عفواً أبا مازن.. كلماتك في القمة جانبها الصواب
د. حسن أبو حشيش
بعد أن انتهيتُ من كتابة مقالي حول القمة والمصالحة، تابعتُ كلمة رئيس السلطة محمود عباس بدقة أكثر من كل الكلمات التي كنت أتابعها مباشرة لأنها يجب أن تمثل كل فلسطين، وبعدها قررتُ تأجيل مقالي الجاهز لأكتب ملاحظاتي على كلمة أبي مازن . بداية أعترف أنها كلمة نظيفة وهادئة في غالبيتها، عكس جزء كبير من خطاباته التي كانت تمتلئ بعبارات التوتير. ولكنها ليس خالية تماما لأن هناك منهجا ومرجعية يرغب في إبقائها. وبما أنني فلسطيني تهمني كلمات وفد فلسطين فإنني أقول للسيد محمود عباس لقد كانت كلماتك في بعض محطاتها ينقصها الدقة والموضوعية والإنصاف، وبعضها شاهدة عليك سلباً ...وهنا أُسجل ما يلي:
أولا - كانت اللغة حزبية، وتحمل وجهة نظر طرف واحد فقط،وهذا عكسه تركيبة الوفد من أساسه، حيث تكون من حركة فتح ولم يُراع الطيف السياسي.
ثانيا - وجه مدحاً وإشادة مُطلقة لقطر ولدورها، وهذا يُناقض موقفه وموقف السلطة التي اعتبرت قطر منحازة لغزة ولحماس، بل وتم اعتبار زيارة أميرها ودعمه لإعادة إعمار القطاع تكريساً للانقسام، ووقتها قلنا إن المصلحة الوطنية تقتضي عدم حرق السفن مع أي أحد ..فها هي الأيام تجُبر عباس على السلوك الدبلوماسي الصحيح، وفي هذا تناقض مع الشخصية الرسمية وقادة الدول.
ثالثا - مدح وشكر مؤتمر العراق الداعم للأسرى وهذا وفاء وتقدير مسئول ومهم، لكنه أغفل مؤتمر تونس لنفس الهدف والذي أحدث صدى قويًّا،وهذا الإغفال ليس المرة الأولى بل تعمد أكثر من مرة، وسببه مشاركة حكومة غزة وحماس في المؤتمر،وهذه نفسية لا تستحق الحديث باسم الجميع،وتُعكر الأجواء مع تونس تماماً كما عكرها من قبل مع قطر، وفي النهاية سيعتذر.
رابعا - كرر أنه يُنفق على قطاع غزة مائة وثلاثين مليون دولار شهريًّا،والكل يعرف أنه يأخذ من غزة حصتها من دعم المؤسسات الدولية،ويستولي على عائدات غزة من الضرائب التي يستقطعها الاحتلال ويسلمها للسلطة،أما ما يُنفقه هو فقط على الموظفين الذين لا يعملون،وهم مستنكفون عن أداء واجبهم الوطني بأوامر منه ومن حكومة فياض.
خامسا - ذكر حرصه على المصالحة،وأشار بشيء من الغموض إلى اتفاق الدوحة والقاهرة،ولكن الأهم لم يذكر سبب تعطلها الأخير بقرار منه،وهو زيارة باراك أوباما .ولم يُشر إلى التزام حماس فيما يخص سجل الانتخابات.
سادسا - وضح أن همّ الأسرى يُشغل بال كل بيت فلسطيني، ولكنه أغفل قصداً محاولات أجهزته الأمنية لمنع توسع وتطوير انتفاضة الأسرى دفاعا عن حريتهم وحقوقهم.
عفواً سيادة الرئيس أنا من دعاة المُصالحة، ولكن ليس من المُصفقين والمُزورين، فخطابك جانبه الصواب،وشعبنا لم يعد قادراً على الصمت .سنقول لك شكراً وقت أن تكون على صواب، وسنقول لك عفواً أخطأت وقت أن تبتعد عن الواقع.
د. حسن أبو حشيش
بعد أن انتهيتُ من كتابة مقالي حول القمة والمصالحة، تابعتُ كلمة رئيس السلطة محمود عباس بدقة أكثر من كل الكلمات التي كنت أتابعها مباشرة لأنها يجب أن تمثل كل فلسطين، وبعدها قررتُ تأجيل مقالي الجاهز لأكتب ملاحظاتي على كلمة أبي مازن . بداية أعترف أنها كلمة نظيفة وهادئة في غالبيتها، عكس جزء كبير من خطاباته التي كانت تمتلئ بعبارات التوتير. ولكنها ليس خالية تماما لأن هناك منهجا ومرجعية يرغب في إبقائها. وبما أنني فلسطيني تهمني كلمات وفد فلسطين فإنني أقول للسيد محمود عباس لقد كانت كلماتك في بعض محطاتها ينقصها الدقة والموضوعية والإنصاف، وبعضها شاهدة عليك سلباً ...وهنا أُسجل ما يلي:
أولا - كانت اللغة حزبية، وتحمل وجهة نظر طرف واحد فقط،وهذا عكسه تركيبة الوفد من أساسه، حيث تكون من حركة فتح ولم يُراع الطيف السياسي.
ثانيا - وجه مدحاً وإشادة مُطلقة لقطر ولدورها، وهذا يُناقض موقفه وموقف السلطة التي اعتبرت قطر منحازة لغزة ولحماس، بل وتم اعتبار زيارة أميرها ودعمه لإعادة إعمار القطاع تكريساً للانقسام، ووقتها قلنا إن المصلحة الوطنية تقتضي عدم حرق السفن مع أي أحد ..فها هي الأيام تجُبر عباس على السلوك الدبلوماسي الصحيح، وفي هذا تناقض مع الشخصية الرسمية وقادة الدول.
ثالثا - مدح وشكر مؤتمر العراق الداعم للأسرى وهذا وفاء وتقدير مسئول ومهم، لكنه أغفل مؤتمر تونس لنفس الهدف والذي أحدث صدى قويًّا،وهذا الإغفال ليس المرة الأولى بل تعمد أكثر من مرة، وسببه مشاركة حكومة غزة وحماس في المؤتمر،وهذه نفسية لا تستحق الحديث باسم الجميع،وتُعكر الأجواء مع تونس تماماً كما عكرها من قبل مع قطر، وفي النهاية سيعتذر.
رابعا - كرر أنه يُنفق على قطاع غزة مائة وثلاثين مليون دولار شهريًّا،والكل يعرف أنه يأخذ من غزة حصتها من دعم المؤسسات الدولية،ويستولي على عائدات غزة من الضرائب التي يستقطعها الاحتلال ويسلمها للسلطة،أما ما يُنفقه هو فقط على الموظفين الذين لا يعملون،وهم مستنكفون عن أداء واجبهم الوطني بأوامر منه ومن حكومة فياض.
خامسا - ذكر حرصه على المصالحة،وأشار بشيء من الغموض إلى اتفاق الدوحة والقاهرة،ولكن الأهم لم يذكر سبب تعطلها الأخير بقرار منه،وهو زيارة باراك أوباما .ولم يُشر إلى التزام حماس فيما يخص سجل الانتخابات.
سادسا - وضح أن همّ الأسرى يُشغل بال كل بيت فلسطيني، ولكنه أغفل قصداً محاولات أجهزته الأمنية لمنع توسع وتطوير انتفاضة الأسرى دفاعا عن حريتهم وحقوقهم.
عفواً سيادة الرئيس أنا من دعاة المُصالحة، ولكن ليس من المُصفقين والمُزورين، فخطابك جانبه الصواب،وشعبنا لم يعد قادراً على الصمت .سنقول لك شكراً وقت أن تكون على صواب، وسنقول لك عفواً أخطأت وقت أن تبتعد عن الواقع.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية