زوروا القدس محررين لا خانعين ...بقلم : عبد الستار قاسم

الثلاثاء 06 مارس 2012

زوروا القدس محررين لا خانعين




عبد الستار قاسم

دعا السيد محمود عباس في مؤتمر الدوحة الخاص بالقدس العرب والمسلمين لزيارة القدس كإشارة منهم على التمسك بالمدينة المقدسة في مواجهة التهويد، وقال إن مثل هذه الزيارات ليست تطبيعا مع إسرائيل. وقد استجاب أغلب خطباء مساجد الضفة الغربية يوم الجمعة الموافق 2/أذار/2012 لمقولة السيد عباس، وكرروا الدعوة للعرب والمسلمين لزيارة الديار المقدسة، وهاجموا الشيخ القرضاوي لأنه حرم زيارة القدس تحت حراب العدو، معتبرا ذلك تطبيعا مع إسرائيل. وقد قارن بعض الخطباء هذه الزيارة بمحاولة الرسول عليه الصلاة والسلام زيارة مكة وهي تحت سلطان أعدائه من الكفار.

حاول الرسول عليه الصلاة والسلام زيارة مكة وسيفه بيده، وقد اختار له الله سبحانه ألا يُكمل المشوار لصالح صلح الحديبية. لم يعمل رسول الله على زيارة مكة خاضعا ذليلا، وإنما ذهب مدججا بالسلاح وبشعور كبير بالأنفة والقوة. يقول سبحانه في سورة الفتح: وَعَدَكُمُ اللَّـهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٢٠﴾ وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّـهُ بِهَا ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ﴿٢١﴾ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٢٢﴾ واضح من سياق الآيات أنه (لو) دارت معركة بين المسلمين والكفار في الحديبية لانتصر المسلمون، لكن الله سبحانه اختار الصلح على النصر لأسباب أحاط الله بها. ولهذا لا يجوز إطلاقا المقارنة بين ما أراد الله وما يريد السيد أبو مازن.

تتطلب زيارة القدس من قبل عرب ومسلمين ذهاب الراغب بالزيارة إلى سفارة إسرائيلية أو قنصلية أو ممثلية، وتتطلب منه تقديم طلب تأشيرة دخول. وربما عليه أن يدفع رسوم تأشيرة، وعليه أن يدفع رسوم دخول مطار اللد الذي تسيطر عليه إسرائيل، وعليه أيضا أن ينفق أموالا يذهب جزء كبير منها إلى الإسرائيليين. ومن المحتمل أن تطلبه المخابرات الإسرائيلية وتتعقبه من أجل تجنيده جاسوسا لها أو عميلا يقدم لها المعلومات المتنوعة، الخ. هذا من شأنه أن يدعم الخزانة الإسرائيلية التي تدعم جيش إسرائيل الذي يحتل القدس.

الزيارة عبارة عن تطبيع مع العدو، وهي تتم تحت حراب العدو ووفق إرادته وبإذنه. وهذا بحد ذاته اعتراف بإسرائيل وباحتلالها للمدينة المقدسة.

على من يريد القدس أن يأتي محررا، وبدل أن يأتي بأمواله ينفقها لمنفعة إسرائيل، عليه أن يجرد سيفه ويزحف نحو القدس. عليه أن يأتي إلى القدس رافع الرأس شهما أبيا، لا محني الرقبة ومذلل الأذنين. هكذا ستفهم إسرائيل أن القدس مقدسة، وأن هناك من يثأر لها قولا وعملا.

لا يحق لمن يصافح إسرائيل أن يتحدث عن القدس، ولا من يقيم العلاقات معها سواء تجارية أو سياسية او أمنية أو اقتصادية أو تجارية أو ديبلوماسية. كفانا دجلا وكذبا.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية