في الذكرى الـ50 لإنطلاقتها
ساق الله: فتح مطالبة بتفعيل دور الشباب والعودة للكفاح المسلح
الكاتب هشام ساق الله
دعا الكاتب هشام ساق الله، صاحب مدونة "مشاغبات سياسية"، وأحد كوادر حركة فتح القدامى، حركته إلى انتهاج مبدأ التجديد في العمل الحركي، وتفعيل فئة الشباب والعودة للكفاح المسلح، الذي يعد أساس انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني.
وفي الذكرى الـ50 لذكرى انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، يعرب ساق الله عن تشاؤمه من مخرجات مؤتمر حركة فتح القادم، لأنه "مفصل تفصيلاً كاملاً"، كما قال، بعد أن انصهرت الحركة، وذابت في السلطة بشكل كامل، وأصبح "محمود عباس" رئيس السلطة والقائد العام لفتح هو من يقرر، ولا يجرؤ أحد على مخالفته.
ويستبعد ساق الله، في حوار شامل بذكرى انطلاقة فتح مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن تكون حركته تحمل رؤية سياسية خاصة ومستقلة عن السلطة الفلسطينية، بعد أن انخرطت بشكل كامل في مشروع التسوية ونبذت الكفاح المسلح وتبرأت منه، فأصبحت "فتح" ليست "فتح"-على حد قوله.
ويرى ساق الله، أن هناك فرقا كبيرا بين رؤية الكادر الفتحاوي ورؤية أعضاء اللجنة المركزية، وعلى رأسهم رئيس السلطة محمود عباس، الذي أصبح هو من يقرر مواقف حركة فتح بعد أن انصهرت بشكل كبير في مؤسسة السلطة الفلسطينية.
ولا تحمل حركة "فتح"، بحسب ساق الله، وهي في ذكرى انطلاقتها الخمسين رؤى أو مواقف مستقلة، خاصة في التعامل مع الاحتلال والأسرى وركائز القضية، لأنها منساقة بشكل كامل مع السلطة، وهو زمن يختلف كثيراً عن زمن الثورة والمواقف المختلفة.
ويضيف: "ربما هرم قادة فتح بعد خمسين سنة، ولم تعد فتح تملك مواقف خاصة بها، فالناطقون باسم فتح ينطقون باسم السلطة، ومواقف فتح كلها أصبحت مواقف السلطة الفلسطينية؛ لذا اختلطت كل المواقف، وذابت فتح وغابت شخصيتها المستقلة، لتتطابق كلياً مع السلطة، والحقيقة أن فتح ليست السلطة".
وحسب قراءة ساق الله لواقع "فتح"؛ فإن أعضاء اللجنة المركزية في فتح لا يجرؤون على مخالفة عباس الرأي، ولا حتى القادة المعارضين من قبيل "محمد دحلان"، فالرئيس عباس هو القائد العام للحركة، وفي ظل عدم وجود معارضة وديمقراطية حقيقية يبقى رأيه ملزم.
ويتابع: "عباس هو من يفصّل الأصول والفروع، وبقية أعضاء اللجنة المركزية تلاميذ، عباس قائد فتح ورئيس السلطة وكل شيء، ولا يستطيع خبراء السياسة اليوم التفرقة بين مواقف فتح ومواقف السلطة، فلا يوجد خصوصية لفتح! من يعود للمقاومة ويستخدمها؛ يعود بفتح لأيام العمل السرّي، لكن هذا بعيد".
وحول قراءة لعلاقة قيادة فتح بالقاعدة الشعبية وبالجيل الشاب، يوضح ساق الله بالقول: "أبناء حركة فتح يترقبون في ذكرى انطلاق الثورة من كل سنة، نبأ وقوع عملية مقاومة عسكرية، لكن تحول حركة فتح من المقاومة المسلحة إلى العملية السياسية، وتبني عملية التسوية، غيّب أهداف ونهج الحركة الذي انطلقت من أجله".
ويرى ساق الله أن غياب النهج والأهداف، نتج عنه "غياب الخيارات الأخرى غير خيار عملية التسوية"، إلا إذا عادت لما وصفه بحركة "فتح الأصلية"، التي جسدت أول حركة تحرر فلسطينية، وهو ما سيفتح أمامها الخيارات الكثيرة من جديد، وعلى رأسها مقاومة الاحتلال التي كفلها القانون الدولي، لتكون المفاوضات من الخيارات، وليست كل الخيارات مفاوضات.
وحول خيار الكفاح المسلح الذي رفعته الحركة منذ انطلاقتها، يعلّق بالقول: "الكفاح المسلح كان أساس انطلاق حركة فتح قبل 50 سنة، لكنها اليوم أصبحت تتبرأ من الكفاح المسلح، وتخاف على الامتيازات وبطاقة الشخصيات المهمة (VIP)، وتخشى من غضب بعض الدول، الحياة ليست مفاوضات، كما قال صائب عريقات في كتابه".
ويستذكر ساق الله شعار فتح القديم الذي يقول: "يد تزرع انتصارات ويد تحصد نتائج المقاومة، لكن للأسف لم تعد فتح تملك لا مقاومة ولا مفاوضات".
وفي التطرق لتعاطي حركة فتح مع ملف التنسيق الأمني، كأحد مسلمات السلطة الفلسطينية، حتى في ظل ما يؤثر من انعكاسات على صورتها الوطنية، يفضل الكاتب ساق الله عدم التركيز على هذه المشكلة على اعتبار أن "التنسيق الأمني" كان أحد ركائز اتفاق "أوسلو"، وهناك من ينسق فوق وتحت الطاولة، لكن المشكلة الحقيقية، برأيه، أن فتح وضعت البيض كله في سلة واحدة، حين حصرت كل خياراتها في المفاوضات.
وحول قراءته لمؤتمر فتح السابع، المنتظر عقده خلال الفترة المقبلة، يشير الكاتب ساق الله، أن هذا المؤتمر لن يأتي بجديد؛ فهو "مفصّل تفصيلا كاملا، ولن يفلح بحل مشاكل فتح التي لابد وأن تتجدد بطرح خيارات أخرى غير السلام مع الاحتلال، وأن يكون للشباب دور في قيادة الحركة".
ويتابع: "من غير المعقول أن يظل متوسط أعمار أعضاء اللجنة المركزية فوق 60 سنة، بينما كانت أعمارهم في أوج انتصارات الثورة أقل من 30 سنة، بعد نصف قرن الكل صامت، ولا أحد يعرف من سيكون من أعضاء المؤتمر السابع، فالانتخابات الداخلية (للأقاليم) تتم حسب التفصيل، وهناك قطاعات كبيرة خارج هذا التمثيل".
ويرى ساق الله، أنه بحسب قرار الرجل الأول في حركة فتح محمود عباس؛ فإن الأعضاء في المؤتمر هم 1000 عضو فقط، ويعقب الكاتب ساق الله على ذلك بالقول: "لا أحد يدري هل المؤتمر سيكون منضبطا مثل أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، أو أنه بداية الهاوية نحو انشقاق جديد لكل الذين لم يمثلوا بهذا المؤتمر".
ويرجع ساق الله بالزمن للوراء، مستذكراً كيف أن حركة فتح كانت تنظيم يعتمد قراراته بالإجماع، ويقول: "كل عضو له صوت في الخلية أو بالجناح أو بالمنطقة أو بلجنة الإقليم أو بالمجلس الثوري أو باللجنة المركزية، والآن أصبح تنظيم يقاد كله بما يريده القائد العام يلغي الجميع حقوقهم بالمناقشة والاعتراض، نعم ألغوا عقولهم وصلاحياتهم".
وفي سؤالنا الأخير للكاتب ساق الله، حول طبيعة مفهوم الشركة والمصالحة ما بين حركة فتح وحماس، يوضح بالقول: "موضوع الشراكة والمصالحة هو كذب في كذب، ﻻ يوجد مصالحة بين حماس وفتح، كل منهما يعمل لأجندته الخاصة، والشعب هو الضحية، ويبدو أنهما متفقتان فقط على إبقاء الحال على ما هو عليه، ومعاناة الشعب تزيد كل يوم، أي مصالحة وأي حكومات التي لم تتمكن من إقامة عامود بناء واحد.. لقد فقدت شقتي في الحرب وكافة ممتلكاتي، ولم يتغير حالي كآﻻف الأسر حتى الآن"، على حد تعبيره.
ساق الله: فتح مطالبة بتفعيل دور الشباب والعودة للكفاح المسلح
الكاتب هشام ساق الله
دعا الكاتب هشام ساق الله، صاحب مدونة "مشاغبات سياسية"، وأحد كوادر حركة فتح القدامى، حركته إلى انتهاج مبدأ التجديد في العمل الحركي، وتفعيل فئة الشباب والعودة للكفاح المسلح، الذي يعد أساس انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني.
وفي الذكرى الـ50 لذكرى انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، يعرب ساق الله عن تشاؤمه من مخرجات مؤتمر حركة فتح القادم، لأنه "مفصل تفصيلاً كاملاً"، كما قال، بعد أن انصهرت الحركة، وذابت في السلطة بشكل كامل، وأصبح "محمود عباس" رئيس السلطة والقائد العام لفتح هو من يقرر، ولا يجرؤ أحد على مخالفته.
ويستبعد ساق الله، في حوار شامل بذكرى انطلاقة فتح مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن تكون حركته تحمل رؤية سياسية خاصة ومستقلة عن السلطة الفلسطينية، بعد أن انخرطت بشكل كامل في مشروع التسوية ونبذت الكفاح المسلح وتبرأت منه، فأصبحت "فتح" ليست "فتح"-على حد قوله.
انصهار بالسلطة
ولا تحمل حركة "فتح"، بحسب ساق الله، وهي في ذكرى انطلاقتها الخمسين رؤى أو مواقف مستقلة، خاصة في التعامل مع الاحتلال والأسرى وركائز القضية، لأنها منساقة بشكل كامل مع السلطة، وهو زمن يختلف كثيراً عن زمن الثورة والمواقف المختلفة.
ويضيف: "ربما هرم قادة فتح بعد خمسين سنة، ولم تعد فتح تملك مواقف خاصة بها، فالناطقون باسم فتح ينطقون باسم السلطة، ومواقف فتح كلها أصبحت مواقف السلطة الفلسطينية؛ لذا اختلطت كل المواقف، وذابت فتح وغابت شخصيتها المستقلة، لتتطابق كلياً مع السلطة، والحقيقة أن فتح ليست السلطة".
وحسب قراءة ساق الله لواقع "فتح"؛ فإن أعضاء اللجنة المركزية في فتح لا يجرؤون على مخالفة عباس الرأي، ولا حتى القادة المعارضين من قبيل "محمد دحلان"، فالرئيس عباس هو القائد العام للحركة، وفي ظل عدم وجود معارضة وديمقراطية حقيقية يبقى رأيه ملزم.
ويتابع: "عباس هو من يفصّل الأصول والفروع، وبقية أعضاء اللجنة المركزية تلاميذ، عباس قائد فتح ورئيس السلطة وكل شيء، ولا يستطيع خبراء السياسة اليوم التفرقة بين مواقف فتح ومواقف السلطة، فلا يوجد خصوصية لفتح! من يعود للمقاومة ويستخدمها؛ يعود بفتح لأيام العمل السرّي، لكن هذا بعيد".
غياب للنهج والأهداف
ويرى ساق الله أن غياب النهج والأهداف، نتج عنه "غياب الخيارات الأخرى غير خيار عملية التسوية"، إلا إذا عادت لما وصفه بحركة "فتح الأصلية"، التي جسدت أول حركة تحرر فلسطينية، وهو ما سيفتح أمامها الخيارات الكثيرة من جديد، وعلى رأسها مقاومة الاحتلال التي كفلها القانون الدولي، لتكون المفاوضات من الخيارات، وليست كل الخيارات مفاوضات.
وحول خيار الكفاح المسلح الذي رفعته الحركة منذ انطلاقتها، يعلّق بالقول: "الكفاح المسلح كان أساس انطلاق حركة فتح قبل 50 سنة، لكنها اليوم أصبحت تتبرأ من الكفاح المسلح، وتخاف على الامتيازات وبطاقة الشخصيات المهمة (VIP)، وتخشى من غضب بعض الدول، الحياة ليست مفاوضات، كما قال صائب عريقات في كتابه".
ويستذكر ساق الله شعار فتح القديم الذي يقول: "يد تزرع انتصارات ويد تحصد نتائج المقاومة، لكن للأسف لم تعد فتح تملك لا مقاومة ولا مفاوضات".
وفي التطرق لتعاطي حركة فتح مع ملف التنسيق الأمني، كأحد مسلمات السلطة الفلسطينية، حتى في ظل ما يؤثر من انعكاسات على صورتها الوطنية، يفضل الكاتب ساق الله عدم التركيز على هذه المشكلة على اعتبار أن "التنسيق الأمني" كان أحد ركائز اتفاق "أوسلو"، وهناك من ينسق فوق وتحت الطاولة، لكن المشكلة الحقيقية، برأيه، أن فتح وضعت البيض كله في سلة واحدة، حين حصرت كل خياراتها في المفاوضات.
مؤتمر فتح السابع
ويتابع: "من غير المعقول أن يظل متوسط أعمار أعضاء اللجنة المركزية فوق 60 سنة، بينما كانت أعمارهم في أوج انتصارات الثورة أقل من 30 سنة، بعد نصف قرن الكل صامت، ولا أحد يعرف من سيكون من أعضاء المؤتمر السابع، فالانتخابات الداخلية (للأقاليم) تتم حسب التفصيل، وهناك قطاعات كبيرة خارج هذا التمثيل".
ويرى ساق الله، أنه بحسب قرار الرجل الأول في حركة فتح محمود عباس؛ فإن الأعضاء في المؤتمر هم 1000 عضو فقط، ويعقب الكاتب ساق الله على ذلك بالقول: "لا أحد يدري هل المؤتمر سيكون منضبطا مثل أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، أو أنه بداية الهاوية نحو انشقاق جديد لكل الذين لم يمثلوا بهذا المؤتمر".
ويرجع ساق الله بالزمن للوراء، مستذكراً كيف أن حركة فتح كانت تنظيم يعتمد قراراته بالإجماع، ويقول: "كل عضو له صوت في الخلية أو بالجناح أو بالمنطقة أو بلجنة الإقليم أو بالمجلس الثوري أو باللجنة المركزية، والآن أصبح تنظيم يقاد كله بما يريده القائد العام يلغي الجميع حقوقهم بالمناقشة والاعتراض، نعم ألغوا عقولهم وصلاحياتهم".
وفي سؤالنا الأخير للكاتب ساق الله، حول طبيعة مفهوم الشركة والمصالحة ما بين حركة فتح وحماس، يوضح بالقول: "موضوع الشراكة والمصالحة هو كذب في كذب، ﻻ يوجد مصالحة بين حماس وفتح، كل منهما يعمل لأجندته الخاصة، والشعب هو الضحية، ويبدو أنهما متفقتان فقط على إبقاء الحال على ما هو عليه، ومعاناة الشعب تزيد كل يوم، أي مصالحة وأي حكومات التي لم تتمكن من إقامة عامود بناء واحد.. لقد فقدت شقتي في الحرب وكافة ممتلكاتي، ولم يتغير حالي كآﻻف الأسر حتى الآن"، على حد تعبيره.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية