"سحرة فتح".. خروا سجدا
علاء الريماوي
في مقال تحليلي كتبته الاسبوع الماضي عن حركة الاحتجاج في الضفة الغربية بعنوان " خريف "فتح" يلفح فياض " قلت فيه "أن حركة الاحتجاجات أرادتها فتح لإسقاط فياض أو للي ذراعه بعد حركة التمرد التي أبداها في بعض المواقف، وأن قرار العزل قد نسجت حروفه بموافقة اللجنة المركزية وضغطها الذي استمر لأكثر من ثلاثة أعوام " هذا الحديث لم يعجب بعضا من الأصدقاء معتبرين التحليل يأتي في سياق ما يعرف بنظرية المؤامرة، وأن ما يحدث هو نتاج حالة طبيعية في وجه الظلم في الضفة الغربية.
حديث الأصدقاء شخص حقيقة الواقع الذي نعيش بشكل صحيح وسليم، لكنه فشل في فهم خلفيات التحرك و التي كشفتها اجتماعات لقيادات فتح، والأجهزة الامنية على إثر احتجاجات الخليل ونابلس والتي أنذرت من تدحرج خشي فيه انهيار لسيطرة السلطة في الضفة الغربية وحكم فتح.
هذا التحليل تبعه قرار حاسم لنقابة النقل العمومي ( أعضاء فتح ) بوقف مظاهر الاحتجاج المرتبة تدريجيا، مع تشديد على وقف أقاليم فتح نشاط التجمهر والدعوة الى الاحتجاج مصاحبا ذلك وقف لأنشطة ما يعرف بنقابة الموظفين العموميين (سلاح العصيان الذي تملكه فتح ).
برغم أن هذه الاجراءات أثمرت ولو مؤقتا وقف حركة الاحتجاج، لكنها كشفت عن عناوين كبيرة في الارض الفلسطينية وجب الوقوف عليها والتي يمكن إجمالها على النحو الآتي.
1. سقوط الشرعية الشعبية عن حكومة فياض التي تعيش حالة رفض شعبي عارم و مطالب بإسقاطها.
2. عدم قناعة الجمهور الفلسطيني بأداء فتح، سلطتها، مؤسساتها الحاكمة، والتي يجب عليها التخلي عن إرث التمثيل القسري للشعب الفلسطيني دون سند شعبي وديمقراطي.
3. موت منظمات المجتمع المدني، وقوى اليسار التي سقطت في أحضان امتيازات وزارة المالية ونسيت طرق أمعاء الجوعى و تعب الكادحين.
4. فشل المنظومة الأمنية في ثني الناس عن تأيد حماس والتي تزداد شعبيتها بشكل لافت وإن غاب نشاطها التنظمي وبنيتها الاجتماعية التي كانت تساهم في سد حاجة الفقراء.
5. وضوح حالة الاحتقان الشعبي والذي ينذر عودة غير منظمة للثورة على ظلم السلطة، والانتفاض في وجه الاحتلال.
6. حرص إسرائيل على بقاء السلطة من خلال التصريح الواضح بأن الكيان لن يتركها تنهار لقناعة بأن الدور الوظيفي لازال يصب في مصلحة (إسرائيل ).
7. انتهاء عصر النخب والقيادات الصورية في الضفة الغربية التي ظلت تدعي التمثيل والحكمة في المواطن الفاصلة والمهمة.
8. تفكك البنية المجتمعية والثقافية التي ظلت عصية على الاحتلال في الانتفاضة الاولى والثانية والتي يرجع سببها الى سياسات السلطة التي أفسدت فطرة الناس وكرامتهم.
هذه النقاط نضيف إليها كشف عن ضعف فتح التي سجد سحرتها في حضرة فياض عائدين إليه يسألونه النجاة من غضب الناس الذين باتوا يدركون واقعهم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية