عقد.. ومصالح
د. يوسف رزقة
اهتمت وسائل الإعلام العبرية بزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي. الاهتمام انصب على العلاقات الثنائية بين مصر السنية بقيادة الإخوان وبين إيران الشيعية، ولم يظفر مؤتمر القمة نفسه بأدنى اهتمام يذكر! اللقاءات التي حدثت على هامش القمة بين محمد مرسي ونجاد وبين شيخ الأزهر ونجاد كانت موضع تحليل ونقاش عميق في الإعلام العبري.
بعض التحليلات العبرية رأت في الزيارة وفي اللقاءات اختراقا إيرانيا لساحة مغلقة على إيران منذ قيام الثورة الإيرانية وحتى تاريخه وهي من أهم الساحات العربية بغض النظر عن التصريحات الإعلامية وعن مطالب الأزهر الشريف التي تميزت بالصراحة والجرأة. وبعض التحليلات رأت أن الزيارة كشفت عن عمق الخلافات المذهبية والمبدئية بين إيران ومصر والتي كشف عنها الأزهر من خلال مطالب محددة هي (وقف سب الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم أجمعين، ووقف تصدير المذهب الشيعي إلى البلاد السنية، والاعتراف بعروبة دولة البحرين، وإعطاء عرب الأهواز حريتهم وحقوقهم)
ما قاله الأزهر لا يختلف عليه اثنان من أبناء السنة في العالم، وجيد أن يقوله الأزهر بلسان عربي فصيح وبصراحة العلماء وبالنيابة عن المسلمين، واعتقد أنها مطالب إيجابية موروثة عند أهل السنة والجماعة، وعلى أحمدي نجاد الاستجابة لها لأن العالم الإسلامي لا يتحمل صراعًا طائفيًا أو مذهبيًا تخطط لإشعاله الصهيونية العالمية الحاقدة على الطرفين.
احترام العقائد واحترام المذاهب لا يمنع الاختلاف وهو جزء من حقوق الإنسان التي أقرتها ونادت بها الشريعة الإسلامية قبل أن تقرها المواثيق الدولية الإنسانية، واحسب أن المساحات المشتركة بين دول العالم الإسلامي كبيرة وواسعة ولا يجدر بأحد أن ينقل القادة إلى الأزقة والمساحات الضيقة لأن الخاسر في النهاية هم المسلمون.
لا أعتقد أنه ثمة مشكلة أمام مصر في إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران، فكل دول الخليج العربي بما فيها الإمارات تقيم علاقات دبلوماسية وتجارية مع طهران. ولكن المشكلة تكمن في الميراث المقطوع للعلاقات على مدى ثلاثين عامًا، وفي التوازن الدقيق المطلوب بين مصالح مصر مع دول الخليج من ناحية ومع الموقف الأمريكي من ناحية ثانية لأن إقامة هذه العلاقات في الظرف الراهن ليست عملية بسيطة بل تقتضي حسابات دقيقة بحيث تضع الموضوع في سياقاته المنطقية. سياسة مبارك في قطع العلاقات مع إيران لم تكن الحل الأمثل للمصالح المصرية بحسب التقارير المصرية نفسها، فمصر تقيم علاقات مع (إسرائيل) المصنفة عند الشعب المصري بالعدو الأول وبالتالي حيث توافق مصر على علاقات مع إيران تكون متوازنة تصحح انحرافًا يخدم مصالحها ومصالح المنطقة العربية ويساعد في قطع الطريق على الصهيونية العالمية التي تعمل على إيقاد نيران الفتنة الطائفية بصرف النظر عن قضية العرب والمسلمين الأولى (فلسطين)، وفي الوقت نفسه نؤكد على مطالب شيخ الأزهر الواضحة والصريحة والتي هي من الواجبات التي يجدر بالطرف الإيراني الاستجابة لها في عصر نسيَ فيه العالم الأوروبي الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وصار الأعداء أصدقاء وحلفاء
د. يوسف رزقة
اهتمت وسائل الإعلام العبرية بزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي. الاهتمام انصب على العلاقات الثنائية بين مصر السنية بقيادة الإخوان وبين إيران الشيعية، ولم يظفر مؤتمر القمة نفسه بأدنى اهتمام يذكر! اللقاءات التي حدثت على هامش القمة بين محمد مرسي ونجاد وبين شيخ الأزهر ونجاد كانت موضع تحليل ونقاش عميق في الإعلام العبري.
بعض التحليلات العبرية رأت في الزيارة وفي اللقاءات اختراقا إيرانيا لساحة مغلقة على إيران منذ قيام الثورة الإيرانية وحتى تاريخه وهي من أهم الساحات العربية بغض النظر عن التصريحات الإعلامية وعن مطالب الأزهر الشريف التي تميزت بالصراحة والجرأة. وبعض التحليلات رأت أن الزيارة كشفت عن عمق الخلافات المذهبية والمبدئية بين إيران ومصر والتي كشف عنها الأزهر من خلال مطالب محددة هي (وقف سب الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم أجمعين، ووقف تصدير المذهب الشيعي إلى البلاد السنية، والاعتراف بعروبة دولة البحرين، وإعطاء عرب الأهواز حريتهم وحقوقهم)
ما قاله الأزهر لا يختلف عليه اثنان من أبناء السنة في العالم، وجيد أن يقوله الأزهر بلسان عربي فصيح وبصراحة العلماء وبالنيابة عن المسلمين، واعتقد أنها مطالب إيجابية موروثة عند أهل السنة والجماعة، وعلى أحمدي نجاد الاستجابة لها لأن العالم الإسلامي لا يتحمل صراعًا طائفيًا أو مذهبيًا تخطط لإشعاله الصهيونية العالمية الحاقدة على الطرفين.
احترام العقائد واحترام المذاهب لا يمنع الاختلاف وهو جزء من حقوق الإنسان التي أقرتها ونادت بها الشريعة الإسلامية قبل أن تقرها المواثيق الدولية الإنسانية، واحسب أن المساحات المشتركة بين دول العالم الإسلامي كبيرة وواسعة ولا يجدر بأحد أن ينقل القادة إلى الأزقة والمساحات الضيقة لأن الخاسر في النهاية هم المسلمون.
لا أعتقد أنه ثمة مشكلة أمام مصر في إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران، فكل دول الخليج العربي بما فيها الإمارات تقيم علاقات دبلوماسية وتجارية مع طهران. ولكن المشكلة تكمن في الميراث المقطوع للعلاقات على مدى ثلاثين عامًا، وفي التوازن الدقيق المطلوب بين مصالح مصر مع دول الخليج من ناحية ومع الموقف الأمريكي من ناحية ثانية لأن إقامة هذه العلاقات في الظرف الراهن ليست عملية بسيطة بل تقتضي حسابات دقيقة بحيث تضع الموضوع في سياقاته المنطقية. سياسة مبارك في قطع العلاقات مع إيران لم تكن الحل الأمثل للمصالح المصرية بحسب التقارير المصرية نفسها، فمصر تقيم علاقات مع (إسرائيل) المصنفة عند الشعب المصري بالعدو الأول وبالتالي حيث توافق مصر على علاقات مع إيران تكون متوازنة تصحح انحرافًا يخدم مصالحها ومصالح المنطقة العربية ويساعد في قطع الطريق على الصهيونية العالمية التي تعمل على إيقاد نيران الفتنة الطائفية بصرف النظر عن قضية العرب والمسلمين الأولى (فلسطين)، وفي الوقت نفسه نؤكد على مطالب شيخ الأزهر الواضحة والصريحة والتي هي من الواجبات التي يجدر بالطرف الإيراني الاستجابة لها في عصر نسيَ فيه العالم الأوروبي الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وصار الأعداء أصدقاء وحلفاء
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية