عبد الله البرغوثي .. أي زعيمٍ أنت؟ ...بقلم:حبيب أبو محفوظ

الثلاثاء 17 أبريل 2012

عبد الله البرغوثي .. أي زعيمٍ أنت؟

حبيب أبو محفوظ

بدأ الأسير الأردني المهندس عبد الله البرغوثي، إضرابه المفتوح عن الطعام، دون أن نسمع كلمة واحدة من الحكومة الأردنية، وكأن الأمر لا يعنيها، يرافقه انقطاع تام للزيارات من قِبل السفارة الأردنية له في عزله، وكأن حكومتنا تريد منا نسيان أردنية البرغوثي، وإغفال وطنيته، وحجب انتمائه، لكن الجواب يأتي سريعاً من "النشمي" القابع خلف زنازين القهر، ليؤكد أنه أسير أردني قبل أن يكون فلسطيني الأهل والمنبت، معتزاً بأردنيته.

مع تقديرنا لكافة الأسرى، فعبد الله البرغوثي ليس كغيره، والإضراب المفتوح عن الطعام بالنسبة له ولسجانيه، مسألة حياة أو موت، صبر أو خضوع، وهو في طريقه نحو إنجاز خيارين لا ثالث لهما، أما أن تستجيب مصلحة السجون الصهيونية لطلبه بالسماح له بمرافقة بقية الأسرى في كافة السجون، بمعنى انتقاله من العزل الانفرادي إلى السجن الجماعي، وهذا أمر مستبعد نظراً للخطر الكبير الذي يشكله على بقية الأسرى في حال اختلاطه بهم، وهو تحديداً ما أوصت به المحكمة العسكرية لحظة النطق بالحكم ضده.

أو فإن الأمور متجهة نحو إرادة البرغوثي، وعزمه على الصمود، وإصراره على موقفه، وبالتالي لا حل أمامه سوى الاستمرار في مسيرة الإضراب المفتوح عن الطعام حتى نيل الشهادة، وهذا تحديداً ما أشار إليه الأسير المهندس نفسه في آخر رسالة موجهة منه إلى نقابة المهندسين الأردنيين التي ينتسب إليها.

من يقرأ رسالة البرغوثي الأخيرة يتفهم جيداً مقدار الظلم الذي وقع عليه، فأن يحرم الإنسان من مجالسة الآخرين ومحادثتهم، لعقد كامل من السنوات، أضف إلى ذلك بقاءه طيلة هذه السنوات العشر في زنزانة ضيقة لا تصلح للعيش الآدمي، وفوق هذا وذاك حرمانه من مشاهدة أبنائه أسامة وتالا وصفاء، التي كان عمرها حين اعتقاله 20 يوماً، وهي اليوم تكبر بعيدةً عن والدها الذي لا يعرفها، ولا تعرفه، وهما على قيد الحياة!.

ليس صحيحاً ما يصوره الإعلام الصهيوني من أن القائد عبد الله البرغوثي رجل دموي، فالرجل أكد غير مرة أنه ما قتل الصهاينة إلا رداً على قتلهم لشعبه، وبأنه ما فجر حافلاتهم، ومطاعمهم، إلا بعد أن فجرت الصواريخ "الصهيوأمريكية" رؤوس أطفال فلسطين بالضفة الغربية، وقطاع غزة.

يمثل العزل الانفرادي، أقسى درجات القهر والإذلال التي من الممكن أن يتعرض أخطر المعتقلين، لكن القائد "أبو أسامة" يعتبر من أكثرهم، إن لم يكن الوحيد الذي تعرض لأبشع أنواع القمع والقهر من إدارة السجون، تعرض خلالها لشتى صنوف العذاب والتنكيل، وبدون مناسبة وبمناسبة، فإن زنزانة البرغوثي أو قبره كما يصفه هو، تعرض للعديد من اقتحامات قوات "الكوماندوز" الصهيوني، وقد اعتدوا عليه بالضرب وهو نائم، ولم يكن من خيارٍ أمامه سوى الدفاع عن نفسه بيديه، لتكون النتيجة تخريب أغراضه الشخصية، وفرض عقوباتٍ أشد قسوة من ذي قبل، فقط لأنه دافع عن نفسه.

الأسير المهندس عبد الله البرغوثي ليس قائداً عسكرياً فقط، بل يعتبره الصهاينة الأخطر على أمن الكيان الصهيوني بعد الشهيد المهندس يحيى عياش، وهو رجل سياسي محنك، حاد الذكاء والفطنة، يتحدث اللغتين الإنجليزية والعبرية بطلاقة، صاحب ثقافة عالية، وله العديد من المؤلفات منها "منهدس على الطريق"، و"المقصلة".

وبصورة تدعو إلى الإعجاب والدهشة، يتفنن المهندس الأردني عبد الله البرغوثي في إذلال الصهاينة، سواء أكان ذلك قبل الاعتقال بمعنى أثناء مرحلة جهاده ومن ثم مطاردته، واليوم أثناء فترة اعتقاله، فالنتيجة -التي تنتظر الصهاينة- من إضراب البرغوثي لا تبشرهم بخير، فإما الشهادة وبالتالي اشتعال السجون غضباً، وإما أن تخضع لطلبات البرغوثي، وحينها أي زعيمٍ هذا الذي تخضع له دول!؟، وأي كيانٍ يركع تحت أقدام أسير!؟.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية