عرفات وعباس.. مفارقات
إياد القرا
عشر سنوات على رحيل الرئيس ياسر عرفات, وقد قاد السلطة الفلسطينية قبل رحيله لمدة عشر سنوات من فلسطين, في غالبيتها أدارها من قطاع غزة، حرص خلالها على تشكيل الكيان الفلسطيني انطلاقاً من غزة لاستشعاره أهمية الثقل الجيوسياسي الذي تمثله غزة في القضية الفلسطينية إلى جانب الضفة الغربية, حيث غادر فلسطين في أيامه الأخيرة من رام الله، في حين حولها الرئيس محمود عباس إقليما متمردا محاصرا يحرم أبناؤه من كل ما له علاقة بالسلطة, والتهرب من تحمل المسؤوليات.
مفارقات كثيرة بين الرجلين لها ارتباط بكريزما الشخصية، والتي تنطلق من اعتبارات عدة, منها؛ أن الرئيس عرفات لم يجاهر يوما بعدائه للمقاومة الفلسطينية, ولو أنه كان يجاهر بمساعي السلام وما كان يسميه نبذ العنف، وفي نفس الوقت في جلساته الخاصة كان يجاهر بدعمه للمقاومة، في حين أن عباس يحمل لواء العداء للمقاومة ويشجبها ويدينها، بل يحملها المسؤولية، والدفاع عن الاحتلال، وكذلك تعزيز التنسيق الأمني مع الاحتلال من خلال رفع يده عن الأجهزة الأمنية وترك إدارتها للاحتلال والولايات المتحدة.
لم تكن المفارقة عداء المقاومة هي الوحيدة, بل كانت الفروق واضحة بين الرجلين, حيث إن عرفات كان يبادر في مراحل كثيرة لإطلاق ما يسمى بالحوار الوطني وتعزيزه واللقاء المباشر مع قيادات الفصائل الفلسطينية وتوسيط بعض الأطراف وإعطاء الجانب المصري دوراً مهماً في فتح قنوات اتصال مع قيادات الفصائل وخاصة حماس، في حين أن محمود عباس أوصل الساحة الفلسطينية إلى حالة من التردي على صعيد تعميق الانقسام الداخلي وطنياً ومجتمعياً في أسوأ صوره، بل دفع الشعب الفلسطيني نتيجة هذا الانقسام الكثير من الدماء.
في بداية انتفاضة الأقصى, بغض النظر عن مرامي الراحل ياسر عرفات, عمل على دعمها وتشجيعها في مرحلة من المراحل؛ لإيمانه بأن المقاومة سلاح يجب أن يستثمر في مواجهة الاحتلال، وكان يبادر إلى زيارة الجرحى وتكريم الشهداء والمقاومين، وغيرها من الخطوات التي تدعم المقاومة، في حين أننا خلال عشر سنوات شاهدنا كيف أن محمود عباس يعادي المقاومة وعائلات الشهداء والمقاومين، ومنع المساعدات عنهم، وحجب الأموال ومصادرتها عن المؤسسات والجمعيات الخاصة بالشهداء والجرحى ومصادرة أموالها في الضفة الغربية.
ولا يعفي الأمر كيف يخوض عباس حرباً ضد تيار محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح تصل إلى مرحلة التصفيات الجسدية كما يحدث في لبنان, في تعبير عن واقع حركة فتح في ظل ترأس محمود عباس، وعمليات الإقصاء وقطع الرواتب عن كل من يشق عصا الرئيس، كما حدث مع عدد كبير من قيادات حركة فتح خلال السنوات الأخيرة في قطاع غزة.
مجرد الاستماع لخطاب محمود عباس بالأمس, في الذكرى العاشرة لاستشهاد ياسر عرفات, تدرك جيداً أن عباس يقود القضية الفلسطينية نحو الكارثة, ومزيد من الانقسام, وتقديم التنازلات, وغياب الرؤية السياسية, والتمسك بالصغائر, والابتعاد عن القضايا الوطنية والمهمة المرتبطة بمصير القضية الفلسطينية.
إياد القرا
عشر سنوات على رحيل الرئيس ياسر عرفات, وقد قاد السلطة الفلسطينية قبل رحيله لمدة عشر سنوات من فلسطين, في غالبيتها أدارها من قطاع غزة، حرص خلالها على تشكيل الكيان الفلسطيني انطلاقاً من غزة لاستشعاره أهمية الثقل الجيوسياسي الذي تمثله غزة في القضية الفلسطينية إلى جانب الضفة الغربية, حيث غادر فلسطين في أيامه الأخيرة من رام الله، في حين حولها الرئيس محمود عباس إقليما متمردا محاصرا يحرم أبناؤه من كل ما له علاقة بالسلطة, والتهرب من تحمل المسؤوليات.
مفارقات كثيرة بين الرجلين لها ارتباط بكريزما الشخصية، والتي تنطلق من اعتبارات عدة, منها؛ أن الرئيس عرفات لم يجاهر يوما بعدائه للمقاومة الفلسطينية, ولو أنه كان يجاهر بمساعي السلام وما كان يسميه نبذ العنف، وفي نفس الوقت في جلساته الخاصة كان يجاهر بدعمه للمقاومة، في حين أن عباس يحمل لواء العداء للمقاومة ويشجبها ويدينها، بل يحملها المسؤولية، والدفاع عن الاحتلال، وكذلك تعزيز التنسيق الأمني مع الاحتلال من خلال رفع يده عن الأجهزة الأمنية وترك إدارتها للاحتلال والولايات المتحدة.
لم تكن المفارقة عداء المقاومة هي الوحيدة, بل كانت الفروق واضحة بين الرجلين, حيث إن عرفات كان يبادر في مراحل كثيرة لإطلاق ما يسمى بالحوار الوطني وتعزيزه واللقاء المباشر مع قيادات الفصائل الفلسطينية وتوسيط بعض الأطراف وإعطاء الجانب المصري دوراً مهماً في فتح قنوات اتصال مع قيادات الفصائل وخاصة حماس، في حين أن محمود عباس أوصل الساحة الفلسطينية إلى حالة من التردي على صعيد تعميق الانقسام الداخلي وطنياً ومجتمعياً في أسوأ صوره، بل دفع الشعب الفلسطيني نتيجة هذا الانقسام الكثير من الدماء.
في بداية انتفاضة الأقصى, بغض النظر عن مرامي الراحل ياسر عرفات, عمل على دعمها وتشجيعها في مرحلة من المراحل؛ لإيمانه بأن المقاومة سلاح يجب أن يستثمر في مواجهة الاحتلال، وكان يبادر إلى زيارة الجرحى وتكريم الشهداء والمقاومين، وغيرها من الخطوات التي تدعم المقاومة، في حين أننا خلال عشر سنوات شاهدنا كيف أن محمود عباس يعادي المقاومة وعائلات الشهداء والمقاومين، ومنع المساعدات عنهم، وحجب الأموال ومصادرتها عن المؤسسات والجمعيات الخاصة بالشهداء والجرحى ومصادرة أموالها في الضفة الغربية.
ولا يعفي الأمر كيف يخوض عباس حرباً ضد تيار محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح تصل إلى مرحلة التصفيات الجسدية كما يحدث في لبنان, في تعبير عن واقع حركة فتح في ظل ترأس محمود عباس، وعمليات الإقصاء وقطع الرواتب عن كل من يشق عصا الرئيس، كما حدث مع عدد كبير من قيادات حركة فتح خلال السنوات الأخيرة في قطاع غزة.
مجرد الاستماع لخطاب محمود عباس بالأمس, في الذكرى العاشرة لاستشهاد ياسر عرفات, تدرك جيداً أن عباس يقود القضية الفلسطينية نحو الكارثة, ومزيد من الانقسام, وتقديم التنازلات, وغياب الرؤية السياسية, والتمسك بالصغائر, والابتعاد عن القضايا الوطنية والمهمة المرتبطة بمصير القضية الفلسطينية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية