صاروخ بدرساوي!
د. فايز أبو شمالة
ما أنظم مهرجان حماس! ما أصدق المقاومة! ما أفصح قادة حماس! ما أروع الشعب الذي احتضن المقاومة، ضحى، واحتسب، واليوم يتذوق حلاوة الانتصار! ما أطيب ريح التحدي والثقة التي فاحت من كلمات كتائب القسام!
من شدة تأثري بالحدث المزهر كرامة على أرض الكتيبة في قطاع غزة، لا أستطيع الكتابة، ولا أمتلك البلاغة للتعبير، فأي كلمات ترتقي إلى مستوى الفعل؟ وأي حديث يوازي الشهادة والتضحيات؟ لذلك سأكتب عن صورايخ المقاومة التي صنعت هذه اللحظات التاريخية، وأسست لما بعدها.
لقد أصغيت إلى الإذاعة العبرية كثيراً، وأنا أتابع وقائع الحرب على غزة، وأشهد أنني طربت حين سمعت سفارات الإنذار تحذر من تساقط صورايخ المقاومة على التجمعات الصهيونية، وطربت أكثر حين تساقطت صواريخ المقاومة بكثافة على تجمع صهيوني اسمه "بير توفيا"، إن تكثيف الصواريخ بشكل يومي إلى "بير توفيا" هو دليل على أن صواريخنا ليست عبثية، وإنما لها عقل عربي يفكر، ويحدد الهدف المقصود بدقة!
فلماذا جرى استهداف منطقة "بير توفيا" بالصواريخ أكثر من غيرها؟
لأن سكان "بير توفيا" هم صهاينة اغتصبوا أرض قرية "بيت دراس" الفلسطينية، ولوثوا هواءها البريء، وما زال هؤلاء الصهاينة يأكلون قمح قرية بيت دراس، ويجرشون عدسها، وما زالوا يسكنون جغرافية القرية، بعد أن طردوا سكانها بالقوة سنة 1948.
ولكن لماذا لم تقصف المقاومة تجمع "بير توفيا" الذي يقوم على أرض بيت دراس بالصاروخ m75، الذي ينسب إلى الشهيد إبراهيم المقادمة، ابن قرية بيت دراس؟
لأن الصهاينة قد تجاوزوا قرار التقسيم، وأقاموا كيانهم بالقوة على معظم أرض فلسطين، لذلك فقد رفض صاروخ m75، أن يتقيد بقرارات الأمم المتحدة، وأصر أن يتخطى أرض قرية بيت دراس، وحدود قرار التقسيم، وأصر على أن يكون نداً للصهاينة بالقوة، فهو أول انتاج صناعي في قطاع غزة، وهو أول الغيث الذي يتحدى الحصار، وهو أول القذائف التي تخترق الجدار، وهو إرادة الشعب التي لا تعترف بدولة الغاصبين تحت أي قرار.
لقد سمعت عن الصاروخ m75 من الإذاعة العبرية، حين قالوا: إنه صاروخ عنيد، له رأس متفجر يزن 75 كيلو جرام، وإنه صاروخ قوي شديد، صاروخ جامح لا يمكن السيطرة عليه، ولا يمكن شراؤه بمال، صاروخ يرفض أن يصافح الغاصبين، وهو أطول الصورايخ الفلسطينية قامة، إنه صاروخ بدرساوي تجاوز القبة الحديدية، وتجاوز عشرات المدن والقرى الصهيونية، وأصر على ضرب تجمع الغاصبين في"غوش عتصيون" بالقرب من القدس.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية