سيّدي خالد مشعل.. حريّتهم وعدكم!
لمى خاطر
أستاذنا الكبير أبا الوليد، خالد مشعل، حفظه الله:
اخترتُ أن أوجّه رسالتي المفتوحة هذه لكم دون غيركم، حول شأن يؤرق أجفاناً كثيرة في ضفتنا الجريحة، رغم علمي والمعنيين بالرسالة أنكم لستم المسؤولين عن هذه المعاناة المقيمة، ولا من صنعتم مأزقها، حتى صار حلّها يزداد صعوبة كلّما مضى عليه زمن آخر، وأعني هنا: المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام في سجون أجهزة فتح الأمنية في الضفة، وآخرين غيرهم لا زالوا ضحية اعتقالات متتالية واستدعاءات شبه يومية للاستجواب.
أقول: اخترتُ أو أوجّه رسالتي لكم، ليقيني بأنكم اليوم القامة القيادية الفلسطينية الأولى التي تتّجه لها أنظار المستضعفين كلّما دهمها بلاء، ولعلمي أنكم وقّافون على هموم المظلومين وحقوقهم، بارّون بوعودكم لهم، فذاكرتنا القريبة ما زالت تسعفنا بكلماتكم للأسرى في سجون الاحتلال يوم تفيّأت فلسطين كلّها ظلال صفقة (وفاء الأحرار)، فلم تبقَ عين مسهّدة إلا وأنعشتها كلماتكم: "ونقول للذين بقوا في السجون: عهدنا وقسمنا أن نواصل جهودنا حتى نفرج عنكم جميعا، هذا هو العهد مع الله ثم معكم ". هذه الكلمات التي كنّا نسمعها تتردد في أعراس المحررين في بيوتهم ممتزجة بأهازيج الظفر والفرح بالإياب!
واليوم؛ فإن ثلّة من خيرة الشباب الفلسطيني يقتربون من إتمام أسبوعهم الثاني مضربين عن الطعام في سجون السلطة، أي سجون (الإخوة غير الأعداء)، الذين نعرف كم سعيتَ وإخوانك في قيادة حماس لكي تجترحوا لغة مشتركة بينكم وبينهم تجمع بعض الشمل وترأب صدع الشقاق، ولهذا؛ فنحن نفترض أنه لا بدّ لهذه اللغة المشتركة المبتغاة أن تفرز انفراجة أوّل ما يستشعرها المستهدفون بالملاحقة وذووهم، كونهم يشكلون شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني.
نعلم أن أخلاقكم تدفع دائما بالتي هي أحسن، وتحضّ على الدوس على الجرح وإن كان مؤلماً في سبيل المصلحة المشتركة (ولا أقول العليا) للكلّ الفلسطيني، لكنّ جرح أهلنا اليوم (وكلّ مظلوم أهلنا) اتسع حتى فاض به الاحتمال، وتبخّرت أحلامنا التي اجتهدنا طوال عام، هو عمر اتفاقية المصالحة الأخيرة، في إدامة التطلّع لها، ثمّ تلاشت ثقة ذلك النفر الذي قُدّر له أن يحمل الراية في الزمن الصعب بجدية الوفاق وفي نوايا من يشبعونه حديثاً إعلامياً حول المصالحة، ثم يجلدون ظهره في زنازينهم، ويكبّلون روح التسامح فيه.
في تفاصيل يومياتهم داخل السجون يتحدّث المشهد عن أيام وليالٍ طويلة قضاها هؤلاء يذوقون مرّ العذاب، وجنايتهم أنهم رفعوا لواء المقاومة في وقت رأت فيه قيادة فتح والسلطة أنه ليس ملائماً للمواجهة مع الاحتلال بأمر مباشر من ممولي مشروع حكمها، ثمّ قرّرت بأمرهم أيضاً، ونيابة عن الجميع أن من يحوز سلاحاً أو مالاً مقاوما هو مجرم يصنّف في دائرة الخطر الأولى.
أستاذنا الكبير: نخاطبكم اليوم لأننا نستثقل أن نطلب النصرة ممن لا يملكون زمام أمرهم، وممن محكومة حركاتهم وسكناتهم بتصريح من الاحتلال، فهؤلاء إن وعدوا أخلفوا، وإن تحدّثوا كذبوا، وهم فوق ذلك لا يستشعرون خشية من عواقب ظلم الأحرار وقهرهم، ما دام هذا سبيلهم للتمكين والحكم بغير ما قضت الأعراف الوطنية.
نخاطبكم نيابة عن أهالي كثر نسمعهم هنا يومياً يناشدونكم عبر وسائل الإعلام، وخلال الاعتصامات التضامنية اليومية مع بنيهم.
نعرف أن حملكم ثقيل ومشاغلكم جسيمة، وأنكم اليوم مسكونون بالجرح مثل بقية أهلكم في الداخل، لكنّنا نثق أنكم كنتم دائماً أهلاً للأمانة ورواداً في المروءة.
لذلك نقول وكلنا ثقة بكم: حرية هؤلاء الأسرى وعدكم الذي نؤمن أنكم لن تخلفوه، وأعمارهم أمانة في أعناقكم، واستغاثات ذويهم محلّها اهتمامكم.
حفظكم الله، وأدامكم ذخراً للمقاومة، وحماة لأهلها وأبنائها.
أستاذنا الكبير أبا الوليد، خالد مشعل، حفظه الله:
اخترتُ أن أوجّه رسالتي المفتوحة هذه لكم دون غيركم، حول شأن يؤرق أجفاناً كثيرة في ضفتنا الجريحة، رغم علمي والمعنيين بالرسالة أنكم لستم المسؤولين عن هذه المعاناة المقيمة، ولا من صنعتم مأزقها، حتى صار حلّها يزداد صعوبة كلّما مضى عليه زمن آخر، وأعني هنا: المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام في سجون أجهزة فتح الأمنية في الضفة، وآخرين غيرهم لا زالوا ضحية اعتقالات متتالية واستدعاءات شبه يومية للاستجواب.
أقول: اخترتُ أو أوجّه رسالتي لكم، ليقيني بأنكم اليوم القامة القيادية الفلسطينية الأولى التي تتّجه لها أنظار المستضعفين كلّما دهمها بلاء، ولعلمي أنكم وقّافون على هموم المظلومين وحقوقهم، بارّون بوعودكم لهم، فذاكرتنا القريبة ما زالت تسعفنا بكلماتكم للأسرى في سجون الاحتلال يوم تفيّأت فلسطين كلّها ظلال صفقة (وفاء الأحرار)، فلم تبقَ عين مسهّدة إلا وأنعشتها كلماتكم: "ونقول للذين بقوا في السجون: عهدنا وقسمنا أن نواصل جهودنا حتى نفرج عنكم جميعا، هذا هو العهد مع الله ثم معكم ". هذه الكلمات التي كنّا نسمعها تتردد في أعراس المحررين في بيوتهم ممتزجة بأهازيج الظفر والفرح بالإياب!
واليوم؛ فإن ثلّة من خيرة الشباب الفلسطيني يقتربون من إتمام أسبوعهم الثاني مضربين عن الطعام في سجون السلطة، أي سجون (الإخوة غير الأعداء)، الذين نعرف كم سعيتَ وإخوانك في قيادة حماس لكي تجترحوا لغة مشتركة بينكم وبينهم تجمع بعض الشمل وترأب صدع الشقاق، ولهذا؛ فنحن نفترض أنه لا بدّ لهذه اللغة المشتركة المبتغاة أن تفرز انفراجة أوّل ما يستشعرها المستهدفون بالملاحقة وذووهم، كونهم يشكلون شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني.
نعلم أن أخلاقكم تدفع دائما بالتي هي أحسن، وتحضّ على الدوس على الجرح وإن كان مؤلماً في سبيل المصلحة المشتركة (ولا أقول العليا) للكلّ الفلسطيني، لكنّ جرح أهلنا اليوم (وكلّ مظلوم أهلنا) اتسع حتى فاض به الاحتمال، وتبخّرت أحلامنا التي اجتهدنا طوال عام، هو عمر اتفاقية المصالحة الأخيرة، في إدامة التطلّع لها، ثمّ تلاشت ثقة ذلك النفر الذي قُدّر له أن يحمل الراية في الزمن الصعب بجدية الوفاق وفي نوايا من يشبعونه حديثاً إعلامياً حول المصالحة، ثم يجلدون ظهره في زنازينهم، ويكبّلون روح التسامح فيه.
في تفاصيل يومياتهم داخل السجون يتحدّث المشهد عن أيام وليالٍ طويلة قضاها هؤلاء يذوقون مرّ العذاب، وجنايتهم أنهم رفعوا لواء المقاومة في وقت رأت فيه قيادة فتح والسلطة أنه ليس ملائماً للمواجهة مع الاحتلال بأمر مباشر من ممولي مشروع حكمها، ثمّ قرّرت بأمرهم أيضاً، ونيابة عن الجميع أن من يحوز سلاحاً أو مالاً مقاوما هو مجرم يصنّف في دائرة الخطر الأولى.
أستاذنا الكبير: نخاطبكم اليوم لأننا نستثقل أن نطلب النصرة ممن لا يملكون زمام أمرهم، وممن محكومة حركاتهم وسكناتهم بتصريح من الاحتلال، فهؤلاء إن وعدوا أخلفوا، وإن تحدّثوا كذبوا، وهم فوق ذلك لا يستشعرون خشية من عواقب ظلم الأحرار وقهرهم، ما دام هذا سبيلهم للتمكين والحكم بغير ما قضت الأعراف الوطنية.
نخاطبكم نيابة عن أهالي كثر نسمعهم هنا يومياً يناشدونكم عبر وسائل الإعلام، وخلال الاعتصامات التضامنية اليومية مع بنيهم.
نعرف أن حملكم ثقيل ومشاغلكم جسيمة، وأنكم اليوم مسكونون بالجرح مثل بقية أهلكم في الداخل، لكنّنا نثق أنكم كنتم دائماً أهلاً للأمانة ورواداً في المروءة.
لذلك نقول وكلنا ثقة بكم: حرية هؤلاء الأسرى وعدكم الذي نؤمن أنكم لن تخلفوه، وأعمارهم أمانة في أعناقكم، واستغاثات ذويهم محلّها اهتمامكم.
حفظكم الله، وأدامكم ذخراً للمقاومة، وحماة لأهلها وأبنائها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية