ظاهرة ذات عبر..المحررون يرتدون البزة العسكرية فور تحررهم.!
عبد الله قنديل المتحدث باسم واعد للأسرى
منذ مدة ليست بالقليلة يطالعنا الأسرى المحررون الجدد بظاهرة جديدة تبدو في ظاهرها غريبة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من معاني المروءة والتحدي والعنفوان.
الأسير الذي يمضى معظم عمره، وأجمل سنيّ حياته داخل سجون الاحتلال، يعاني فيها جبروت الاحتلال وبطشه، وغطرسة سجانيه وحماقاتهم، في ظل غربة عن الدار والأهل، ما ملّمن إيصال الرسائل ذات المغزى المعبر، فهو صخرة تتحطم عليها مسيرة كيد السجانين بحقهمن أول يوم يعتقل فيه وحتى لحظة تحرره التي من المفترض وفق الحسابات الصهيونية أنتكون صفحة بيضاء جديدة في تاريخ الأسير المحرر يمارس فيها حياته بعيدا عن "الإرهاب والعنف والتخريب"؛ لأنه وبمنظورهم فإن هذه السنوات كفيلة بأن تقتل روح المقاومة فينفس الأسير، ولكن المشهد أبلغ من ألف حكاية وحكاية.
منذ أن يصل الأسير معبر بيت حانون حتى يطلب تغيير ملابسه المدنية، وارتداء البزة العسكرية، وبل وحمل سلاح المقاومة، في رسالة فورية قوية لمن كان عندهم محبوسا أسيرا قبل سويعات، وكأنه يقول: "التعذيب والإرهاب والقيد والحرمان والإجرام لم ولن يمس صمودنا وعقيدتنا في شيء،ومرحلة جديدة معكم قد بدأت، حتى ولو كلف الأمر اعتقالي ثانية".
هذه رسالة بالتأكيد ليست عشوائية، بل تدلل وبقوة على أن هؤلاء المأسورين هم خيرة أبناء شعبنا،وهم طليعة التحدي والصمود داخل الأسر وخارجه، وما أجمل ضياء الدين الشرفا الذي خرج لتوه من الاعتقال بعد سبعة عشر عاما وهو يقول لحظة تحرره: "المعركة بدأت من جديد، ولسوف يرى الصهاينة منا ما لم يحتسبوا".!
هذا الذي أمضى سبعة عشر عاما متواصلة ،بعذاباتها، بجراحاتها، بآلامها، يقول هكذا؟!!
في أي عالم نحن، ومن أي بني البشرهم؟ وأسئلة متعددة وكثيرة حيرى حول كل ذلك، والإجابة تقول" بأن من أحال ظلمة القهروالسجان إلى جامعة يوسف، وجعل من الزنازين منارات، وجعل من مقولة المأفون "موشيه ديان" بأن الكيان الصهيوني سيبنى على أيدي هؤلاء – في إشارة منه إلى أن كيانه سيجعل الأسرى عبيدا يستفيد منهم في بناء كيانهم- جعلوا منها مجرد أمنية دفنت كما دفن صاحبها.
لقد عوَدَنا الأسرى على كل جديد في عالم الإرادة والثبات، أفليس من حقهم علينا أن نعدهم بالعمل قدر المستطاع على الدفاع عن قضيتهم، وهذا أقل القليل؟!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية