عزام الشافعي ... بذكراك الرابعة ... سنبقي على العهد

السبت 19 يناير 2013

الشهيد المجاهد عزام الشافعي..

سنين العمر ...لا تلهي عن طريق الجنة

المكتب الإعلامي - خاص

هي الشمسُ تحني هدبها انكساراً أمام ناظريه وهو يرفعُ رأسه صوب السماء وقد جال بروحه أرجاءها الممتدة في أفق لا نهاية له «إلهي إنني لم أحب هذه الدنيا منذ وعيت على بلائها وفي كل يوم أتمنى أن أرحل عنها، أتمنى أن أعيش في راحة تامة، لأعبدك».. ويسير في تلك الدروب الفقيرة، يمدّ يده الحانية ليخفف من وجع الاستضعاف، يمحو ببسمته الرقيقة شقاء الحياة، في غزة، حيث ولد وترعرع حتى كبر وصار شاباً يُشار إليه بالبنان لتميزه في الوعي والحكمة والشجاعة.

المولد والنشأة


هو مذ كان طفلاً خرج للنور في 11-2-1952م,في البريج, منحدرا من بلدته المهجر منها اللد, أفضى على جمال خَلقه روعة خُلُق وذكاءً وقّاداً وضعاه في دائرة طموحاتٍ كبيرة ومستقبل زاهر حلم به والداه اللذان لم ينثنيا عن الاهتمام الشديد به، حتى بعد أن شبّ.

بماذا يمكن أن يحلم شابٌ حصل على شهادة الثانوية العامة , والأوضاع الاقتصادية لم تمنحه فسحة من العمر, حتى درس في "صناعة الوكالة" تخصص راديو وتلفزيون, وكان أول فني في رفح , و أول من أفتتح محلا لتصليح الراديو والتلفزيون في رفح.

تزوج من سيدة فاضلة وأنجب منها, أربع بنات وثلاثة أولاد, كانوا له نورا لدربه وحياته, في حفظهم للقرءان الكريم, وعملهم الدءوب في خدمة الإسلام والمسلمين, فكما فهم الحياة, اختار الطريق الذي يريد بقلب مطمئنٍ.

لم يخرج الحاج عزام, من دائرة التميز، أن يكون دوماً القلبَ النابض لأي تحركٍ قد يقوم به أهله، أو رفاقه، أو رفاق الدرب الذين أسس معهم الخلية الأولى لمكافحة المخدرات والعملاء في قطاع غزة, قبيل قدوم السلطة الفلسطينية إلى غزة, .

فكانت للحاج عزام, صولاته وجولاته, في القضاء تجار المخدرات واعتقال العملاء, وتشكيل ما يسمى بالخلايا الوطنية السرية, والدين يجري في عروقه, فلا يترك صلاة الفجر, إلا وكان على الدوام من أوائل المصلين الذين يدخلون أبواب المسجد مع الأذان الأول.

حياة عزة وكرامة

لم يدع عزام , موطأ للعزة والكرامة, إلا وكانت له بصمة فيه, في تجهيز جيلا من الشباب المؤمن المستعد إلى لقاء ربه, ولقاء عدوه, وبني أسرة إسلامية ,تحفظ كتاب الله وهي على نعومة أظافرها.

فشهد المطاردات الصهيونية لرجال المقاومة في بداية الانتفاضة الأولى, وبالتوازي مع طريق ذات الشوكة والذي كان يراه أول درجات الجنة, لم يدع حظه من الدنيا, فكان قد افتتح محلا لتصنيع الصابون, حازت على إعجاب المؤسسات الدولية, التي شهدت ببراعة إنتاج تلك النماذج من المشغولات الوطنية, في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وبأقل الإمكانيات المتوفرة لذلك.

حتى قام إلى جانب صديقه ناصر السراج بتأسيس اتحاد الصناعيين الفلسطينيين ,وبتكليف من الرئيس الفلسطيني السابق, قام عزام الشافعي بتشكل ما يسمى بالمجلس الفلسطيني لمكافحة المخدرات.

شجاعة في سبيل الله


تلك الشجاعة كانت نتاجاً أصيلاً لتربية عمد علي إلى إصلاح نفسه بها وقد عمدها بالتقوى، فكان يقضي لياليه باكياً شاكياً للَّه نفسه، متوسلاً إليه أن يرزقه شهادة مباركة في سبيله..في قيام الليل كان يتضرع الى الله بأحب الأسماء إليه.

لم تختزل الحياة الإسلامية لأجلها عن كل شي‏ء، من الحياة الاجتماعية التي استغلها في بث الوعي الديني وتثقيف الفتية والشباب سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، فكان الأب والوالد والصديق والجار, الحنون المطيع لوالديه , الحريص على جيرانه وأبنائه, وهو ما مكنه من الاستحواذ على قلوبهم جميعا.

وعلى الرغم من استياء والديه من سيره في هذا الطريق، إلا أنه هيأ أجواء عائلته وبث روح الثورة في إخوته وعلّمهم وثقفهم.

الطريق إلى الفردوس

أكثر ما كان يؤلم قلبه أن يرى جندياً صهيونياًً يدوس أرض غزة، ويعبر أنه سيبقى يقاتل ولن يرتاح له بال حتى تنتهي الغدة السرطانية من الوجود.


لم يدع جنازات الشهداء إلا وكان يشارك فيها, بكافة الأطياف السياسية, ومنح خبرته في مجال تركيب الكيمايات لبعض رجال المقاومة, في نصاع القنابل اليدوية والصوت.

ووجد المجاهدين في حياة الحاج عزام , ملجأً دافئا, لاختباء والاحتماء عنده في منزله, فكانوا ينامون بالأيام والليالي الطوال في منزله , يستخدمون المنزل في المراقبة والرصد لوحدات العدو قبل انسحابه من غزة , بالنظر, إلى قرب المنزل من الحدود الفلسطينية المصرية, حتى ابتكر لابناءه المجاهدين وهو أكبرهم, منظارا خاصا في عموداً للخرسانة تمكنوا من خلال من مراقبة العدو.

وبعد حياة حافلة بأعمال الخير والطاعة, استشهد الحاج, عزام الشافعي بعد إصابته بشظية في رأسه اثر قصف الاحتلال الشريط الحدودي في 20-1-2009م, وشهد تشيع جنازته خلق كثير.

ليرى أقربائه وأبنائه بعد شهادته, نورا في وجهه يلبس الملابس البيضاء, ويبتسم إلى ويضحك إلى أبنائه....ويشير بسبابته إليهم...

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية