الحرب مفتوحة على مدينة القدس جغرافيًا وديمغرافيًا
عطون: أوراق خريف الاحتلال تتساقط وسأعود للقدس قريبًا
أكد أحمد عطون، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس المحتلة، والمُبعد إلى رام الله أن هناك قصوراً عربيًا وإسلاميًا وشعبيًا تجاه مدينة القدس وملفاتها، مؤكدًا في الوقت ذاته أن أوراق خريف الاحتلال بدأت تتساقط.
ورأى النائب عطون في مقابلة خاصة معه أن على السلطة الفلسطينية ان تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه قضية القدس وخاصة بعد ذهابها الى الامم المتحدة وحصولها على اعتراف دولة مراقب وانه يحق لها ان ترفع شكاوي ويحق لها ان ترفع الشكاوي ضد الاحتلال.
وأشار إلى أنه حتى الآن لم نر حراكًا حقيقيًا وجادًا بخصوص ملف قضية النواب المبعدين عن مدينة القدس موضحا ان السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية الأولى في هذا الملف، لكنه قال "سأعود قريبًا إلى القدس".
ورأى النائب عطون أن مدينة القدس تحتاج لميزانية ضخمة من أجل تعزيز صمود المقدسيين ولمواجهة الالة العسكرية الصهيونية مؤكدا ان مشروع اوسلو ارتكب خطيئة بحق مدينة القدس.
وفيما يلي نص الحوار:
س: ما هو شعورك وانت بعيد عن مدينة القدس؟
لقد مر على إبعادي من مدينة القدس حوالي عام، وأنا موجود حاليًا في الضفة الغربية وما زلت أشعر بالغربة وسواء كنت في رام الله أو في أي بقعة في فلسطين فهي بلدي، لكن إجباري على الخروج من القدس فهذا غير مقبول بتاتا، نحن صابرون على أمل العودة إن شاء الله، وكلي ثقة بالله بأنني عائد وعلى هذا الاحتلال بالزوال إن شاء الله، فكما نشتم رائحة ازهار الربيع العربي لعواصم كثيرة وأزهار العزة والكرامة التي حصلت في غزة وانعكاسها على العالم العربي والإسلامي، نحن نرى بأم أعيننا رغم تسلط الاحتلال إلا أن أوراق خريف الاحتلال تتساقط ونشاهد ذلك، لذلك أنا مقتنع أن أعود في القريب العاجل.
س: كيف تقيم الأوضاع في القدس؟
إن السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه، ماذا فعل الساسة والقادة وأصحاب القرار على مختلف الصعد سواء أكانوا فصائل أو جهات رسمية للانتصار لقضية القدس، هل القدس لدى القيادات والنخب هي عبارة عن خطاب إعلامي شعاري، حتى الآن لم تشاهد مدينة القدس منه أي شيء على أرض الواقع أمام مشاريع التهويد، أمام مشاريع الاحتلال في مدينة القدس، الاعتداء على الذاكرة وعلى التاريخ على المقدسات على الوجود الإنساني. فالحرب مفتوحة على مدينة القدس جغرافيا وديمغرافيا، نحن كنخبة أبعدنا عن مدينة القدس لأننا فقط نحمل فكرًا محددًا ونواجه الاحتلال ونرفض وجوده في مدينة القدس كما هو الحال في جميع الأراضي الفلسطينية، هذا الإجراء في الإبعاد حسب اتفاقية جنيف وحسب المواثيق الدولية هذا القرار لا أخلاقي لا إنساني لا قانوني بحسب المواثيق.
عندما زار جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق خيمة الاعتصام، قال نفس الكلام، قال هذه جريمة ترتكب في حق البشرية. حتى الآن يسكت العالم عن جريمة إبعاد الأشخاص من أرضهم من بلادهم من أماكن سكناهم وحياتهم، فأسرتي في مدينة القدس وأرفض أن تأتي إلى الضفة الغربية، فلن أساهم مع الاحتلال في إبعاد أسرتي عن مدينة القدس، هذا ملف صعب جدًا.
فعندما شبه كتاب الله عز وجل الإبعاد "كتبنا على بني إسرائيل اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم" الاخراج من البلد يوازي القتل، فالرسول يوحي إليه من السماء عندما خرج من مكة وقف على تلالها وبكى وقال: "والله إنك أحب البلاد إلى قلبي ولولا أهلك أخرجوني منك ما خرجت". ونحن كذلك حالنا حال الرسول فعندما أخرجنا من مدينة القدس فهي أحب البلاد إلى قلوبنا ولولا الاحتلال أخرجنا منها ما خرجنا.
س: هل السلطة تتحمل مسؤولية تجاه القدس؟
بالطبع اليوم السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية كاملة تجاه هذا الملف وخاصة بعد ذهابها إلى الأمم المتحدة وحصولها على اعتراف دولة مراقب ويحق لها أن ترفع شكاوي، فهذه القضايا لا تسقط بالتقادم وتعتبر جرائم حرب، لماذا حتى الآن تسكت عن مثل هذه الجرائم التي ترتكب بحق مدينة القدس بشكل عام وبكل ملفاتها وقضية الأسرى والإبعاد؟ إذا كان المجتمع والقانون الدولي يجرم هذا الإجراء، إذًا لماذا هذا الصمت من قبل السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية وكذلك الانظمة العربية والمنظمات التي تدعي زورًا وبهتانا بالدفاع عن حقوق الانسان تقف جامدة تلك المؤسسات أمام انتهاكات والممارسات التي يقوم بها الاحتلال بحق المقدسين بشكل خاص.
س: هل طرحتم كنواب مقدسيين قضية الابعاد بعد قيام الاعتراف بالدولة في الامم المتحدة ؟
لم نطرح ذلك بعد مع القيادة الفلسطينية، لم يكن هناك لقاء بعد مع الرئيس محمود عباس بعد عودته من الأمم المتحدة، ولكن طرحنا هذا الموضوع مع الأشقاء في مصر، وإذا كان الرئيس لا يعرف بتلك الملفات فهذه مصيبة وإذا كان يعرف ولا يتحرك فإن المصيبة أعظم، هذه ملفات ساخنة للقدس، في كل ملفات القيادة الفلسطينية لم تكن حاضرة وليس لديهم أي معلومات أو إحصائيات أو بيانات أو ملفات ساخنة متعلقة بمواجهة الاحتلال في مدينة القدس بحق اقتلاع الإنسان المقدسي أو الاعتداء على المقدسات أو إبعاد نوابهم يمثل المؤسسة الاهم في السلطة الفلسطينية نحن نمثل المجلس التشريعي الفلسطيني البعد السيادي في هذه القضية يحتاج الى تذكير اعتقد أنه ليس خطأ ولكن هي جريمة اذ كنا ننتظر حتى نذكر بعضنا، هناك قضية يجب التعاطي معها.
س: وماهو الرد المصري حول هذه القضية؟
الأخوة المصريون بذلوا جهدهم وتواصلوا مع الجميع في هذا الملف انا ادرك ادركا تماما ان مصر اليوم تعيش حالة عصيبة اعانها الله على ملفاتها الداخلية وتحمل عبء اكبر مما تطيق، فنحن نطالب الأخوة في مصر الاهتمام في موضوع الاسرى المضربين عن الطعام والأسرى الذين يتم اعتقالهم بالإضافة إلى الانتهاكات التي تحصل في مدينة القدس وملف الابعاد وملف المصالحة ، وهي ملفات كثيرة من الجانب الفلسطيني ملقاه على عاتق الاخوة المصرين من المعبر وغزة.
حتى الآن مصر لديها الكثير من الملفات الداخلية بحاجة الى معالجة حتى تستطيع الوقوف على قدميها مجددًا وإعادة الاعتبار لها، قبل لوم مصر أو أي دولة شقيقة وهذا ليس مبررا لأحد، حتى الأردن تتحمل مسؤولية كبيرة وخاصة بحق أهل القدس والمدينة المقدسة بصفتها صاحبة الولاية الدينية، وعلينا نحن المقدسيين لأننا نحمل الوثائق الأردنية كجوازات السفر، أيضًا السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية الأولى في قضية الإبعاد وبكل الانتهاكات التي تجري في مدينة القدس كما ذكرت قبل قليل اذا كان فقط في الفترة السابقة كان يصلح الخطاب الإعلامي اليوم لدينا أبواب جديدة فتحت، فالأصل أن تتحمل القيادة الفلسطينية قضايا شعبها وابناء شعبها بكافة ملفاته.
س: هل خاطبتم العالم بخصوص قضيتكم؟
أثناء وجودنا في خيمة الاعتصام، بعثنا برسالة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وتسلمها باليد من خلال بعض الشخصيات المقدسية أثناء حفل الإفطار الذي أقامه في شهر رمضان، وتحدثنا إلى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وتحدث رئيس الديوان الملكي مع الجانب الصهيوني، وكان هناك تدخل من الجانب الأردني أيام وجودنا في خيمة الاعتصام. وقد قمنا بمخاطبة الكثير من الرؤساء وبعثنا اليهم برسائل وخاصة الرئيس الامريكي اوباما والامم المتحدة والامين العام للدول العربية وامير قطر ورئيس منظمة المؤتمر الاسلامي، كذلك رسائل الى كل السفارات والممثليات الدولية منها بريطانيا وفرنساـ ولم تترجم بأي خطوة عملية حتى الان، فالقضية واحدة اما ان نعود او لا نعود ماذا فعلوا من أجل عودتنا الآن لم نر حراكًا حقيقيًا وجادًا وفاعلاً في صعيد هذا الملف كما هو الحال في ملفات مدينة القدس، مثلا لو سألت أي مواطن مقدسي أو إذا سألت أي حجر مقدسي ماذا فعلت الأمة بأسرها من أجل الانتصار وإيقاف جريمة التهويد بحق مدينة القدس سيكون الجواب ان هناك قصور عربي واسلامي وشعبي باتجاه مدينة القدس وملفاتها.
الوضع الطبيعي لمدينة القدس أن تعود محررة إلى الدول العربية والإسلامية، فحتى يسقط عن كاهل الأمة العربية والإسلامية جزء من المسؤولية أمام الله وأمام التاريخ نتساءل ماذا فعلوا من أجل تعزيز صورتهم في مدينة القدس وكبح ممارسات الاحتلال في مدينة القدس بكل ملفاتها حتى الان مدينة القدس كتاب مفتوح، مازالت مشاريع التهويد ومازال الاعتداء على اهلنا وعلى وجودنا وعلى قبورنا، على مرئ من العالم الاسلامي دون ان يكون هناك حراك جاد وفاعل على قدر ما تستحقه مدينة القدس وملفاتها.
س: ما هوتصوركم لتمكين تعزيز صمود المقدسيين في المدينة؟
لم يخل أي لقاء مع القيادة الفلسطينية، أو مع أشقائنا العرب، أو حتى من خلال زيارتي لعدد من السفاراء العرب، مثل السفير المصري والتونسي والمغربي الروسي كنا نتحدث عن قضية القدس. ولكن أقول إن القيادة الفلسطينية غير معنية حيث أن ما يرصد لمدينة القدس لا يتعدى النصف في المائة من ميزانية السلطة الفلسطينية وهذه الميزانية إما أن تذهب رواتب أو مساعدات إنسانية، فالقدس أكبر محافظة في فلسطين ولها خصوصية خاصة وندعي انها عاصمة الدولة الابدية، لماذا لا يتم أقل القليل ولا نريد ميزة خاصة عن باقي المحافظات؟ لماذا لا يتم معاملتها كباقي محافظات الوطن؟ أما التذرع بان الاحتلال هو مسيطر فهذه جريمة، لذلك مدينة القدس تحتاج لميزانية ضخمة من أجل تعزيز صمود المقدسيين لمواجهة الضرائب التي تفرض عليهم من خلال التسليط الاعلامي من اجلهم ورفع قضاياهم في المحافل الدولية المختلفة, هناك وسائل كثيرة من اجل تعزيز صمودهم اذا كانت لا تستطيع السلطة الفلسطينية الدخول الى مدينة القدس تستطيع ان تنفذ الكثير من المشاريع لو توفرت لها الارادة السياسية ويمكن ان تفعل الكثير، ولكن القضية الفلسطينية المتمثلة في مشروع اوسلو ارتكبت خطيئة بحق مدينة القدس عندما رضيت ان تكون على اخر سلم اولاوياتهم في الفترة الأخيرة فقد اهملوا جميع ملفات القدس منذ ذلك الوقت، ويتم التعامل مع القدس كمشروع إسعافات أولية ليس إلا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية