سامر .. رجل التحدي والمقاومة بامتياز
بقلم : عبد الناصر فروانة
جسد منهك ومدمر، مقعد على كرسي متحرك، وعظام هشة ينخرها الألم، وأيادي مكبلة في الأصفاد، لرجل فلسطيني أوقد شعلة العام الجديد بإصرار غير مسبوق، لا بد وأن يحقق خلاله الانتصار.
رجل أعزل ( لا ) يملك من السلاح سوى سلاح الإرادة والعزيمة، يتحدى بجوعه وصبره جيش جرار بعنجهيته وأسلحته الفتاكة، ويخوض معركة الأمعاء الخاوية لنحو تسعة شهور .. لا بد وأن ينتصر.
أسير يقبع في زنزانة ضيقة ومعتمة ، يتعرض لإجراءات وممارسات ظالمة، وعقوبات ومضايقات لا إنسانية وإهمال طبي متعمد، ولم يستسلم مع رفض مطلق لكل عروض الإبعاد، وهو من قال أن غزة ليست كالقدس ولن تكون بديلا عنها، ويُصر على حق العودة للقدس الشريف ولحي العيسوية حيا كان أم شهيداً .. لهو أسير غير عادي وحتما سينتصر وانتصر على الإبعاد.
إنه " سامر العيساوي " ذاك الرجل الفلسطيني ، المناضل العنيد والأسير الصلب الذي تتلمذ في مدارس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وتفولذ في جامعات "عمر القاسم" خلف قضبان السجون ، ومارس بجسده وجوعه المقاومة السلمية المشروعة بامتياز.
"سامر الفلسطيني" مقدسي المولد والنشأة، وقف بجوعه وعطشه ومن على كرسيه المتحرك في وجه السياسة (الإسرائيلية) وقوانينها الظالمة وإجراءاتها القمعية متحملا خطورة الوضع الصحي الذي مَرَ به ، ويتحدى السجان ومن يقف خلفه وينوب عن الأسرى وعنا جميعا بإرادة لا تلين وأمعاء خاوية قادرة على الانتصار وانتصرت، لهو جدير لأن يكون رجل التحدي والمقاومة بامتياز.
" سامر الفلسطيني " يسجل بإضرابه الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة وصموده الأسطوري نموذجاً فردياً وملحمة فريدة ، قلما شهدتها السجون في (إسرائيل) والعالم قاطبة ، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويحفر اسمه بحروف من نور في سجلات التاريخ .. تاريخ الشرف والمجد والبطولات والعدالة.
" سامر " تحول إلى حالة رمزية ونضالية أذهلتنا جميعاً وفاقت كل توقعاتنا ، وأدهشتنا وأدهشت الجميع بمن فيهم أعدائه ، بل تخطت الدهشة لتصل درجة الانبهار ، فاستحق لأن يكون مفخرة لنا ولأحرار العالم أجمع.
" سامر طارق العيساوي " .. فلسطيني الهوية والانتماء ، ولد بتاريخ 16 ديسمبر / كانون أول عام 1979 في قرية العيسوية شمال شرق مدينة القدس المحتلة، وينحدر من عائلة عريقة فجده كان من الأوائل الذين انضموا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فيما استشهدت وجدته خلال سنوات الانتفاضة الأولى، وشقيقه البكر " فادي " استشهد أواخر العام 1994.
في حين تعرض كافة أفراد أسرته للاعتقال ، حيث عانى والده ووالدته في السبعينات مرارة السجن ، فيما تعرض إخوانه وأخواته الستة للاعتقال في سنوات لاحقة .
" سامر " .. مناضل عنيد ، انتمى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي يتزعمها الرفيق " نايف حواتمة " ، وتتلمذ في مدارسها ، والتحق بمجموعاتها الكفاحية فاعتقل في ابريل / نيسان عام 2002 وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاماً ، وخلال سنوات اعتقاله تفولذ في جامعات الشهيد " عمر القاسم " خلف قضبان السجون ، ليتحرر بعد أقل من عشر سنوات وذلك في الثامن عشر من أكتوبر من عام 2011 .في إطار صفقة تبادل " شاليط " وما يُطلق عليها الفلسطينيون " وفاء الأحرار ".
في السابع من تموز من العام الماضي أعيد اعتقاله بتهمة تجاوزه حدود مدينة القدس وزيارة مدينة رام الله بما يخالف بنود الصفقة وفقا لادعاءات النيابة العسكرية (الإسرائيلية) التي طالب بإعادته للسجن وإكماله للفترة المتبقية له من الحكم السابق والبالغة قرابة عشرين سنة.
" سامر " لم يستسلم ولم ينهَر وأراد التحدي للعنجهية (الإسرائيلية) بأمعائه الخاوية ، فقرر الإضراب عن الطعام في الأول من آب / أغسطس من العام الماضي ، أي بعد أقل من شهر من اعتقاله ، واستمر في إضرابه حتى صباح يوم الثلاثاء الماضي الموافق الثالث والعشرين من ابريل / نيسان الجاري.
خلال الشهور التسعة من إضرابه تعرض للضغط والابتزاز والمساومة ، تعرض للإهمال الطبي والمضايقات ، وقدم له عروض كثيرة ، إلا أنه صمد وأصر على تحقيق الانتصار بالعودة للقدس ، وأخيرا انتصر وحقق ما أراد حينما وافقت إدارة السجون على إطلاق سراحه إلى القدس بعد قضاء ثمانية شهور فقط في سجونها ، ليؤكد بأن الإنسان وان كان أعزلاً ومكبلاً في الأصفاد في سجون الاحتلال فهو يمتلك من الإرادة والعزيمة والقوة ما تُؤهله لأن يحقق الانتصار إذا ما قرر وأصر على ذلك.
سامر .. الذي آمن بالحرية والعودة للقدس ، وتشبث بحقه بالمقاومة السلمية المشروعة انتصر بإرادته وعزيمته التي أذهلت العالم .. فهنيئا لك ولنا هذا الانتصار.
سامر .. لم يكن بحاجة إلى كل تلك البيانات وكلمات الثناء والإشادة عقب تحقيقه الانتصار الرائع ، وان كان يستحق من الكلمات أكثر مما قيل ويقال ، فهو أسطورة وملحمة بطولية متميزة.
وإنما " سامر " كان بحاجة ماسة إلى فعل حقيقي (رسمي وشعبي ومؤسساتي وحقوقي) يسانده في معركته التي قادها بجوعه وأمعائه ... كان بحاجة إلى فعل يقّصر فترة إضرابه .. !! ولو كان أدائنا أفضل ومساندتنا له أكبر وأقوى لما طال إضرابه لتسعة شهور متواصلة .
فهل يا ترى باقي الأسرى المضربين عن الطعام والأسرى عموما سيضطرون لخوض إضراب يستمر تسعة شهور وربما أكثر كي يغيروا من واقعهم المرير ؟ أم أننا سنستخلص العبر وسنستفيد من التجربة ..!
بقلم : عبد الناصر فروانة
جسد منهك ومدمر، مقعد على كرسي متحرك، وعظام هشة ينخرها الألم، وأيادي مكبلة في الأصفاد، لرجل فلسطيني أوقد شعلة العام الجديد بإصرار غير مسبوق، لا بد وأن يحقق خلاله الانتصار.
رجل أعزل ( لا ) يملك من السلاح سوى سلاح الإرادة والعزيمة، يتحدى بجوعه وصبره جيش جرار بعنجهيته وأسلحته الفتاكة، ويخوض معركة الأمعاء الخاوية لنحو تسعة شهور .. لا بد وأن ينتصر.
أسير يقبع في زنزانة ضيقة ومعتمة ، يتعرض لإجراءات وممارسات ظالمة، وعقوبات ومضايقات لا إنسانية وإهمال طبي متعمد، ولم يستسلم مع رفض مطلق لكل عروض الإبعاد، وهو من قال أن غزة ليست كالقدس ولن تكون بديلا عنها، ويُصر على حق العودة للقدس الشريف ولحي العيسوية حيا كان أم شهيداً .. لهو أسير غير عادي وحتما سينتصر وانتصر على الإبعاد.
إنه " سامر العيساوي " ذاك الرجل الفلسطيني ، المناضل العنيد والأسير الصلب الذي تتلمذ في مدارس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وتفولذ في جامعات "عمر القاسم" خلف قضبان السجون ، ومارس بجسده وجوعه المقاومة السلمية المشروعة بامتياز.
"سامر الفلسطيني" مقدسي المولد والنشأة، وقف بجوعه وعطشه ومن على كرسيه المتحرك في وجه السياسة (الإسرائيلية) وقوانينها الظالمة وإجراءاتها القمعية متحملا خطورة الوضع الصحي الذي مَرَ به ، ويتحدى السجان ومن يقف خلفه وينوب عن الأسرى وعنا جميعا بإرادة لا تلين وأمعاء خاوية قادرة على الانتصار وانتصرت، لهو جدير لأن يكون رجل التحدي والمقاومة بامتياز.
" سامر الفلسطيني " يسجل بإضرابه الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة وصموده الأسطوري نموذجاً فردياً وملحمة فريدة ، قلما شهدتها السجون في (إسرائيل) والعالم قاطبة ، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويحفر اسمه بحروف من نور في سجلات التاريخ .. تاريخ الشرف والمجد والبطولات والعدالة.
" سامر " تحول إلى حالة رمزية ونضالية أذهلتنا جميعاً وفاقت كل توقعاتنا ، وأدهشتنا وأدهشت الجميع بمن فيهم أعدائه ، بل تخطت الدهشة لتصل درجة الانبهار ، فاستحق لأن يكون مفخرة لنا ولأحرار العالم أجمع.
" سامر طارق العيساوي " .. فلسطيني الهوية والانتماء ، ولد بتاريخ 16 ديسمبر / كانون أول عام 1979 في قرية العيسوية شمال شرق مدينة القدس المحتلة، وينحدر من عائلة عريقة فجده كان من الأوائل الذين انضموا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فيما استشهدت وجدته خلال سنوات الانتفاضة الأولى، وشقيقه البكر " فادي " استشهد أواخر العام 1994.
في حين تعرض كافة أفراد أسرته للاعتقال ، حيث عانى والده ووالدته في السبعينات مرارة السجن ، فيما تعرض إخوانه وأخواته الستة للاعتقال في سنوات لاحقة .
" سامر " .. مناضل عنيد ، انتمى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي يتزعمها الرفيق " نايف حواتمة " ، وتتلمذ في مدارسها ، والتحق بمجموعاتها الكفاحية فاعتقل في ابريل / نيسان عام 2002 وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاماً ، وخلال سنوات اعتقاله تفولذ في جامعات الشهيد " عمر القاسم " خلف قضبان السجون ، ليتحرر بعد أقل من عشر سنوات وذلك في الثامن عشر من أكتوبر من عام 2011 .في إطار صفقة تبادل " شاليط " وما يُطلق عليها الفلسطينيون " وفاء الأحرار ".
في السابع من تموز من العام الماضي أعيد اعتقاله بتهمة تجاوزه حدود مدينة القدس وزيارة مدينة رام الله بما يخالف بنود الصفقة وفقا لادعاءات النيابة العسكرية (الإسرائيلية) التي طالب بإعادته للسجن وإكماله للفترة المتبقية له من الحكم السابق والبالغة قرابة عشرين سنة.
" سامر " لم يستسلم ولم ينهَر وأراد التحدي للعنجهية (الإسرائيلية) بأمعائه الخاوية ، فقرر الإضراب عن الطعام في الأول من آب / أغسطس من العام الماضي ، أي بعد أقل من شهر من اعتقاله ، واستمر في إضرابه حتى صباح يوم الثلاثاء الماضي الموافق الثالث والعشرين من ابريل / نيسان الجاري.
خلال الشهور التسعة من إضرابه تعرض للضغط والابتزاز والمساومة ، تعرض للإهمال الطبي والمضايقات ، وقدم له عروض كثيرة ، إلا أنه صمد وأصر على تحقيق الانتصار بالعودة للقدس ، وأخيرا انتصر وحقق ما أراد حينما وافقت إدارة السجون على إطلاق سراحه إلى القدس بعد قضاء ثمانية شهور فقط في سجونها ، ليؤكد بأن الإنسان وان كان أعزلاً ومكبلاً في الأصفاد في سجون الاحتلال فهو يمتلك من الإرادة والعزيمة والقوة ما تُؤهله لأن يحقق الانتصار إذا ما قرر وأصر على ذلك.
سامر .. الذي آمن بالحرية والعودة للقدس ، وتشبث بحقه بالمقاومة السلمية المشروعة انتصر بإرادته وعزيمته التي أذهلت العالم .. فهنيئا لك ولنا هذا الانتصار.
سامر .. لم يكن بحاجة إلى كل تلك البيانات وكلمات الثناء والإشادة عقب تحقيقه الانتصار الرائع ، وان كان يستحق من الكلمات أكثر مما قيل ويقال ، فهو أسطورة وملحمة بطولية متميزة.
وإنما " سامر " كان بحاجة ماسة إلى فعل حقيقي (رسمي وشعبي ومؤسساتي وحقوقي) يسانده في معركته التي قادها بجوعه وأمعائه ... كان بحاجة إلى فعل يقّصر فترة إضرابه .. !! ولو كان أدائنا أفضل ومساندتنا له أكبر وأقوى لما طال إضرابه لتسعة شهور متواصلة .
فهل يا ترى باقي الأسرى المضربين عن الطعام والأسرى عموما سيضطرون لخوض إضراب يستمر تسعة شهور وربما أكثر كي يغيروا من واقعهم المرير ؟ أم أننا سنستخلص العبر وسنستفيد من التجربة ..!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية