سقط القناع
د. يوسف رزقة
هل ثمة قناع حتى يسقط؟! بهذا التعليق الحارق عقب أحدهم على مقالة ( سيمون هيرش) الكاتب الصحفي العالمي ، التي تناول فيها مواقف محمد حسنين هيكل الأخيرة ، تحت عنوان سقط القناع ، بعد أن تخلى هيكل بحسب هيرش عن مصداقيته وعن مبادئه، التي كان يزعم تمسكه بها في حديثه معه قبل الانقلاب وقبل ثورة ٢٥ يناير.
هيرش أعاد ما قاله له هيكل في لقاء جمع بينهما في محاضرة لهيرش في الجامعة الأميركية في القاهرة. خلاصة ما قاله هيكل لهيرش يومها يمكن جمعه في نقطتين:
١- لا يوجد في مصر غير الإخوان والجيش يمكن أن يحكما مصر ، وبقية القوى تبع لهما.
٢- إن الجيش غارق في الفساد وفي السياسة، وإن الإخوان هم الوحيدون الذين يمكنهم أن يفرضوا على العالم نهضة مصر ومواقفها الجديدة ، وعلى الجيش أن يسلم لهم بالحكم.
سيمون هيرش الذي استذكر كلام هيكل هذا، واستذكر صداقته التاريخية معه، غاظه أنه صديق لرجل بلا مبادئ، وبلا مصداقية؟! لأنه وجد هيكل الذي ينتقد فساد العسكر، وينتقد تدخلهم في السياسة، ينضم إلى العسكر، ويؤيد تدخلهم السافر في السياسة، ويزين لهم الانقلاب على الديمقراطية ، وعلى الدولة المدنية.
هيرش حاول أن يعاتب هيكل على مواقفه المتناقضة على التليفون، ولكن هيكل أغلق هواتفه، فاضطر هيرش ) العنيد) كما يصف نفسه ، إلى تبكيته، وقطع الصداقة معه ، على صفحات الجرائد، وفي وسائل الإعلام الأخرى ، قائلا له : لقد سقط القناع، وافتح هواتفك فلن يتصل بك أحد بعد الآن؟! كاشفاً في مقاله القصير عن العار الذي اكتساه هيكل بتخليه عن المبادئ، وعن المصداقية.
سيمون هيرش ليس إخوانيًّا، وليس عربيًّا ولا مسلماً، ولكنه رجل حر، وإنسان، وصاحب مبدأ، لذا تجده يغضب حين تنتهك هذه المبادئ، ويزداد غضبًا حين اكتشف أن هيكل يكذب، ويخادع، ويخون الصداقة والمبدأ ، لذا قرر وضع النقاط على الحروف في مقال تبكيتي قلما يلجأ إليه أمثال هيرش من كتاب الغرب، ولكن يبدو أن صدمة هيرش بهيكل كانت أكبر من أن يتحملها ، وأن يسكت عنها، فأطلق العنان لقلمه، وألجم هيكل وأخرسه..
ما كان صادماً لهيرش لم يكن صادماً لنا في الساحة العربية التي تعرف هيكل من عام ١٩٥٤ و ١٩٦٧م ، فهو عند العلامة محمد الجوادي ( فيلسوف الهزيمة( ، وهو ( فيلسوف الانقلاب).
هيكل يحمل في نفسه كراهية تاريخية للإخوان ، وقد أفنى قلمه في تبرير قمع عبد الناصر لهم، وقد دأب على تبرير هزيمة عبد الناصر وتخلف مصر بإلقاء التهم على الآخرين ، ولم تسمع له كلمة واحدة في إنصاف الشعب المصري من حاكمه، ولأن من حكموا بعد عبد الناصر كانوا يعرفونه حق المعرفة ، وجدتهم يلقونه على هامش الحياة، إذ لم تعد له أقنعة يستتر بها أمامهم.
ليس ثمة قناع لهيكل في العالم العربي ، أو قل عند جل المهتمين في العالم العربي، حتى يسقط الآن؟!! وربما كان في إحراق الجماهير الغاضبة لـ "فيلته" علامة على سقوط القناع ، فكثير الكلام وتلوينه لم يعد قادراً على خداع الجماهير ، التي تحب الإسلام ، وتحترم الإخوان، وتنحني إجلالاً للحرية وللمبادئ الإنسانية.
د. يوسف رزقة
هل ثمة قناع حتى يسقط؟! بهذا التعليق الحارق عقب أحدهم على مقالة ( سيمون هيرش) الكاتب الصحفي العالمي ، التي تناول فيها مواقف محمد حسنين هيكل الأخيرة ، تحت عنوان سقط القناع ، بعد أن تخلى هيكل بحسب هيرش عن مصداقيته وعن مبادئه، التي كان يزعم تمسكه بها في حديثه معه قبل الانقلاب وقبل ثورة ٢٥ يناير.
هيرش أعاد ما قاله له هيكل في لقاء جمع بينهما في محاضرة لهيرش في الجامعة الأميركية في القاهرة. خلاصة ما قاله هيكل لهيرش يومها يمكن جمعه في نقطتين:
١- لا يوجد في مصر غير الإخوان والجيش يمكن أن يحكما مصر ، وبقية القوى تبع لهما.
٢- إن الجيش غارق في الفساد وفي السياسة، وإن الإخوان هم الوحيدون الذين يمكنهم أن يفرضوا على العالم نهضة مصر ومواقفها الجديدة ، وعلى الجيش أن يسلم لهم بالحكم.
سيمون هيرش الذي استذكر كلام هيكل هذا، واستذكر صداقته التاريخية معه، غاظه أنه صديق لرجل بلا مبادئ، وبلا مصداقية؟! لأنه وجد هيكل الذي ينتقد فساد العسكر، وينتقد تدخلهم في السياسة، ينضم إلى العسكر، ويؤيد تدخلهم السافر في السياسة، ويزين لهم الانقلاب على الديمقراطية ، وعلى الدولة المدنية.
هيرش حاول أن يعاتب هيكل على مواقفه المتناقضة على التليفون، ولكن هيكل أغلق هواتفه، فاضطر هيرش ) العنيد) كما يصف نفسه ، إلى تبكيته، وقطع الصداقة معه ، على صفحات الجرائد، وفي وسائل الإعلام الأخرى ، قائلا له : لقد سقط القناع، وافتح هواتفك فلن يتصل بك أحد بعد الآن؟! كاشفاً في مقاله القصير عن العار الذي اكتساه هيكل بتخليه عن المبادئ، وعن المصداقية.
سيمون هيرش ليس إخوانيًّا، وليس عربيًّا ولا مسلماً، ولكنه رجل حر، وإنسان، وصاحب مبدأ، لذا تجده يغضب حين تنتهك هذه المبادئ، ويزداد غضبًا حين اكتشف أن هيكل يكذب، ويخادع، ويخون الصداقة والمبدأ ، لذا قرر وضع النقاط على الحروف في مقال تبكيتي قلما يلجأ إليه أمثال هيرش من كتاب الغرب، ولكن يبدو أن صدمة هيرش بهيكل كانت أكبر من أن يتحملها ، وأن يسكت عنها، فأطلق العنان لقلمه، وألجم هيكل وأخرسه..
ما كان صادماً لهيرش لم يكن صادماً لنا في الساحة العربية التي تعرف هيكل من عام ١٩٥٤ و ١٩٦٧م ، فهو عند العلامة محمد الجوادي ( فيلسوف الهزيمة( ، وهو ( فيلسوف الانقلاب).
هيكل يحمل في نفسه كراهية تاريخية للإخوان ، وقد أفنى قلمه في تبرير قمع عبد الناصر لهم، وقد دأب على تبرير هزيمة عبد الناصر وتخلف مصر بإلقاء التهم على الآخرين ، ولم تسمع له كلمة واحدة في إنصاف الشعب المصري من حاكمه، ولأن من حكموا بعد عبد الناصر كانوا يعرفونه حق المعرفة ، وجدتهم يلقونه على هامش الحياة، إذ لم تعد له أقنعة يستتر بها أمامهم.
ليس ثمة قناع لهيكل في العالم العربي ، أو قل عند جل المهتمين في العالم العربي، حتى يسقط الآن؟!! وربما كان في إحراق الجماهير الغاضبة لـ "فيلته" علامة على سقوط القناع ، فكثير الكلام وتلوينه لم يعد قادراً على خداع الجماهير ، التي تحب الإسلام ، وتحترم الإخوان، وتنحني إجلالاً للحرية وللمبادئ الإنسانية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية