سلام على أم الشهداء
بقلم: وسام عفيفة
يا راحلة بفجر يوم شاهد على دموع الرجال يبكون أم الشهداء، هذه الليلة لن تحلمي برؤية أقمارك، نضال ومحمد ورواد، هذه الليلة تتهيئين للقاء، لم تكتف هذه المرة بطيف يزورك في المنام.
ودعت روحك الأرض التي طاف بها جنود القسام، زرت "المحررات"، وشممت ثرى وطأته أقدام محمد، بعد أن قبلتيه قبلة الوادع، يومها قلبت موازين الردع مع العدو، وقدمت سلاحا أخطر من ترسانة الجيش الذي لا يقهر، وأقمت الحجة على النساء قبل الرجال، يومها انخفضت جباه الزعماء والقادة والملوك.
قبل بزوغ الشمس راحت روحك تجول في شوارع وازقة الشجاعية، تقتفي اثر نضال ورواد، تبشريهم، بنهاية الم الفراق، وان رحمة الله منحتها صبرا مثل صبر أم موسى وهي تلقيه في اليم.
وكما حملت المجاهدين في أحشائك، وهدهدتيهم في منامهم، اليوم يحملوك على الأكف والأكتاف والأعناق، يواروك الثرى مبللا بدموع "القسام"، وكيف لا يبكوك وانت من حفظت عهدا تنوء به الرجال، يوم قطعت وعدا لعماد، ان تكوني أما لكل الشهداء.
لم تنسي وانت تغادرينا، ان توصي القادة والمقاتلين ببندقية احتضنتها دوما، فهي الميراث الذي تركته للثائرين.
تركت خلفها العهد الذي حملته، تنقله للأمهات ولكل نساء فلسطين.
خلوا الطريق فهذا موكب أم نضال يغادرنا، وأدوا التحية العسكرية، وارفعوا هامة العز وأنتم تودعون جثمانها، واتركوا آيات ودعوات، وبضع رصاصات شاهد على قبرها، وتذكروا ان ترووا للأبناء والاحفاد سيرتها، فاذا ولى زمن المعجزات فهذا زمان الخالدات، زمان ارضعت فيه مريم فرحات الكرامة للقسام في مهده، وأحصنت بيتها بآيات القرآن، وصدقت وعهدها وكانت في الدنيا من الزاهدين.
سلام على أم الشهداء .. سلام على أم الشهداء
أبكيك لو نقع الغليل بكائي ... وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي
وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً ... لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي
طوراً تكاثرني الدموع وتارة ... آوي الى أكرومتي وحيائي
كم عبرة موهتها بأناملي ... وسترتها متجملاً بردائي
أبدي التجلد للعدو ولو درى ... بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي
ما كنت أذخر في فداك رغيبة ... لو كان يرجع ميت بفداءِ
لو كان يدفع ذا الحمام بقوة... لتكدست عصب وراءَ لوائي
بِمُدَرَّبِينَ عَلى القِرَاعِ تَفَيَّأُوا ... ظِلَّ الرّمَاحِ لكُلّ يَوْمِ لِقَاءِ
لهفي على القوم الإلى غادرتهم ... وعليهم طبق من البيداءِ
مُتَوَسّدِينَ عَلى الخُدُودِ كَأنّمَا ... كرعوا على ظمأ من الصهباءِ
وضياءُ ما قدمته من صالح لك ...في الدجى بدل من الاضواءِ
إنّ الذي أرْضَاهُ فِعلُكِ لا يَزَلْ ... تُرْضِيكِ رَحْمَتُهُ صَبَاحَ مَسَاءِ
صَلّى عَلَيكِ، وَما فَقَدْتِ صَلاتَهُ قَبلَ ...الرّدَى، وَجَزاكِ أيّ جَزَاءِ
لَوْ كَانَ يُبلِغُكِ الصّفيحُ رَسَائِلي ... أو كان يسمعك التراب ندائي
لَسَمِعتِ طُولَ تَأوّهي وَتَفَجّعي ... وعلمت حسن رعايتي ووفائي
كَانَ ارْتِكاضِي في حَشاكِ مُسَبِّباً ... رَكضَ الغَليلِ عَلَيكِ في أحشائي
بقلم: وسام عفيفة
يا راحلة بفجر يوم شاهد على دموع الرجال يبكون أم الشهداء، هذه الليلة لن تحلمي برؤية أقمارك، نضال ومحمد ورواد، هذه الليلة تتهيئين للقاء، لم تكتف هذه المرة بطيف يزورك في المنام.
ودعت روحك الأرض التي طاف بها جنود القسام، زرت "المحررات"، وشممت ثرى وطأته أقدام محمد، بعد أن قبلتيه قبلة الوادع، يومها قلبت موازين الردع مع العدو، وقدمت سلاحا أخطر من ترسانة الجيش الذي لا يقهر، وأقمت الحجة على النساء قبل الرجال، يومها انخفضت جباه الزعماء والقادة والملوك.
قبل بزوغ الشمس راحت روحك تجول في شوارع وازقة الشجاعية، تقتفي اثر نضال ورواد، تبشريهم، بنهاية الم الفراق، وان رحمة الله منحتها صبرا مثل صبر أم موسى وهي تلقيه في اليم.
وكما حملت المجاهدين في أحشائك، وهدهدتيهم في منامهم، اليوم يحملوك على الأكف والأكتاف والأعناق، يواروك الثرى مبللا بدموع "القسام"، وكيف لا يبكوك وانت من حفظت عهدا تنوء به الرجال، يوم قطعت وعدا لعماد، ان تكوني أما لكل الشهداء.
لم تنسي وانت تغادرينا، ان توصي القادة والمقاتلين ببندقية احتضنتها دوما، فهي الميراث الذي تركته للثائرين.
تركت خلفها العهد الذي حملته، تنقله للأمهات ولكل نساء فلسطين.
خلوا الطريق فهذا موكب أم نضال يغادرنا، وأدوا التحية العسكرية، وارفعوا هامة العز وأنتم تودعون جثمانها، واتركوا آيات ودعوات، وبضع رصاصات شاهد على قبرها، وتذكروا ان ترووا للأبناء والاحفاد سيرتها، فاذا ولى زمن المعجزات فهذا زمان الخالدات، زمان ارضعت فيه مريم فرحات الكرامة للقسام في مهده، وأحصنت بيتها بآيات القرآن، وصدقت وعهدها وكانت في الدنيا من الزاهدين.
سلام على أم الشهداء .. سلام على أم الشهداء
أبكيك لو نقع الغليل بكائي ... وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي
وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً ... لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي
طوراً تكاثرني الدموع وتارة ... آوي الى أكرومتي وحيائي
كم عبرة موهتها بأناملي ... وسترتها متجملاً بردائي
أبدي التجلد للعدو ولو درى ... بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي
ما كنت أذخر في فداك رغيبة ... لو كان يرجع ميت بفداءِ
لو كان يدفع ذا الحمام بقوة... لتكدست عصب وراءَ لوائي
بِمُدَرَّبِينَ عَلى القِرَاعِ تَفَيَّأُوا ... ظِلَّ الرّمَاحِ لكُلّ يَوْمِ لِقَاءِ
لهفي على القوم الإلى غادرتهم ... وعليهم طبق من البيداءِ
مُتَوَسّدِينَ عَلى الخُدُودِ كَأنّمَا ... كرعوا على ظمأ من الصهباءِ
وضياءُ ما قدمته من صالح لك ...في الدجى بدل من الاضواءِ
إنّ الذي أرْضَاهُ فِعلُكِ لا يَزَلْ ... تُرْضِيكِ رَحْمَتُهُ صَبَاحَ مَسَاءِ
صَلّى عَلَيكِ، وَما فَقَدْتِ صَلاتَهُ قَبلَ ...الرّدَى، وَجَزاكِ أيّ جَزَاءِ
لَوْ كَانَ يُبلِغُكِ الصّفيحُ رَسَائِلي ... أو كان يسمعك التراب ندائي
لَسَمِعتِ طُولَ تَأوّهي وَتَفَجّعي ... وعلمت حسن رعايتي ووفائي
كَانَ ارْتِكاضِي في حَشاكِ مُسَبِّباً ... رَكضَ الغَليلِ عَلَيكِ في أحشائي
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية