رهانات فتح الخاسرة!
لمى خاطر
يوم الجمعة الفائت؛ خلال قمع أجهزة فتح مسيرة الخليل التي خرجت للتنديد بمجازر الانقلابيين في مصر، قلت لأحد الضباط: "إن هدفكم إيصال رسالة فعلية للسيسي بأنكم معه، وتضربون عن قوسه، علّه يحفظ لكم هذا الجميل". وحقيقة فقد كان ذلك اليوم إعلاناً من حركة فتح بإغلاق كوّة الانفراجة الأخيرة في مجال الحريات، والتي أعقبت سقوط مبارك، وكأن سلطتها في الضفة تتحرك على إيقاع المستبدين في مصر، ضعفاً أو تفرعُنا!
لم يقتصر انحياز حركة فتح لسلطة الانقلاب في مصر على قمع مسيرتي رام الله والخليل، اللتين خرجتا للتضامن مع الشعب المصري، فقد تلا ذلك موقف رسمي للسلطة يعلن التأييد للجيش المصري في حربه ضد (الإرهاب)، ووصل الأمر على الأرض حدّ اعتقال من يتحدث عن جرائم سلطة الانقلاب في مصر على منابر الجمعة، فيما تفنّن وزير الأوقاف الهباش في تخوين وتكفير من لا يعلن انحيازه لجيش مصر!
صحيح أن حركة فتح مثلها مثل كثير من الأحزاب والتنظيمات العربية التي انتشت بمظاهر سحق الإسلاميين وتشفّت بقتلهم وسحلهم، وزجّهم في السجون وإخضاعهم للتعذيب والمحاكمات العسكرية، خصوصاً أنها نفسها مارست شيئاً من هذا بحقّ حركة حماس في الضفة الغربية، لكنّ اندفاعها لتأييد انقلاب السيسي أولاً ثم لدمويته في قمع الإسلاميين له ما بعده، فالحركة تراهن على دور مصري قادم لمساعدتها في افتعال الفوضى الأمنية في غزة، وضد حكم حركة حماس هناك، ونسيت أو تناست أن حماس هزمت قطعان العمالة من عصابات القتل والحرق، في وقت كانت الحركة فيه أقلّ قوة مما هي عليه الآن، وأنها بعد ذلك هزمت إسرائيل مرتين خلال عدوانها على غزة وأفشلت أهداف عدوانها، ودون أن يحصل تسيّب داخلي جرّاء ظروف الحرب أو تنتشر الفوضى والفلتان!
إن حركة فتح اليوم، بمستوياتها المختلفة، السياسية والإعلامية والأمنية تمارس عملية صناعة كراهية بغيضة، وهي ترمي من خلالها لتهيئة المزاج العام داخل صفوفها لتقبّل فكرة إبادة الآخر دموياً وإخراجه نهائياً من المشهد، لكنها تنسى في خضّم ذلك أن حركة حماس تمثّل رأس حربة مقاومة المحتل في فلسطين، وهي الحقيقة التي يدركها غالبية الفلسطينيين، ولأجلها يحملون وفاءً وتأييداً كبيرين للحركة التي لم يمرّ عام بعد على انتصارها في آخر حرب على الاحتلال، مما يعني أن حماس ستظلّ الطرف الأوفر حظّاً من أوراق القوة، ومرونة وحرية الخيارات، وثوريتها أيضا، وأن محاولة إسقاط تجارب محاربة الإسلاميين في أي بلد عربي على فلسطين لن تنجح مهما اجتهدت حركة فتح في سبيل ذلك، بعد أن أعماها الحقد، وغدا العداء لحماس ومشروعها يشكّل أهم أولوية لديها.
والأهم من كل ذلك أن هذا المسار الجنوني والأعمى الذي تنتهجه حركة فتح، ستكون هي أول ضحاياه، لأنها لا تشطب فقط بسببه تاريخها وتنبذ مشروع التحرير مقابل تخندقها في خانة الطغاة ومجرمي الحرب، بل تحدث جداراً عازلاً حول نفسها مناوئاً لإرادة أمة بأكملها، وهي إرادة تدين كل الأطراف التي تناصر الطغاة، وتسجّل لها مواقفها لتدرجها في لائحة العار التاريخية الأبدية، التي لن ينفع بعدها تراجع أو اعتذار! .
لمى خاطر
يوم الجمعة الفائت؛ خلال قمع أجهزة فتح مسيرة الخليل التي خرجت للتنديد بمجازر الانقلابيين في مصر، قلت لأحد الضباط: "إن هدفكم إيصال رسالة فعلية للسيسي بأنكم معه، وتضربون عن قوسه، علّه يحفظ لكم هذا الجميل". وحقيقة فقد كان ذلك اليوم إعلاناً من حركة فتح بإغلاق كوّة الانفراجة الأخيرة في مجال الحريات، والتي أعقبت سقوط مبارك، وكأن سلطتها في الضفة تتحرك على إيقاع المستبدين في مصر، ضعفاً أو تفرعُنا!
لم يقتصر انحياز حركة فتح لسلطة الانقلاب في مصر على قمع مسيرتي رام الله والخليل، اللتين خرجتا للتضامن مع الشعب المصري، فقد تلا ذلك موقف رسمي للسلطة يعلن التأييد للجيش المصري في حربه ضد (الإرهاب)، ووصل الأمر على الأرض حدّ اعتقال من يتحدث عن جرائم سلطة الانقلاب في مصر على منابر الجمعة، فيما تفنّن وزير الأوقاف الهباش في تخوين وتكفير من لا يعلن انحيازه لجيش مصر!
صحيح أن حركة فتح مثلها مثل كثير من الأحزاب والتنظيمات العربية التي انتشت بمظاهر سحق الإسلاميين وتشفّت بقتلهم وسحلهم، وزجّهم في السجون وإخضاعهم للتعذيب والمحاكمات العسكرية، خصوصاً أنها نفسها مارست شيئاً من هذا بحقّ حركة حماس في الضفة الغربية، لكنّ اندفاعها لتأييد انقلاب السيسي أولاً ثم لدمويته في قمع الإسلاميين له ما بعده، فالحركة تراهن على دور مصري قادم لمساعدتها في افتعال الفوضى الأمنية في غزة، وضد حكم حركة حماس هناك، ونسيت أو تناست أن حماس هزمت قطعان العمالة من عصابات القتل والحرق، في وقت كانت الحركة فيه أقلّ قوة مما هي عليه الآن، وأنها بعد ذلك هزمت إسرائيل مرتين خلال عدوانها على غزة وأفشلت أهداف عدوانها، ودون أن يحصل تسيّب داخلي جرّاء ظروف الحرب أو تنتشر الفوضى والفلتان!
إن حركة فتح اليوم، بمستوياتها المختلفة، السياسية والإعلامية والأمنية تمارس عملية صناعة كراهية بغيضة، وهي ترمي من خلالها لتهيئة المزاج العام داخل صفوفها لتقبّل فكرة إبادة الآخر دموياً وإخراجه نهائياً من المشهد، لكنها تنسى في خضّم ذلك أن حركة حماس تمثّل رأس حربة مقاومة المحتل في فلسطين، وهي الحقيقة التي يدركها غالبية الفلسطينيين، ولأجلها يحملون وفاءً وتأييداً كبيرين للحركة التي لم يمرّ عام بعد على انتصارها في آخر حرب على الاحتلال، مما يعني أن حماس ستظلّ الطرف الأوفر حظّاً من أوراق القوة، ومرونة وحرية الخيارات، وثوريتها أيضا، وأن محاولة إسقاط تجارب محاربة الإسلاميين في أي بلد عربي على فلسطين لن تنجح مهما اجتهدت حركة فتح في سبيل ذلك، بعد أن أعماها الحقد، وغدا العداء لحماس ومشروعها يشكّل أهم أولوية لديها.
والأهم من كل ذلك أن هذا المسار الجنوني والأعمى الذي تنتهجه حركة فتح، ستكون هي أول ضحاياه، لأنها لا تشطب فقط بسببه تاريخها وتنبذ مشروع التحرير مقابل تخندقها في خانة الطغاة ومجرمي الحرب، بل تحدث جداراً عازلاً حول نفسها مناوئاً لإرادة أمة بأكملها، وهي إرادة تدين كل الأطراف التي تناصر الطغاة، وتسجّل لها مواقفها لتدرجها في لائحة العار التاريخية الأبدية، التي لن ينفع بعدها تراجع أو اعتذار! .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية