شهوة السلطان بين شفيق وهالة سرحان
د. فايز أبو شمالة
د. فايز أبو شمالة
غالبية المصريين استشعروا الهوان، وهم يشاهدون الإعلامية هالة سرحان، تقوم بعمل ماكياج انتخابي للمرشح أحمد شفيق، كان اللقاء المرتب جيداً على فضائية روتانا عبارة عن عملية تزوير رخيصة للعقل المصري، وكان خداعاً بصرياً لإنسانية الإنسان العربي بشكل عام، فجرت خلاله هالة سرحان إغراءات ضوئية، وابتسامات تشجيعية، وإيماءات قبول لحديث السلطان، الرفيق أحمد شفيق.
المعروف عن الإعلامية هالة سرحان لقاءاتها الساخنة، وحديثها المغلف عن المحسوس في العشق، وحديثها السافر عن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، هالة سرحان دأبت على المواءمة بين الشهوة والشهرة، وبين النفع والانتفاع، وبين النفخ والانتفاخ، وبين الكذب والتكذيب، لذلك نجحت في جعل مقابله الفريق أحمد شفيق مجال تلفيق، بينما الوعي المصري الذي ما زال يربط بين سوءة حسني مبارك ومثالب شفيق، وهذا ما اعترف فيه أحمد شفيق نفسه حين قال عن خصومه السياسيين في مصر: إنهم بلا تجربة في الحكم، لقد كانوا في السجن كل الزمن الماضي، ولا دراية لهم في إدارة دفة الحكم، أما أنا الفريق أحمد شفيق، فيكفي أنني مارست النفوذ والسلطان مع نظام المخلوع مبارك خمسين عاماً!.
لقد دلل أحمد شفيق في المقابلة على أنه الابن الشرعي لنظام مبارك، ولاسيما حين أظهر عجزه عن تقديم جواب شافٍ على أبسط الأسئلة السياسية التي كان سيجيب عنها أي شاب مصري يحمل شهادة البكالوريوس، وعجز المرشح شفيق في مناقشة موضوعية للأحداث التي تعصف بمصر، وعجز عن التفكير المنطقي، وأثبت أنه لا يفقه أكثر من سرد الأحداث، ورواية المشاهدات، وهو يصرُّ على الحديث الأجوف، الذي يؤكد انتماءه إلى نظام مبارك، ودلل على ذلك من خلال استخدامه لغة الردح والتشهير والتشويه والاتهام والتشنيع على خصومه، وعلى سبيل المثال، استخدم شفيق العبارات التالية ضد الشخصيات وقال بلغته الركيكة: أنتم شو بيفهمكم. أنتم صبيان في التفكير، أنتم من خلفكم أيادي خفية. بأمارة إيه. أنتم مين؟ ده بعدك. متلعبش بحاجة أنت مش قدها. حدفَّعك الثمن مزبوط. أنا أحذر المتخلفين: لن أتنازل عن حقي حتى يوم القيامة، الواحد من دول لو شفته في الشارع مسلمش عليه!
هذه اللغة السوقية الحاقدة هي لغة المرشح لرئاسة مصر، وهذا معجم أحمد شفيق اللغوي، وهذا عمق تفكيره، وهذا أسلوبه الذي ينم على حديث مقاهي، وأولاد شوارع. كلام يشفُّ عن شخصية نزقة ومتكبرة ومتعجرفة وحاقدة، وقاطع طريق.
لو صح ما تتمناه هالة سرحان، ونجح شفيق في الامتهان للعقل المصري، فيا ويل مصر التي ستصير مع شفيق سجناً لكل القيم والمبادئ والوطنية والأخلاق، ويا ويل العرب إذا كان هذا رئيسهم، وزعيمهم الذي ينطق باسمهم بين الأمم.
في اللقاءات الفضائية التي تتم مع مرشحي رئاسة الوزراء مع إسرائيل، يكثر الحديث عن مستقبل الدولة العبرية، عن مصير اليهود، عن الاقتصاد المتطور، عن الاستعدادات العسكرية، والقوة الخارقة، عن إسرائيل الصاعدة على مستوى العالم، عن العلوم والثقافة والتعليم والحضارة، عن أسهل الطرق للسيطرة على حياة المجتمعات، في اللقاءات الإسرائيلية يكون المذيع حذقاً، يسعى لأن يوقع المتحدث في الخطأ، ويسعى لأن يربكه، ويحاول أن يزنقه في الزاوية، وأن يكشف عيوبه ونواقصه، وأن يقدمه للمجتمع على حقيقته، بينما هالة سرحان حاورت السلطان، وأكملت الجملة الفعلية التي لم ينطق فيها أحمد شفيق، ووضعت الخبر للمبتدأ الذي تاه على شفاه أحمد شفيق، لقد حاولت هالة سرحان أن تمسح بالماكياج الإعلامي على عبارات شفيق المهشمة، وحاولت ألا تحرج شفيق بأي حديث سياسي استراتيجي يهم الأمة العربية والإسلامية، وحرصت على التغطية على زيف أفكاره، وألبست شفيق ثوباً شفافاً من الإغراء والغنج الذي يوحي بأن شفيق سيوفر بيتاً لكل عروسين، وسيوفر اللحمة لكل فقير، والعمل لكل عاطل، والسكن لمن يحتاج، وسيجري المال بين يدي المصري مثل الأغاني الهابطة التي نشرها نظام مبارك، ولم يكمل معانيها بعد زبانية أحمد شفيق.
المعروف عن الإعلامية هالة سرحان لقاءاتها الساخنة، وحديثها المغلف عن المحسوس في العشق، وحديثها السافر عن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، هالة سرحان دأبت على المواءمة بين الشهوة والشهرة، وبين النفع والانتفاع، وبين النفخ والانتفاخ، وبين الكذب والتكذيب، لذلك نجحت في جعل مقابله الفريق أحمد شفيق مجال تلفيق، بينما الوعي المصري الذي ما زال يربط بين سوءة حسني مبارك ومثالب شفيق، وهذا ما اعترف فيه أحمد شفيق نفسه حين قال عن خصومه السياسيين في مصر: إنهم بلا تجربة في الحكم، لقد كانوا في السجن كل الزمن الماضي، ولا دراية لهم في إدارة دفة الحكم، أما أنا الفريق أحمد شفيق، فيكفي أنني مارست النفوذ والسلطان مع نظام المخلوع مبارك خمسين عاماً!.
لقد دلل أحمد شفيق في المقابلة على أنه الابن الشرعي لنظام مبارك، ولاسيما حين أظهر عجزه عن تقديم جواب شافٍ على أبسط الأسئلة السياسية التي كان سيجيب عنها أي شاب مصري يحمل شهادة البكالوريوس، وعجز المرشح شفيق في مناقشة موضوعية للأحداث التي تعصف بمصر، وعجز عن التفكير المنطقي، وأثبت أنه لا يفقه أكثر من سرد الأحداث، ورواية المشاهدات، وهو يصرُّ على الحديث الأجوف، الذي يؤكد انتماءه إلى نظام مبارك، ودلل على ذلك من خلال استخدامه لغة الردح والتشهير والتشويه والاتهام والتشنيع على خصومه، وعلى سبيل المثال، استخدم شفيق العبارات التالية ضد الشخصيات وقال بلغته الركيكة: أنتم شو بيفهمكم. أنتم صبيان في التفكير، أنتم من خلفكم أيادي خفية. بأمارة إيه. أنتم مين؟ ده بعدك. متلعبش بحاجة أنت مش قدها. حدفَّعك الثمن مزبوط. أنا أحذر المتخلفين: لن أتنازل عن حقي حتى يوم القيامة، الواحد من دول لو شفته في الشارع مسلمش عليه!
هذه اللغة السوقية الحاقدة هي لغة المرشح لرئاسة مصر، وهذا معجم أحمد شفيق اللغوي، وهذا عمق تفكيره، وهذا أسلوبه الذي ينم على حديث مقاهي، وأولاد شوارع. كلام يشفُّ عن شخصية نزقة ومتكبرة ومتعجرفة وحاقدة، وقاطع طريق.
لو صح ما تتمناه هالة سرحان، ونجح شفيق في الامتهان للعقل المصري، فيا ويل مصر التي ستصير مع شفيق سجناً لكل القيم والمبادئ والوطنية والأخلاق، ويا ويل العرب إذا كان هذا رئيسهم، وزعيمهم الذي ينطق باسمهم بين الأمم.
في اللقاءات الفضائية التي تتم مع مرشحي رئاسة الوزراء مع إسرائيل، يكثر الحديث عن مستقبل الدولة العبرية، عن مصير اليهود، عن الاقتصاد المتطور، عن الاستعدادات العسكرية، والقوة الخارقة، عن إسرائيل الصاعدة على مستوى العالم، عن العلوم والثقافة والتعليم والحضارة، عن أسهل الطرق للسيطرة على حياة المجتمعات، في اللقاءات الإسرائيلية يكون المذيع حذقاً، يسعى لأن يوقع المتحدث في الخطأ، ويسعى لأن يربكه، ويحاول أن يزنقه في الزاوية، وأن يكشف عيوبه ونواقصه، وأن يقدمه للمجتمع على حقيقته، بينما هالة سرحان حاورت السلطان، وأكملت الجملة الفعلية التي لم ينطق فيها أحمد شفيق، ووضعت الخبر للمبتدأ الذي تاه على شفاه أحمد شفيق، لقد حاولت هالة سرحان أن تمسح بالماكياج الإعلامي على عبارات شفيق المهشمة، وحاولت ألا تحرج شفيق بأي حديث سياسي استراتيجي يهم الأمة العربية والإسلامية، وحرصت على التغطية على زيف أفكاره، وألبست شفيق ثوباً شفافاً من الإغراء والغنج الذي يوحي بأن شفيق سيوفر بيتاً لكل عروسين، وسيوفر اللحمة لكل فقير، والعمل لكل عاطل، والسكن لمن يحتاج، وسيجري المال بين يدي المصري مثل الأغاني الهابطة التي نشرها نظام مبارك، ولم يكمل معانيها بعد زبانية أحمد شفيق.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية