عائلة ضهير.. شاهد على جريمة الحصار الشامل
د. حسن أبو حشيش
فرض الاحتلال الصهيوني الحصار الشامل على قطاع غزة من سنوات، وبموجبه حُرم المواطنون من أساسيات الحياة كالكهرباء والوقود ومتطلبات الصناعة والإعمار...ورغم أن إبداعات إدارة الأزمة كسرت ملامح الحصار، إلا أن آثاره الأساسية باقية وملموسة، ومازال العصب معطلا بسببه. المئات من الأسر أُصيبت بمقتل وهي تعالج هذا الحصار اللعين،فمنهم من لقي حتفه في الأنفاق التي وجد الناس أنفسهم مضطرين للتعامل معها, ومنهم من حُرق بصواعق كهربائية، لأن الحصار حال دون تطوير الشبكة المهترئة، ومنهم من حُرق بالشموع والمولدات....فالحصار واحد والأسباب المؤدية للموت متعددة.
عائلة ضهير مكونة من الأب والأم والأولاد ليسوا آخر ضحايا تداعيات الحصار المفروض على مفاصل الحياة وأساسيات السلامة والأمان. جريمة متجددة بحق الإنسانية, وبحق البراءة, وبحق حقوق الإنسان.
تحمل المسئولية ليس فكرا وترفا،وكلاما معسولا يُتشدق به. إنها أمانة عظيمة،فالحكومة مسؤولة،والعائلات مسؤولة، والأحزاب مسؤولة،والمجتمع الأهلي مسؤول،والأغنياء مسؤولون.. هذا داخليا. أما في الخارج فإننا نعتبر هذه الفاجعة جريمة حرب تضاف إلى جرائم الحرب التي يقترفها الاحتلال، وهي لعنة تطارد كل من يساهم بالحصار ولو بكلمة.
من المهم جدا أن يتم البحث الجدي عن آليات تجعل مصيبة هذه العائلة آخر الفواجع. عزاؤنا للجميع, فالمصاب وطني عام والانشغال به ماديا ومعنويا من ضرورات المسئولية وتبعاتها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية