شراكة وظيفية متبادلة ... بقلم : د. يوسف رزقة

الجمعة 11 أكتوبر 2013

شراكة وظيفية متبادلة

د. يوسف رزقة

(لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكنا اضطررنا إلى اختراعها صيانة لمصالحها؟!) ، بهذا الوضوح الفج جاء تصريح نائب الرئيس الأميركي محدداً لطبيعة العلاقة بين أميركا ودولة الاحتلال الإسرائيلي. العلاقة بين الدولة العظمى وإسرائيل هي علاقة وظيفية من الطراز الأول الذي لا يقبل النقض أو الانفصام، فمصالح الولايات المتحدة في المنطقة العربية ، وفي الشرق الأوسط مرتبطة الآن بنيويًّا بوجود إسرائيل ، وبدورها في المحافظة على مصالح أميركا في المنطقة، أو قل إنه ثمة شراكة وظيفية متبادلة بين الطرفين.

التصريح يتنكر بشكل سافر للحقوق الفلسطينية، ولا يبالي بالموقف الفلسطيني ولا بالموقف العربي، ويهمل القانون الدولي ، وحقائق التاريخ، ويحصر الموقف الأميركي استراتيجيًّا بالدور الذي تقوم به إسرائيل في المنطقة، وهذا قول صريح بأن ما تقوم به إسرائيل من أعمال تحظى بشراكة أميركية ابتداءً و بتفهُّم أميركي لاحقًا.

نحن لسنا بحاجة إلى هذا التصريح لفهم هذه الحقيقة، لأن ما نشاهده على أرض الواقع أبلغ من كل تصريح، ولكننا نورد هذا التصريح ونعلق عليه لنقول للسلطة المتمسكة بالمفاوضات ، و بالرعاية الأميركية، هذه هي أميركا، وهذا أوباما وكيري وبايدن ؟! فماذا أنتم فاعلون ؟!

أميركا لن تتخلى عن إسرائيل، ولن تضغط عليها، ولن تضحي بعلاقاتها مع دولة لو لم تكن موجودة في المنطقة للزم أن تقوم أميركا بإيجادها ، فهل بقي على العين قذى؟! وماذا ننتظر ؟! ومتى نتعامل مع الحقائق بشفافية ومسئولية؟! وكم من الوقت علينا أن ننتظر بعد عشرين سنة من الرعاية الأميركية لملف معطوب اسمه المفاوضات؟! أليس من حق الشعب أن يطالب السلطة بمراجعة نفسها، والبحث في البدائل المفيدة بدلاً من الاستسلام للقرار الأميركي؟!

المصالح الأميركية مرتبطة عضويًّا وبنيويًّا بإسرائيل، ولا تبحث أميركا عن بديل لها، حتى و إن زعم العرب أن إسرائيل تهدد المصالح الأميركية، و أن مصالح أميركا مرتبطة عشرة أضعاف بالبلاد العربية ، منفردة ومجتمعة، هذا القول الإنشائي لا يسمن ولا يغني من جوع في السياسة الأميركية. فكيف الحال بأمريكا إذا تمكنت إسرائيل من نسج علاقات مصالح وغرام مع أنظمة عربية مهمة في المنطقة، حيث صارت إسرائيل جسراً آمناً لكل عربي يريد رضا أميركا.

العيب ليس في أميركا ، وليس في إسرائيل ، ولا في الغرب ، فهؤلاء يديرون العلاقات بينهم بما يخدم مصالحهم معاً. و إن مناط العيب فينا فلسطينيًّا وعربيًّا ، حيث سلمنا لهم رقابنا، واستعنا بهم على بعضنا، ولم ننجح في تحويل إسرائيل إلى عبء على أميركا وعلى المصالح الأميركية.

لقد نجحت إسرائيل في إدارة سياسة دولية تخدم مصالحها ، ونحن فشلنا في إدارة سياستنا لا مع العالم فحسب، بل فشلنا في إدارتها مع أنفسنا في عالمنا العربي، واستطاعت إسرائيل أن تحول القضية الفلسطينية إلى عبء لا على المجتمع الدولي فحسب ، بل وعلى الدول العربية أيضاً، حتى تسابقت أنظمة عربية فيما بينها للخلاص من القضية الفلسطينية، وتجاوزت ذلك إلى حصار الفلسطيني، وتفضيل الشراكة مع الإسرائيلي ، في رسم معالم المستقبل.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية