عذر أقبح من ذنب
سعيد دويكات
اعتاد الناس على من ارتكب فعلة شائنة أن يلوذ بالصمت أو أن يبتعد عن مسرح الجريمة ولو إلى حين حتى ينسى الناس فعلته مع مرور الوقت على قاعدة – بعيد عن العين بعيد عن الذهن – ، أما إن ركب رأسه وأصر على مناطحة صخور الحقائق بقرنيه فعليه أن يستحضر كل فنون مسيلمة الكذاب وعبد الله بن سلول لعله ينجح في تبييض صحائفه السوداء وما أظنه يفعل ، ولكن في عصر الغرائب والعجائب يفاجئنا فريق ثالث يصر على المناطحة ولو بقرون من خيوط بيت عنكبوتي آيل للتفتت ،وبيانات هي للإدانة أقرب منها للنفي ،فهذا لعمري هو الغباء بعينه ..أو أنه الصلف ذاته بأن يظن الناس بهذا الغباء ليخدعهم بتبريراته الواهية.
وزارة الشؤون الاجتماعية في حكومة فياض الكريستالية " الشفافة عالآخر " تصدر بيانا تنفي فيه هدرها لملايين الدولارات وتعقب على تقارير الفساد المنسوبة إليها بالقول ( انه ِبغض النظر عن مدى صحة ودقة ما ورد في التقرير، فإنه لم يتم صرف أي من المبالغ المشار إليها في التقرير من موازنة وزارة الشؤون الاجتماعية أو بتوقيع الوزيرة أو بتعليمات منها.).
ما معنى "بغض النظر عن مدى صحة ودقة ما ورد في التقرير؟ وكيف يقال ذلك؟ أليست الصحة والدقة هي أهم ما في أي كلام أو تصريح أو تقرير؟ ثم أليس هذا الرد الهزيل يوحي بأن ما ورد في التقارير صحيح ولا غبار عليه، بدليل عدم التعرض له بالنفي أو التفنيد والإنكار؟! أي أن هناك إقرارا بالفساد والهدر ولكن ليس من موازنة الوزارة أو عن طريق الوزيرة!! ما شاء الله عن هذا العذر العبقري..كيف تصرف أموال بالملايين باسم الوزارة من غير موازنة الوزارة ولا بتعليمات من الوزيرة؟! من أين أتت هذه الأموال وكيف صرفت ومن الذي أمر بصرفها؟! وكيف تسكت الوزيرة إن لم يكن ذلك بعلمها –حسب قولها – على فساد بالملايين يتم باسم وزارتها؟
وكيف تتحول وزارة يفترض أنها للفقراء المعوزين إلى (متبرع) لهذه الشخصية أو تلك بألوف مؤلفة وأرقام فلكيةبينما فقراؤها لا يجدون طعاما سوى أرجل الدجاج هذا إن توفر لهم؟ وهل الإنفاق على حفلات وموائد رجالات الفيفا ومباريات كرة القدم من اختصاص وزارة "الفقراء" بينما فقراؤها يجرون سباقات ماراثونية من اجل اللحاق برغيف الخبز والقبض عليه؟
وإذا صحت الأرقام المعلنة عن الفساد في هذه الوزارة المغمورة فكم سيكون حجم الفساد في باقي الوزارات البالغة أكثر من أربع وعشرين وزارة في عين الحسود!! قطعا الفساد سيتجاوز مئات الملايين.. هذا في مرحلة التسول والمعونات فكيف لو كان هناك دولة ولها موارد ماذا انتم فاعلون؟
لا عجب أن يكون هناك تلاعب بالرواتب أو حتى ألا يكون هناك رواتب أصلا ما دامت الأمور تدار بمثل هذا الابتذال والجشع والتسيب.وما دامت حياة الناس وكرامتهم لا تساوي صفرا عند من يتحكم بلقمة عيشهم ويهدر أموال الأيتام على مآدب اللئام ..
وأنت يا معالي الوزيرة يحصل هذا في وزارتك وأنت القادمة من فصيل "للكادحين" فكيف الحال لو أتيت من صفوف"البرجوازيين"؟.
أخيرا: محاولة تبرير الفساد وتجميل وجهه القبيح لا يقل قبحاً عن الفساد ذاته ..وتبرير الفساد بعد افتضاحه ناهيك عن أنه غباء هو الفساد بشحمه ولحمه!!
سعيد دويكات
اعتاد الناس على من ارتكب فعلة شائنة أن يلوذ بالصمت أو أن يبتعد عن مسرح الجريمة ولو إلى حين حتى ينسى الناس فعلته مع مرور الوقت على قاعدة – بعيد عن العين بعيد عن الذهن – ، أما إن ركب رأسه وأصر على مناطحة صخور الحقائق بقرنيه فعليه أن يستحضر كل فنون مسيلمة الكذاب وعبد الله بن سلول لعله ينجح في تبييض صحائفه السوداء وما أظنه يفعل ، ولكن في عصر الغرائب والعجائب يفاجئنا فريق ثالث يصر على المناطحة ولو بقرون من خيوط بيت عنكبوتي آيل للتفتت ،وبيانات هي للإدانة أقرب منها للنفي ،فهذا لعمري هو الغباء بعينه ..أو أنه الصلف ذاته بأن يظن الناس بهذا الغباء ليخدعهم بتبريراته الواهية.
وزارة الشؤون الاجتماعية في حكومة فياض الكريستالية " الشفافة عالآخر " تصدر بيانا تنفي فيه هدرها لملايين الدولارات وتعقب على تقارير الفساد المنسوبة إليها بالقول ( انه ِبغض النظر عن مدى صحة ودقة ما ورد في التقرير، فإنه لم يتم صرف أي من المبالغ المشار إليها في التقرير من موازنة وزارة الشؤون الاجتماعية أو بتوقيع الوزيرة أو بتعليمات منها.).
ما معنى "بغض النظر عن مدى صحة ودقة ما ورد في التقرير؟ وكيف يقال ذلك؟ أليست الصحة والدقة هي أهم ما في أي كلام أو تصريح أو تقرير؟ ثم أليس هذا الرد الهزيل يوحي بأن ما ورد في التقارير صحيح ولا غبار عليه، بدليل عدم التعرض له بالنفي أو التفنيد والإنكار؟! أي أن هناك إقرارا بالفساد والهدر ولكن ليس من موازنة الوزارة أو عن طريق الوزيرة!! ما شاء الله عن هذا العذر العبقري..كيف تصرف أموال بالملايين باسم الوزارة من غير موازنة الوزارة ولا بتعليمات من الوزيرة؟! من أين أتت هذه الأموال وكيف صرفت ومن الذي أمر بصرفها؟! وكيف تسكت الوزيرة إن لم يكن ذلك بعلمها –حسب قولها – على فساد بالملايين يتم باسم وزارتها؟
وكيف تتحول وزارة يفترض أنها للفقراء المعوزين إلى (متبرع) لهذه الشخصية أو تلك بألوف مؤلفة وأرقام فلكيةبينما فقراؤها لا يجدون طعاما سوى أرجل الدجاج هذا إن توفر لهم؟ وهل الإنفاق على حفلات وموائد رجالات الفيفا ومباريات كرة القدم من اختصاص وزارة "الفقراء" بينما فقراؤها يجرون سباقات ماراثونية من اجل اللحاق برغيف الخبز والقبض عليه؟
وإذا صحت الأرقام المعلنة عن الفساد في هذه الوزارة المغمورة فكم سيكون حجم الفساد في باقي الوزارات البالغة أكثر من أربع وعشرين وزارة في عين الحسود!! قطعا الفساد سيتجاوز مئات الملايين.. هذا في مرحلة التسول والمعونات فكيف لو كان هناك دولة ولها موارد ماذا انتم فاعلون؟
لا عجب أن يكون هناك تلاعب بالرواتب أو حتى ألا يكون هناك رواتب أصلا ما دامت الأمور تدار بمثل هذا الابتذال والجشع والتسيب.وما دامت حياة الناس وكرامتهم لا تساوي صفرا عند من يتحكم بلقمة عيشهم ويهدر أموال الأيتام على مآدب اللئام ..
وأنت يا معالي الوزيرة يحصل هذا في وزارتك وأنت القادمة من فصيل "للكادحين" فكيف الحال لو أتيت من صفوف"البرجوازيين"؟.
أخيرا: محاولة تبرير الفساد وتجميل وجهه القبيح لا يقل قبحاً عن الفساد ذاته ..وتبرير الفساد بعد افتضاحه ناهيك عن أنه غباء هو الفساد بشحمه ولحمه!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية