف لأسباب سياسية، فتحرك جميع هذه الفئات على الأرض يحرك قضيتهم على طاولة المفاوضات ويساهم بشكل كبير باجبار السلطة على الالتزام والخضوع.
طبعاً هذه الفوائد لا تأتي بلا ثمن لذا يجب أن يكون هنالك من هو مستعد لدفع الثمن، وعبد الرحمن هندية قالها قبل اعتقاله أنه مستعد للاعتقال ولدفع ثمن إعلانه رفض الذهاب إلى الاستدعاء، وهذه نقطة هامة جداً يجب أن يدركها أبناء حماس في الضفة أنه بدون الاستعداد لدفع الأثمان فلن يحصل أي شيء، يجب أن يكون هنالك تضحية وهنالك تقبل للثمن، وليتذكروا الرعيل الأول في الضفة الذين كانت فتح تعذبهم في سجن مجدو (في بداية الانتفاضة الأولى) بسبب انتمائهم السياسي وكانت تطفئ أعقاب السجائر على أجسادهم مع ذلك لم يردعهم عن إعلان انتمائهم للحركة وبدون تردد أو خوف.
ليضع كل شاب من أبناء حماس في ذهنه أنه بتحديه الخوف فهو لا يسجل موقفاً فحسب، بل هو يساهم بكسر حالة الخوف التي ستعيد الحياة لحركة حماس في الضفة الغربية، وتنتشلها من سنوات القمع والضياع، وعندما نتكلم عن الحياة فهي ليست حياة رفاهية ودعة بل حياة جهاد وتحد، وهذه غاية كل منتم لحماس أو مؤيد لها.
ونشير هنا إلى حالة الضعف التنظيمي التي تعيشها الضفة الغربية بسبب تفريغها من قيادات الحركة وتوزعهم على سجون السلطة والكيان الصهيوني، ومن بقي منهم أكثرهم غير قادرين على القيام بالمهمة المطلوبة لسبب أو آخر، فلا بد من أبناء حماس الشباب أن يمتلكوا زمام المبادرة للعمل، وأن لا ينتظروا التعليمات لتأتيهم من هنا أو هناك (ما دام عملهم ضمن إطار السياسة العامة للحركة)، مثل صفحة "شباب الضفة يريدون اسقاط الاستدعاءات" على الفيسبوك وهي مبادرة ذاتية من بعض الشباب (وبعضهم حتى ليس عضواً في حماس)، وهي صفحة تلعب دوراً هاماً في تعبئة الرأي العام ضد الاستدعاءات.
ونستذكر هنا أن أبرز خلايا القسام العسكرية نشأت بمبادرة ذاتية قبل أن تنضم رسمياً للقسام، وخاصة الرعيل الأول مثل خلية صوريف والوحدة الخاصة من مخيم عناتا (التي خطفت نسيم طوليدانو) أو المجموعات التي شكلها الأسير معاذ بلال، فإن كان هذا على مستوى العمل العسكري فمن باب أولى أن نرى المبادرة الذاتية على مستوى العمل الجماهيري.
وفي المقابل يجب على النواب ورموز الحركة في الضفة الغربية أن يتحركوا ويثيروا قضية الاستدعاءات وأن يشاركوا بالاعتصامات وأن يستغلوا حضورهم الإعلامي (من خلال مؤتمر صحفي مثلاً)، فحضور قضية الشباب الرافضين للاستدعاءات واعتصامات أهالي المعتقلين في الإعلام يساهم وبشكل كبير في الضغط على السلطة والزامها بوقف ممارساتها.
إذن نحن نتكلم عن مرحلة جديدة لحماس في الضفة الغربية بعد المصالحة، مرحلة تهدف إلى أمرين: كسر حاجز الخوف لدى أبناء حماس ودفعهم للعمل مجدداً، وإجبار السلطة على خفض مضايقاتها الأمنية لأبناء الحركة، وذلك تمهيداً للمرحلة التالية مرحلة المواجهة مع الكيان الصهيوني، مع الإشارة إلى أن الصهاينة استبقوا الأحداث وبدأوا بشن حملة اعتقالات في صفوف قيادات حماس شملت على سبيل المثال: المهندس عيسى الجعبري والدكتور عدنان أبو تبانة والشيخ خالد الحاج والنائب علي رومانين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية