صرف الأنظار عن انتفاضة الأسرى
د. حسن أبو حشيش
ما زالت فعاليات انتفاضة الأسرى (الثالثة) تتبلور وتتشكل من حيث الاستمرار، والنوع، والكم.. ويصاحبها عناد صهيوني معروف، وعربدة وتطاول على كل شيء، وصلت إلى محاولات اقتحام قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى، وركل نسخة القرآن الكريم بالأقدام. هذا المشهد يتطلب وحدة صف، ولغة إعلامية مشتركة، والاعتماد على أجندة وطنية كأولوية تحرك وفعل، وتأجيل أي أجندات أخرى وخاصة الحزبية والفئوية.
لكن ما وجدناه خلال الأيام الماضية غير ذلك، حيث الصراع داخل أروقة السلطة الحاكمة في الضفة ظهر جلياً على السطح، ولعل استقالة وزير المالية نبيل قسيس ليست المظهر الوحيد وليست الدليل الأخير.
وحيث الانشغال في التحقيق بموت أحد الموقوفين في سجن أريحا بعد محاولات الاعتداء عليه داخل زنزانته، وحيث الاستغراق الكلي داخل الأجهزة الأمنية في الضفة في آليات وأد التحركات الشعبية ووقف تمددها وتطورها.
وكذلك الاستنفار الداخلي للمستوى السياسي والحزبي عند السلطة في التحضير لزيارة أوباما، والارتهان لها على حساب تأجيل كل الملفات ذات العلاقة بالمصالحة. ومن الأمور اللافتة للنظر هو هذا الهجوم غير المبرر من قيادات حركة فتح والسلطة على حماس بخصوص المصالحة والعلاقات الثنائية.
كل هذه المؤشرات لها انعكاسات سلبية على معنويات الأسرى والأهالي وفئات الشعب المختلفة، وتأتي في ظل حاجة ماسة للأسرى كي يتكاتف الجميع بلا استثناء من أجل الدفاع عن قضيتهم والحفاظ على جذوة شعلة انتفاضتهم. فهذا مصير أبطال ضحوا بأنفسهم من أجل أن يعيش الشعب بحرية وكرامة ودفاعاً عن الحقوق والمقدسات.
إن ما تقوم به السلطة في الضفة سواء كان سياسياً أم أمنياً أم اقتصادياً أم إعلامياً... سينتج عنه صرف أنظار العالم عن مجريات انتفاضة الأسرى، ويفتح معارك جانبية تضر بصميم الحق الفلسطيني، وتشتيت الجهود. وهنا وقعت السلطة بخطأ مركب: الأول عدم اتخاذها أي خطوة عملية قوية تخدم تحرك الأسرى، والثاني اتباع سياسة عكسية من شأنها إحباط التحرك وتفريغه من مقصده وهدفه.
د. حسن أبو حشيش
ما زالت فعاليات انتفاضة الأسرى (الثالثة) تتبلور وتتشكل من حيث الاستمرار، والنوع، والكم.. ويصاحبها عناد صهيوني معروف، وعربدة وتطاول على كل شيء، وصلت إلى محاولات اقتحام قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى، وركل نسخة القرآن الكريم بالأقدام. هذا المشهد يتطلب وحدة صف، ولغة إعلامية مشتركة، والاعتماد على أجندة وطنية كأولوية تحرك وفعل، وتأجيل أي أجندات أخرى وخاصة الحزبية والفئوية.
لكن ما وجدناه خلال الأيام الماضية غير ذلك، حيث الصراع داخل أروقة السلطة الحاكمة في الضفة ظهر جلياً على السطح، ولعل استقالة وزير المالية نبيل قسيس ليست المظهر الوحيد وليست الدليل الأخير.
وحيث الانشغال في التحقيق بموت أحد الموقوفين في سجن أريحا بعد محاولات الاعتداء عليه داخل زنزانته، وحيث الاستغراق الكلي داخل الأجهزة الأمنية في الضفة في آليات وأد التحركات الشعبية ووقف تمددها وتطورها.
وكذلك الاستنفار الداخلي للمستوى السياسي والحزبي عند السلطة في التحضير لزيارة أوباما، والارتهان لها على حساب تأجيل كل الملفات ذات العلاقة بالمصالحة. ومن الأمور اللافتة للنظر هو هذا الهجوم غير المبرر من قيادات حركة فتح والسلطة على حماس بخصوص المصالحة والعلاقات الثنائية.
كل هذه المؤشرات لها انعكاسات سلبية على معنويات الأسرى والأهالي وفئات الشعب المختلفة، وتأتي في ظل حاجة ماسة للأسرى كي يتكاتف الجميع بلا استثناء من أجل الدفاع عن قضيتهم والحفاظ على جذوة شعلة انتفاضتهم. فهذا مصير أبطال ضحوا بأنفسهم من أجل أن يعيش الشعب بحرية وكرامة ودفاعاً عن الحقوق والمقدسات.
إن ما تقوم به السلطة في الضفة سواء كان سياسياً أم أمنياً أم اقتصادياً أم إعلامياً... سينتج عنه صرف أنظار العالم عن مجريات انتفاضة الأسرى، ويفتح معارك جانبية تضر بصميم الحق الفلسطيني، وتشتيت الجهود. وهنا وقعت السلطة بخطأ مركب: الأول عدم اتخاذها أي خطوة عملية قوية تخدم تحرك الأسرى، والثاني اتباع سياسة عكسية من شأنها إحباط التحرك وتفريغه من مقصده وهدفه.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية